أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - لماذا؟














المزيد.....

لماذا؟


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 10:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الغالبية العظمى من السعوديين...ذكوراً أو إناثاً...كباراً أو صغاراً...متعلمين أو جهلة...أغنياءً أو فقراءً يبدون مثل حبات الرز أو وجوه الصينيين عندما يخوضون في أمر يتقاطع معه الدين، وما أكثر الموضوعات لدينا التي تخترقها شرايين الدين.
ما أن يقترب أحدنا من بوابة الدين المقدسة حتى يخلع عقله كما يخلع نعليه. يسير في أروقة وعوالم الدين السحرية والغامضة بلا رأس تفكر وبلا عينين تبصر. يا الله! أهذا هو بالفعل فلان الذي طالما ابهرني بكفاءته العقلية في إدارة تجارته وأعماله اليومية؟ أهذه فلانة التي أغبطها على علاماتها الكاملة في موادها الدراسية؟
مرة أخرى ينجح الدين، أو لنقل صنّاع الدين، في البرهنة على توجهاته المساواتيه بين الجميع، فالذكي والغبي والناجح والفاشل يقفون صفاً تحت راية البلادة الفكرية والتخلف العقلي. ألا عجباً لهذا الذي يطير عالياً فوق الجميع حتى إذا ما اقترب من حمى الدين حتى احترقت أجنحته وسقط أرضاً ! تراه يعتصم بالعقل في البصق على أديان الغير لكنه سرعان ما يتخلى عنه في حضرة خرافاته وأوهامه الموروثة أباً عن جد!
أقصى المغامرات الفكرية لقلة من السعوديين تنتهي عند سياج إدانة الإرهاب، وإطلاق سيل من اللعنات على ابن لادن والظواهري والزرقاوي وباقي الوحوش الإسلاموية الضارية. يخشى هؤلاء المغامرين القلة من الذهاب لما هو أبعد ومن الانحدار إلى ينابيع الإرهاب الأصيلة التي ينام عليها تاريخنا. يقول أحد الأصدقاء الذي لا يخاف أن يقول علانية أنه يتمنى الموت لكل الإرهابيين: مالنا وللدين فهذا ليس من اختصاصنا حتى نلقي فيه بدلاءنا. أنت مخطئ يا صديقي العزيز، ففقهاء الحيض والنفاس والمسح على الخفين لم يتركوا نقباً إلا ودسوا أنوفهم فيه، وما من شيء في حياتنا إلا اختطفوه. نحن لا نريد الذهاب إليهم ولا نبش قبور موتاهم، بل هم من يأتون إلينا حاملين معهم أمواتهم.
الحفر في الماضي يستدعي عقلاً انتقادياً، ويتطلب حضوراً كلياً لكلمة لماذا وأخواتها. إلا أن السعودي لا يملك الشجاعة الكافية على طرح "لماذا" التي استأصلها الوهابيون من على مقاعد الدراسة، وفي المسجد، وفي وسائل الإعلام، وفي البيوت. استأصلوها كما لو كانت زائدة دودية تماماً كما يستأصلون باسم الدين غلفة الذكر. هنا ختان جنسي وهنا ختان عقلي، وكلاهما جريمتان يعتدى فيهما على جسد وعقل الإنسان، وفي كل مرة تحت غطاء الحفاظ على بيضة الدين لئلا تنكسر!
هل يملك السعودي أن يبوح بأسئلة على شاكلة:
 لماذا اختص الله بلاد الشرق الأدنى بالأنبياء ولم يبعث برسله لبقاع أخرى في العالم؟
 لماذا يصب الله عذابه على قرى بأكملها انتقاماً من أسيادها الرافضين لدعوة رسله؟
 لماذا تبدو الجنة كعلبة ليل لا هم لساكنيها إلا إشباع غرائزهم الجنسية المتفجرة؟
 لماذا تتصادم بعض الأحاديث النبوية مع الآيات القرآنية؟
 لماذا حمل الصحابة سيوفهم على بعضهم البعض في حروب الجمل وصفين ونحوها؟
 لماذا تجري أنهار من الدم الحار تحت تاريخنا التليد والزاهر؟

