أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - أيها الماضي لا تعيرنا كلما ابتعدنا عنك














المزيد.....

أيها الماضي لا تعيرنا كلما ابتعدنا عنك


سهير قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 10:53
المحور: القضية الفلسطينية
    


آن لنا جميعاً أن نعترف علناً بنجاح المخططات الإسرائيلية التي تهدف إلى إذابة القضية الفلسطينية وطمسها بين شعوب الأرض، وعدم ذكرها على الملاً. وفي الوقت نفسه تتابع إسرائيل مسلسل التهويد وإلغاء الهوية والثقافة الفلسطينية من على الخريطة العالمية وذلك ضمن سياسات واضحة ومدروسة. والأحداث الأخيرة في غزة شاهد على ذلك، ألا يحق لإسرائيل التي يفترض أنها العدو الأول للفلسطينيين أن تخطط وتنفذ كما تشاء؟ لكن لا يحق أبداً أن يكون ذلك بأيد فلسطينية بحتة. أستغرب ويستغرب الكثيرون عن الأسباب الكامنة وراء ذلك. كيف أصبح صراعنا وجلّ همّنا هو إلغاء الآخر الفلسطيني على الصعيد الحزبي. ولصالح من يتم كل ذلك؟ ولكن ذلك يقودنا إلى طرح جملة من التساؤلات، أهمها، الثقافة والأسس التي بنيت عليها تلك الأحزاب، أم أنهم اعتقدوا بأن تلك الثقافة هي القادرة على تحقيق أهداف وغايات الشعب الفلسطيني. لا يجوز أن تتولى فئة السيطرة والهيمنة على القضية وفي المحصلة تكون النتيجة مجرد العبث بها، تلك القضية التي لم تكن عبثية ولم تأت بصورة عفوية. جاءت انطلاقاً من ثورات وبنيت على دماء الشهداء والجرحى والأسرى. من حق الجميع في فلسطين أن يسأل عن تلك الثقافة الغريبة التي تؤرّق الكثيرين، تلك الثقافة التي تتوجت أخيراً بضرورة القضاء على العلم والجسد الفلسطينيين اللذين هما الطموح والغاية. والأخطر هو المصير التي تؤول إليه الأجيال اللاحقة التي زادت نسبة الحقد والكراهية فيما بينها من جرّاء الظروف الدامية التي شهدها الوطن ضمن المرحلة الخطيرة التي نعيشها.
نشعر ونحس بخجلك يا درويش الذي تجسد في كلماتك، ونقول لك ليس من باب الاختلاف معك، ولكن لا يحق للماضي أن يعيّرنا فحسب بل من حقه أن يصدر الأحكام والعقوبات القاسية وأن يتخذ القرارات المناسبة في الجميع بمن فيهم أؤلئك الذين استباحوا القضية. لم يكملوا المشوار بصورته الصحيحة، تاهوا عن الطريق، وهم يخدمون سياسات وأجندات لا علاقة لها بشعبنا الفلسطيني. الماضي يرى التناقض الكبير السريع الذي حدث ويحدث على هذه الأرض، فيتوه والكلمات تبحث لها عن مخرج ولا تجد. ذلك الماضي الذي حمّلناه العراقة والأصالة، قضية من أشرف القضايا التي طرحت على الأرض، ناضل أبناءها واستشهدوا، رفعوا صوتهم إلى عنان السماء، سجنوا وهجّروا. ومن ثم آلت القضية إلى ثلّة هي بمنزلة القيادة لهذا الشعب، لا يحق لأؤلئك العبث بالقضية التي هي ليست حكراً على أحد. من قال لهؤلاء أن جلّ همنا هو تركيع العلم الفلسطيني، والقضاء الجماعي على الشرعية الفلسطينية. هل يجوز لأي فئة أن تنفذ حكم الإعدام بالفلسطيني أو المواطن الذي بات قلقاً بالفعل الآن ليس على قضيته فقط، بل على روحه التي هي من أوجدت الثوابت الفلسطينية وصنعتها. من حق الماضي أن يرفع صوته ويحاسب فالحاضر ليس مثل الماضي، ولا علاقة له به. الحاضر هو انسلاخ فعلي.
إن الأحداث الأخيرة الدامية، هي وصمة عار على جبين كل فلسطيني أصيل، يخجل منها الجميع، نتائجها لا تقتصر على مرحلة أو فترة زمنية وجيزة، وإنما هي قضية أجيال ترقب وتشاهد وتتابع كل ما يجري، هذه الأجيال التي تحمل البذور الأخرى والوجهة الأخر للحقد الذي سيتصاعد نسبياً في ثقافتهم. خاصة أن الحقد الذي انكشف للجميع لم يأت بصورة عفوية، بل كان متراكماً، ومبرمجاً. فأين السبيل إلى الخلاص؟؟؟



#سهير_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرواح تزهق ثمناً لمؤامرات رخيصة
- الوطن الجريح سيحاسبكم
- سرقتم منا القضية
- الموظفون لا يستطيعون تسديد التزاماتهم والجهات الرسمية لا تكت ...
- صرخة المرأة العاملة
- واقع التعليم بين الماضي والمستقبل؟؟؟
- طفولة معذبة
- إبعاد جهاد وموت الأم
- مأساة منى
- تراشق الاتهامات ... بعيدا عن الموضوعية
- المعاقون في المجتمع الفلسطيني؟؟؟
- المسؤولية
- هل أنقذت القمة العربية أطفال غزة من الغرق؟
- فلسطينيو العراق أتطهير عرقي ام ماذا
- الساحة العربية مباحة


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهير قاسم - أيها الماضي لا تعيرنا كلما ابتعدنا عنك