أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سامي الاخرس - لا تقتلوا أطفالنا جوعاً














المزيد.....

لا تقتلوا أطفالنا جوعاً


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 11:59
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


بسط الأسد سلطاته ونفوذه ، واستعرض قوته وغرس مخالبه في قلب الوطن ، وافترس الجميع ليُنصب نفسه ملكاً على غابة جرداء ، لا ماء ولا كلأ فيها ، غابة لا ينقذها من صحراويتها سوي مخيمات لاجئين متكدسة ، شاءت الأقدار أن تحملهم بخيامهم إلي صحاري غزة ، وتتكدس في المستودعات البشرية التي أقامتها وكالة الغوث الدولية .
ووسط الغابة والأسد المنتصر رابضاً حائراً متسائلاً ماذا يفعل بهذه الأفواه ، وهذه الكواسر الجريحة ، التي تبحث عما يُقيتها ويسكت صراخ أطفالها الجوعي .
والأسد الجريح يتربص ويزأر كلما سنحت له الفرصة ليعبر عن وجوده ، وأنه لا زال موجوداً صامداً ، واقفاً على قدميه .
ما بين أسد غزة المنتصر ، وأسد الضفة الجريح ، والطاحونة تدور وتطحن الجميع ، توالت القرارات والفرمانات من كلاهما ، كلا يبحث عن شرعيته التي يغتصبها الاحتلال يومياً بطائراته ودباباته ، شرعية عمدت على جثث ودماء شعب بأكمله ، وقضية تقف أمام زوابع الموت والاقتلاع من الجذور.
في ظل معمان الشرعية أصدر رئيس الوزراء المكلف بقيادة حكومة الطوارئ سلام فياض وهو يعتبر أحد الشخصيات الاقتصادية التي تتعامل مع الأوضاع وفق رؤية اقتصادية معينة ، يحاكي من خلالها عواطف الجوعي كونهم فريسة للجوع والفقر ، مصدرهم الوحيد لإعاشة أطفالهم رواتبهم التي تعرضت للتآكل خلال المرحلة السابقة مرحلة الديمقراطية ، والشرعية ذات الرأسين .
نعود لأصل الرواية وبداية الحكاية ، كلنا نعترف ونقر ونؤكد أن عمليات التوظيف كانت تتم حسب شهادة الكفاءة التي تحصل عليها من الحزب ، ولون رايتك الحزبية ، بما أن الشهادة الأكاديمية شهادة لا يعتد بها ولا تنم عن كفاءة ، وهذا بسبب جامعاتنا التي أصبحت لا تمنح الدرجة العلمية دون أن تكتب بها الانتماء الحزبي ، وهذا خطأ لن يغتفر لها ، حيث أنها تجاوزت هذا البند في الشهادة ، وأغفلت أنه من الأهمية أكثر من بند التقدير الذي يتخرج به الطالب .
أصدر رئيس الوزراء سلام فياض قراراً بإنهاء العقود الوظيفية التي تمت خلال العامين السابقين ، وهذا القرار لم يوضح أسباب إصداره هل هو اصدر كصفعة للحكومة المقالة ؟ أم ضمن عملية إصلاح شامله للوضع الوظيفي ؟!
فإن أُصدر كصفعة للحكومة المقالة فإن الصفعة سقطت وبقوة على وجه أطفال الموظفين ، لأن رئيس الوزراء المقال ، والوزراء ، وأعضاء الحكومة ، وأعضاء القسام ، وأعضاء التنفيذية ، وكل الحاشية الحكومية والحزبية رواتبها مضمونة ومكفولة مع الحوافز والمكافآت ، والنثريات ، وبدل المواصلات ، وبدل مخاطرة ، وبدل مهمة ، وبدل قيادة ، وبدل تأمين نفسي واجتماعي وصحي ، وبدل ملابس ، وبدل وجبات دسمة تحتوي على الطاقة والبروتينات ، وأنا اضمن إنهم لن يتأثروا وسيناموا ليلهم هانئون دافئون مطمئنون ، أما إن كانت إصلاح وظيفيي فهنا كل علامات الاستفهام ، والتعجب وبجانبها علامات الترقيم الأخرى لن تكفي للتساؤل ، فأي إصلاح ؟ هل الإصلاح عقاب أطفال الموظفين لإنتماء آبائهم ، أو عقاب أطفال لأنهم أبناء موظفي عقود .
عذرا رئيس الوزراء سلام فياض دعوا معركتكم بعيدة عن صرخات الطفل الجائع ، والأب المقهور ، وعليك إعادة النظر في هذا القرار الخطير ، فلا تقتلوا أطفالنا باسم الشرعية .
أرحموا شعبنا ... وارحموا أهلكم ... وإرحموا أطفال المستقبل من الموت والجوع والحقد .... فمن تريدوا عقابهم تتصاعد من مطابخهم روائح المشويات والمحمرات ، وتتصاعد على أنغام أمواج البحر رائحة الأطعمة الشهية ... أما من يتضور جوعا فهم أبناء هؤلاء الموظفون .......
أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء
سامي الأخرس
2/7/2007



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يسقط أولاً غزة أم الضفة؟
- لسنا جبناء ولكن ابناء وطن واحد اسمه فلسطين
- هل نحن العرب بشر؟!
- وماذا بعد يا فلسطين؟
- محاصصة الأرض
- زمن الفاشل والغبي
- المملكة الهاشمية الفلسطينية وولاية غزة حقيقة أم وهم
- بغداد - غزة - البارد وتصفية القضية الفلسطينية
- فحولة وعهر مقاتلي ذكرى النكبة
- حزيران وخريف فلسطين
- قضايا الأمة من الأولويات إلى الثانويات
- الجدار العراقي إنعكاس منتظم للجدار الفلسطيني
- المواطن العربي وغلاء ألسعار
- الاسرة والتنشئة الاجتماعية
- عولمة الأحزاب المنتصرة سياسيا
- مقابلة لصحيفة المستقلة اليمنية
- القمة العربية رحم لا يلد
- نحمل المنجل
- للفساد آباء فى كل مكان
- على اي ذكري نتباكي


المزيد.....




- تمديد اعتقال ضابط إسرائيلي مشتبه بتورطه في قضية -وثائق السنو ...
- أزمة جديدة بين فرنسا وإسرائيل بعد اعتقال موظفين في قنصلية با ...
- 5 مصابين واعتقال العشرات بعد شغب مشجعين إسرائيليين بهولندا
- قدم الآن.. المعين المتفرغ 2024 فرصة لدعم ورعاية ذوي الاحتياج ...
- هل يستطيع العراق حقاً محاكمة ترامب من خلال مذكرة اعتقال قديم ...
- قاض فيدرالي يلغي برنامج بايدن للمهاجرين غير الشرعيين
- اعتقال 3 أشخاص على علاقة بوفاة نجم -وان دايركشن- ليام باين
- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في قطاع غزة تجتمع مع نت ...
- مصادر تكشف لـCNNعن خطة حلفاء ترامب لترحيل جماعي للمهاجرين غي ...
- الأمم المتحدة: إسرائيل لا تسمح بدخول الأغذية والمياه إلى شما ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - سامي الاخرس - لا تقتلوا أطفالنا جوعاً