لقد نجح الوهابيون في انتزاع فتيل الأسئلة الحارقة، فغدا الواحد منا غير مكترثاً بطرح الأسئلة، وعاجزاً عن طرح الأسئلة، وخائفاً من طرح الأسئلة. ما أن يتدلى سؤال على لسان أحدهم حتى يخفض صوته ويتلفت ذات اليمين وذات اليسار خوفاً من عاقبة الأمور. المدهش أنهم خلقوا في قلب الإنسان أصولياً صغيراً ورقيباً ذاتياً يتصدى بعنف لشظايا الأسئلة الشيطانية. أليسوا هم من يقولون أن الشيطان يتخفى في التفاصيل؟ يبدو لي أن الشيطان في المخيال الديني ما هو إلا كناية عن العقل المتمرد على ركود المسلمات وبلاهة الغيبيات التي بفنائها يفنى معها المتكسبون من رجال الدين.
إذا كان الوهابي قد حرم المواطن العادي من حرية السؤال فقد احتكر وحده "لماذا" الاستفسارية كما يحتكر دون سواه الحقيقة المطلقة. يحاصر الوهابي ضحيته بأسئلة على شاكلة:
لماذا أنت واقف هنا ولم تذهب للمسجد؟ ألم تسمع صوت الآذان؟
لماذا عباءتك يا فاجرة فوق كتفيك؟ ألا تعلمين أن هذا لا يجوز؟
لماذا تطيل شعرك أيها الفاسق وتتشبه بالكفار الملاعين؟
لماذا تسمع مزمار الشيطان (أي الموسيقى)؟ ألا تخاف أن يصب الله في أذنيك رصاص مذاب يوم القيامة؟
لماذا تأتين يا امرأة للمطعم بلا محرم؟ ألا تعلمين أن هذا ممنوع؟

لا تصبح "لماذا" مع الوهابي، مع كل الأسف، جسراً يصل بين المجهول والمعلوم، ولا تصبح "لماذا" مع الوهابي استفزازاً لروح البحث وشهوة المعرفة، وكيف له ذلك وهو من يتغرغر بما سطره الأموات! "لماذا" الوهابية ما هي إلا سوط لجلد المواطن والمواطنة، ووسيلة همجية لانتزاع اعترافات بجرائم لا وجود لها إلا في قواميسهم.








#شموس_نجد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسلمة اللغة....هذيان أصولي آخر
- ابن سبأ مازال حياً يرزق
- الشيوخ أعلم .... يا جهلة !
- هل أتاك حديث البطاطا التي أسلمت؟
- هل عرفنا الله بالعقل؟
- حتى الاقتصاد اختطفوه
- عندما -طاش- المعتدلون
- ثقافة العرب الشفهية: الوهم...السحر...والجهل
- وهابيات يومية
- لماذا فشلنا في كأس العالم؟
- الرأس إلى الأسفل والقدمان إلى الأعلى
- إيمان لا يبصر لكنه يقطع
- دور السياسي والديني في تخلف الثقافة العربية
- نعم...مازال الإنسان في مرحلة التعددية الإلهية
- تعالوا نشتم أمريكا
- حمائم غاندي ومانديلا أم صقور بن لادن والزرقاوي؟
- القانون في مواجهة المقدس والعرف.
- الثوابت في خطر
- يا للغرابة! أنا لا أكره الشيعة ولا أمقت النساء
- اللون الأحمر وثيران الهيئة


المزيد.....




- رغم وجوده في فترة نقاهة.. البابا فرانسيس يقوم بزيارة مفاجئة ...
- إصابتان وتضرر عدة مركبات في هجوم للمستعمرين غرب سلفيت
- أسعدي طفلك..تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر نايل سات وعر ...
- مفتي القاعدة السابق يروي سبب انتقال بن لادن من أفغانستان إلى ...
- لماذا تدعم الطرق الصوفية المصرية الدولة وتحتمي بها؟
- إعادة انتخاب نوري المالكي أمينا عاما لحزب الدعوة الإسلامية ا ...
- إعادة انتخاب نوري المالكي أمينا عاما لحزب الدعوة الإسلامية ا ...
- إيهود باراك يحذر من انهيار وشيك لإسرائيل بسبب نتنياهو
- منظمات متطرفة عبرية تدعو لذبح قربان الفصح داخل المسجد الأقصى ...
- اللجنة العربية الإسلامية تطالب بتوحيد غزة والضفة تحت حكم الس ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - لماذا؟