أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فتحي بن خليفة - الاٍيدز السياسي














المزيد.....

الاٍيدز السياسي


فتحي بن خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 05:59
المحور: حقوق الانسان
    


الايدز السياسي : توصيف توارد إلي ذهني خلال متابعاتي لمأساة أطفال مدينة بنغازي المصابين حقناً وحقدا بالفيروس القاتل الفتاك (الإيدز)، وما آل إليه المسار القانوني – القضائي، والإنساني المؤلم، لتلك القضية الفاجعة، وزيغه إلي عبث ومساومات فجة دنيئة باسم السياسة والتسيس والتسييس، في فصول ومشاهد مهينة من تنازلات وتمرغ يندي له جبين أجبن الجبناء، إلا جبين طغاة نظامنا الحاكم وأبنائه وزمرته، المنهزمون دوما والخاسرون أبدا، ظناً بأن تسلقهم الوضيع علي أكتاف الضحايا الأبرياء وآلامهم، سيـُكبر من شأنهم الزائل، أو قد يرفعهم إلى مواضع عــُلى في عيون أسيادهم، ليمددوا عهود استبدادهم البغيض..
وما حقيقة ركوبهم وتسلقهم إلا كمن يصعد للهاوية،... فهبوط إلى درك السافلين.
الايدز السياسي : توصيف متعدد المعاني والدلالات كذلك، وقد تصح كنايته على أوضاعنا السياسية والصحية والاٍجتماعية والاٍقتصادية الليبية في عمومها وباستحقاق ..
إذ يجوز تشبيه ابتلائنا بالنظام السياسي الحالي، الهالك لليبيا وإنسانها، بوباء الاٍيدز الفتاك الشرس ببطء، ذاك المرض الناهش بشراهة وقسوة لكل أجهزة مناعة جسد الوطن العليل، من تعليم وصحة ومرافق وشباب واٍقتصاد وقضاء وأمن...
...
الاٍيدز السياسي : توصيف قد يعبر عن ما أصابنا جميعا كليبيين من وهن وعجز،إزاء هذا النظام الديكتاتوري البدائي التخلف، بشكل شُـلت معه قدراتنا وأُضعفت به مقدراتنا، فاستحال معه كل علاج أوتطبيب أو( إصلاح)، وشق علينا استئصاله أو بتره.
تشابكت الأفكار وتداخلت الأولويات وتكاثرت التساؤلات، فتناسلت علامات الاٍستفهام والحيرة والتعجب ؟...
كيف تأتى وفي غفلة من حكمة الزمن والتاريخ، لذاك الجاهل و شرذمته الضالة المارقة عن كل عقل وتحضر، أن يستفردوا بمصير بلادنا وأمتنا ويسطوا علي ثرواتنا لما يناهز عقودً أربع ؟؟ كيف ولماذا ؟؟ من المسئول ؟؟ إلي متى وإلي أين ؟؟
دوامة من التحسر والأسى، على وطن جريح نازف إن لم نقل محتضر، بفعل الإيدز السياسي الذي ينخر حاضره ومستقبله، بشيوخه وشبابه وأطفاله.
من هو الضحية في قضية أطفال مدينة بنغازى، في نهاية مطافها الحزين الهزيل الذي نشهده...؟؟ هل هم الأطفال المصابين وعائلاتهم وذويهم، .؟ أم هن الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني وأهاليهم،.؟ أم هي هيـبة البلاد وسمعة شعبها وكرامته وشرفه واعتباره ؟.
من هو الجاني الحقيقي ومن هو المستفيد؟ أهو القذافي أم نظامه وأجهزته الحكومية الفاشلة في جميع مناحي الدولة، أم هي دوائره البوليسية المخابراتيه القذرة، أم هم المفاوضون من أبنائه وشللهم المنتفعة،.؟ أم المجتمع الغربي الصامت الساكن عن ظلم وجور هذا النظام الطاغي تجاه الأبرياء من أبناء الشعب، والثائر الفائر لمصالحة، والهائج حينما يتعلق الأمر بأرواح مواطنيه..؟
ماذا بعد الإفراج عن الممرضات وشراء ذمم الضحايا والعائلات، أو إرغامهم علي قبول الدية والتعويضات لإسكاتهم، بدعوى الأعراف والتقاليد ؟
أعرافنا وأخلاقنا وتقاليدنا الليبية الأصيلة، تبيح مبدأ قبول الدية والصفح ، حينما يتأتي جرم القتل بغير قصد، أو عن طريق الخطأ أو في أسوأ الحالات حين الغضب أو الشك أو الجنون ... أما في حالات الترصد بقصد الفتك والتدمير، وبحسب رواية النظام الرسمية كما جاءت علي لسان القدافي شخصياً وفي أكثر من مناسبة، وكما هي مجريات تحقيق القضية وحكم محاكم النظام الليبي فيها، فعن أي دية حينئذ يتشدق المتمنطقون وخلف أي تسوية يستتر المتعرون؟
من منا سيرضى بالصفح عن من "يـُفترض" بأنه ترصد بليبيانا وفي أعز ما نملك لمستقبلنا،
في أطفالنا..؟
من غير المصابين بالايدز السياسي.؟؟؟



#فتحي_بن_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هو تطرف تقولون .. إذن فليكن


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فتحي بن خليفة - الاٍيدز السياسي