|
هذا الكلام...او معنى سياسي لمفهوم غير صحيح
ابراهيم فيلالي
الحوار المتمدن-العدد: 1967 - 2007 / 7 / 5 - 04:52
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
ليس لهذا علاقة بالبيان و لا البلاغ و الا المقالة... انه مجرد كلام، كانني اتحدث مع نفسي. اريد ان اكتب له بعض الكلام، احكي له ما يحلو لي ان اقول، لان ليس بيني و بين نفسي بروتوكولات و لا مسافة اخلاقية اصطنع من خلالها وفيها شخصيةتعجب نفسي . انه كلام فيها الكثير من العقل و العاطفة معا. ولان في عمق الاشياء ليس هناك اسرار بشكل عام فان الفرد على ما هو عليه يؤثر ويتاثر بمحيط لابد ان يكون حاضرا فيه. انه حاضر بالرغم منه بهذا الشكل اوذاك. فعليه ان يختار او يتبع. و بين الاختيار و التبعية حائط كالذي بنته الامبرياليتان في المانيا و كالحائط الذي بنته اسرائيل الصهيونية في فلسطين و كجميع الحواجز و الحدود الوهمية الاخرى. ان تختار معناه ان يكون الافق البعيد شامخا يتالق في عينيه الذكاء الثاقب و في قوته ما يجعل من هذه الحيطان مجرد حواجز هو قادر على القفز عليها وتخطي هذه الحدود الوهمية المرسومة على الارض- ليس هناك تناقض ان قلنا انها وهمية و على الارض واقعية. وهمية لانها مرتبطة باذهان اصحاب المصالح عبر القارات يوزعون العالم فيما بينهم. اليست هذه في القصة منذ البداية؛ رسم واعادة رسم للحدود. فما معنى الوطن؟ و ما معنى الراية و النشيد الوطني ؟ كلها اليات و مفاهيم و طقوس تشرعن الخدود.غير ان هناك مفاهيم للاستهلاك كالسيادة والوحدة الترابية التي تضمن مجالا لبسط السيطرة و ممارسة السلطة الى غير ذلك من المفاهيم التي تشحن بالحس الوطني و النزعة القومية و تولد مفهوم الغريب و المهاجر و الخوف منه ورفضه بل يضعك مفهوم الوطن امام عدم القدرة على فهم كونية المفاهيم و القضايا في حين يجب ان تحضر ههنا في بعد كوني للفهم و العطاء كي لا تتقوقع في مستنقع الحدود العنصرية و تدافع عن اشياء هلامية تصبح ماكينة لتحويل كيفية فهم وخوض الصراع من مساره المادي الملموس على ارضية التناقض مع نمط انتاج ينتج و يعيد انتاج الفوارق ويوسع دائرة الحرمان و البؤس الى مسار مثالي ينقلب على الواقع ليطمسه . هو هكذا يصبح الوطن و المصالح العليا للدولة ورموزها وسيلة لتفكيك اي فهم يقوم على ارضية طبقية. و كل صراع ضد المصالح الطبقية للطبقة المسيطرة و المهيمنة على شكل تنامي الاحتجاجات و الاضرابات و المطالبة بالحقوق تؤدي الى مداهمات و تدخلات عنيفة تنجم عنها اعتقالات و استشهادات . هكذا حين تمس مصالحهم يخرجون انيابهم و يتهمون بالخيانة و المس بمقدسات هذا الوطن المقدس فتضبب الرؤية و يفرض فهم محدد و دلالة رسمية للمفاهيم . يعني ان هناك خلق لمنظومة مفاهيمية تبتلع المعاني و تسيد معنى ما تروج به لسياسة محددة، حيث ان هذه الاستراتيجية –استراتيجية توجيه و التحكم في معنى المفاهيم تعد حربا حقيقية ضد اي فهم اخر خارج المنظومة، و احسن طريقة فعالة لمنع ظهور اي معنى اخر من التداول، هو تقديس المعنى المفترض فيه ان يسود. القداسة او القدسية تنقل المفهوم من اللغة الى الية لرسم الحدود، تعين و تحدد ما هو مباح و ما هو ممنوع. و كل مقدس ممنوع لا يمس . و لكن ما معنى الوطن؟ "وطن يباع و يشترى و نصيح يحيا الوطن " هكذا قال الشاعر القلسطيني ابراهيم طوقان. عبر خارطة هذا الوطن الكبير، هذا الوطن الممتد بلا حدود، عبر خارطة العالم كيف توزع الاحكام باسم الوطن على كل من يحمل معنى اخر للاشياء و للحياة؟ اذا كان الوطن للجميع فمتى اعطاكم هذا الوطن حق محاكمة ابنائه باسمه زورا؟ و عن اي وطن تتحدثون اولا؟ هذا الوطن المعروض للبيع في كل المجالات؛ الارض و الانسان و كل شئ؟ ان الوطن بهذا المعنى ليس وطنا. ان الوطن لا يتنكر لذاته و لايبيع نفسه و لا يرضى بالذل و المهانة. قلت ان هذا الوطن المعروض للبيع في المزاد العلني احيانا للتعبير عن الانفتاح و بطرق اخرى احيانا، هو ترجمة لمصالح طبقة تاخد من الوطن مظلة و جسرا للتحقق . و كل من يعارضها فهو لا وطني ضد الوطن مدان بالخيانة العظمى و محكوم عليه بالعقوبة القصوى. اما هكذا ترسم الحدود على الارض و في العقول؟ تم في الدلالة و في الواقع لا معنى للاجماع الوطني بل يمكن الحديث عن امكانية اجماع اجتماعي في ظل مجتمع متكافئ و متحد بشكل حر و في اطار استقلالية خارج مفهوم الوطن البورجوازي ، لان المجتمع هو الموجود و الملموس اما الوطن فهو مفهوم سياسي يفترض الوحدة و الانصهار و الطاعة و الامتثال بينما المجتمع يفترض التعدد و الاختلاف، و لان طبيعة المجتمع هذه تبعثر اوراق السياسي، فان هذا الاخير يضطر لرفع شعار الاجماع لوقف زحف النقيض. غير انه يجهل ان شعار و مقهوم الاجماع هو اقرارغير واع من قبله بتعددنا و اختلاف رؤانا و تقديراتنا و شروط تواجدنا. على هذا الاساس فالاجماع هو محاولة يائسة لقمع الاختلاف. يستحيل ان يحصل اي اجماع وطني كان ام اجتماعي في ظل مجتمع طبقي. فمتى تجمع الاطراف المتناقضة على نقطة ما؟ ما هي القضية التي تجمع بينها؟ بناءا على ما ذا؟ ما هو المشترك بينها ؟ ما هو هذا العامل الموحد للتناقض و المذوب له ؟ في اي مجتمع غير متكافئ لا معنى للاجماع و داخل اي وطن يستوعب جميع المتناقضات لا معنى له ايضا . هو اذن معنى سياسي لمفهوم غير صحيح .
#ابراهيم_فيلالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفنان و الاشهار
-
يقال ان...ا
-
2001 /سبتمبر11/
-
العشق زين وسط الهموم
-
هذا الطريق ...
-
ثقافة الحوار والاختلاف
-
الإنسان و القضية، الإنسان قضية
-
احنجيف -
المزيد.....
-
-حالة تدمير شامل-.. مشتبه به -يحوّل مركبته إلى سلاح- في محاو
...
-
الداخلية الإماراتية: القبض على الجناة في حادثة مقتل المواطن
...
-
مسؤول إسرائيلي لـCNN: نتنياهو يعقد مشاورات بشأن وقف إطلاق ال
...
-
مشاهد توثق قصف -حزب الله- الضخم لإسرائيل.. هجوم صاروخي غير م
...
-
مصر.. الإعلان عن حصيلة كبرى للمخالفات المرورية في يوم واحد
-
هنغاريا.. مسيرة ضد تصعيد النزاع بأوكرانيا
-
مصر والكويت يطالبان بالوقف الفوري للنار في غزة ولبنان
-
بوشكوف يستنكر تصريحات وزير خارجية فرنسا بشأن دعم باريس المطل
...
-
-التايمز-: الفساد المستشري في أوكرانيا يحول دون بناء تحصينات
...
-
القوات الروسية تلقي القبض على مرتزق بريطاني في كورسك (فيديو)
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|