سميرة الوردي
الحوار المتمدن-العدد: 1966 - 2007 / 7 / 4 - 11:57
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كي نتطور ونحقق الديمقراطية الحقة،لا بد من وضع برامج تدرس الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان منذ المراحل الأولى للتدريس والتعليم ، التعلم في الصغر نقش ولكنه ليس على حجر ، إنه تفاعل حي بين الكائن الإنساني ومستقبل هذه الأمة ورقيها، تتغير مناهجنا التعليمية وفقا لتغير سياسات ومسارات الحكومات غير المنتخبة المتعاقبة، إذ كل حاكم أو متنفذ يفرض شروطه على هذه المناهج ، لتتلاءم وطروحاته في الهيمنة على مقدرات شعبه ولا من رقيب أو حسيب ، فبعد أن كانت دروس الوطنية تتناول المجتمع وسلطاته الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية، أصبحت وبقدرة قدير تبحث عن ضرورة القائد ، والقائد الضرورة ، وفلسفة حزبه التي لم تتضح أهدافه وفلسفته لأي قارئ وفي أي مستوى ثقافي كان ، بل هي ثقافة ارتكزت على الوعيد والتهديد وفلسفة انتقائية غامضة، ففقد درس الوطنية وطنيته .
إن مناهجنا تفتقر الى الكثير من التقويم كي تتواءم وعصرنا الراهن ، فكريا وعلميا وحضاريا ووطنيا ، ولو ألقينا نظرة متفحصة على مناهجنا المدرسية، لوجدناها تحتاج الى دراسة جادة ومعالجة أكثر جدية ، فعلومنا تحتاج الى التطوير والتطبيق والمعايشة ، وما أود الكتابة عنه هنا هو دروسنا في الوطنية والتي تحتاج منا الى الكثير من الدرس والتمحيص والصبر ، فبالرغم من التعاريف القديمة للوطن الا إنها تعاريف تفتقد الحب الحقيقي ، فالوطن هو الحرية والكرامة التي لا تُجبر الآلاف منه بل الملايين على تركه من أجل الحفاظ على الحياة ولقمة الخبز. أو الى تأليه أصنام .
إن ما نعانيه نحن العراقيين بالتحديد، في الخارج والداخل هو نقص وفقرحاد في دروس الوطنية والحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ، فقد أصبحت أحلامنا وجل آمالنا هو الأمان والكهرباء والماء ولقمة الخبز الجاف. أي أخلاق أباحت وصول الأحلام وغاية مبتغاها ومناها الى هذا الجدب في بلد حباه الله بكل خيراته ؟!
أي فكر شوفيني متعصب مجدب قاتل لكل ما هو نبيل أوصلنا لهذا الدرك الخانق ولهذا النفق الذي لم نعد نرى في نهايته أي بصيص نور، على حد تعبير الإمبرياليين .
إن دروسنا الوطنية وأناشيدنا وقصصنا منذ مراحل الطفولة الأولى ولحد الشيخوخة تفتقر الى الرغبة في البناء ومعرفة الخير واحترام الغير، فلا بد من وضع برامج وخطط وكتابة أناشيد وقصص تمجد الإنسان وتمجد حقوقه التي سنتها دول تقدمت علينا في مشوارها الإنساني الأخلاقي كي لا تستمر دوامة الجهل والإرهاب والتخلف والفقر .
#سميرة_الوردي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