أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أين العرب من مأساة دارفور؟؟!!














المزيد.....

أين العرب من مأساة دارفور؟؟!!


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ينعقد اليوم، الخامس والعشرين من حزيران، في باريس مؤتمر دولي عن مأساة دارفور، التي هي في الوقت نفسه فضيحة عربية كبرى. منذ سنوات تدور في غرب السودان حملة إبادة جماعية لسكان المنطقة لمجرد اختلاف العرق. إنها حرب إبادة حقيقية ذهب ضحاياها حوالي ربع مليون، وآلاف النساء المغتصبات، وأكثر من مليونين ونصف المليون مهجر هارب من جحيم الدولة الإسلامية. إن فرق "الجنجويد"، التي تسلحها وتمولها حكومة السودان، تمارس منذ ثلاث سنوات حملة إبادة عرقية شاملة هي بحد ذاتها تكشف مدى انخراط الإسلام السياسي في عدائه للعروق والأديان الأخرى، ومدى زيف ادعاءات الإسلاميين عن الأخذ بالتسامح الديني والعرقي. حرب يشنها عضو في الجامعة وسط صمت عربي مذهل. إن المجتمع الدولي يبذل منذ أكثر من عام جهودا مع الحكومة الإسلامية لوقف هذه الحرب العرقية، ولكن بلا جدوى. والسودان في هذا التعنت والإصرار يعتمد على الدعم الصيني القوي بسبب ما للصين في السودان من مصالح نفطية وتجارية كبيرة. كما يستغل النظام السوداني عدم اكتراث الجامعة وسي موسى، الذي ازداد أداء الجامعة في عهده تدهورا وسوءا،، باستثناء الموقف الأخير بدعم محمود عباس، وهو الموقف الذي لا يمكن تقييمه بموضوعية إلا على صعيد التنفيذ.
إن الجامعة لم تتفضل حتى بحضور مؤتمر باريس، ولو كمراقب، باستثناء مصر، أما السودان فقد رفض المشاركة رغم مساعي وزير الخارجية الفرنسي.
لقد وافق السودان من قبل على قوات سلام أفريقية، ولكنه حاصرها واستخدم كل طريقة لمنعها من أداء دور ما ومؤخرا وافق على نشر قوات سلام دولية ولكن المعلقين يعتقدون أنها موافقة كلامية، وسوف تستخدم حكومة السودان كل الوسائل للتضييق عليها في حالة نشر تلك القوات.
إنه صمت جامعة السيد عمرو موسى يذكرنا بصمتها عن المجازر وحملات الإبادة زمن صدام، وسلبيتها من العراق بعد سقوط نظامه، ولا عجب إذا من تساؤل المنظمات الدولية ودول الغرب عن أسباب الصمت العربي، حكومات ومنظمات حقوق الإنسان العربية ومعظم المثقفين، عن استباحة السيد معمر القذافي لحقوق الإنسان في مأساة الممرضات البلغاريات، اللواتي اتهمن زورا بقتل أطفال ليبيا وأصدر بحقهم أحكام الإعدام، بينما العالم قام ويقوم بنشاط واسع لإنقاذهن الإعدام بحجة، لتهمة أكد كل الخبراء الدوليين على بطلانها. هنا كما في السودان يستعرضون العضلات مع الضعفاء، ويتخاذلون مع الكبار، كما حدث في حادث التفجير الليبي لطائرة لوكربي.
إن الصين تتحمل مسؤولية كبرى عن مأساة دارفور، وقد كثرت في الغرب الأصوات التي تطالب بمقاطعة الألعاب الأولمبية في بكين ما لم تضغط الصين ضغوطا قوية على حليفها السوداني لوقف حرب الإبادة التي تشكل جرائم حرب.
إن مقولة "عدم التدخل الدولي في شؤون تخص السيادة الوطنية لكل دولة" لا يجب أن تكون قانونا مطلقا ولا يجب تطبيقها على حالات دول تنتهك على أوسع نطاق حقوق الإنسان على أراضيها وتمارس سياسات التمييز العرقي والديني أو الطائفي، كما كان حال النظام البعثي الزائل.
إن مجرد وجود الفصل السابع في ميثاق الأمم المتحدة يفند مقولة ترك حكومة أي بلد تفعل ما تشاء. إن النووي الإيراني لا يعني إيران وحدها، بل يهدد أمن المنطقة والعالم، ومن هنا محاولات المجتمع الدولي لوقف تخصيب اليورانيوم في إيران وبعض العقوبات الدولية التي فرضت على دولة ولاية الفقيه. كما أن حالات البوسنة وكوسوفو تؤكد لنا أن الحكومات الاستبدادية والعنصرية يجب وقفها عند حدها بالقوة من الخارج، وتقديم المسؤولين عن جرائم الحرب للمحاكم. كذلك حالة صدام، حين فرض مجلس الأمن أكثر من عشرة قرارات دولية عليه بشأن قضية التسلح المحرم، ولكن مجلس الأمن قصر وتخاذل في اتخاذ قرارات أكثر حسما، ليس فقط عن الأسلحة التي استخدمت فعلا ضد الشعب الكردي، ولكن أيضا لأن النظام المنهار كان يمارس أوسع حملات التمييز العنصري والطائفي، وينتهك بأكثر الطرق وحشية حقوق الإنسان العراقي. هنا لعبت المصالح النفطية والتجارية لدول كبرى في مجلس الأمن دورا حاسما في منع مجلس الأمن من المضي قدما في معاقبة ذلك النظام، وتهديده باستخدام العمل المسلح ما لم يوقف ممارساته، وفي حالة عدم الرضوخ التدخل الدولي عسكريا.
إننا لو قرأنا ميثاق الأمم المتحدة بإمعان، لوجدنا، في الديباجة خاصة، ما يبرر التدخل الدولي العسكري في حالات الانتهاك الواسع لحقوق الإنسان، وليس فقط لحالات عدوان دولة على أخرى. ولا شك أن هذا الميثاق في حاجة إلى إعادة النظر ليكون ملبيا لمستلزمات ومتطلبات الوضع الدولي الجديد باتجاه اتباع سياسات أقوى وأشد العقوبات تجاه كل حكومة تنتهك حقوق الإنسان والقوميات والأديان الأخرى على نطاق يومي ومستمر.
إن من حسن الحظ أن المجتمع الدولي اليوم، وباستثناء الصين، يتخذ جهودا حقيقية مستمرة ومكثفة لنجدة شعب دارفور، فيما العرب صامتون!
إننا نتمنى لمؤتمر باريس أن يكون خطوة عملية كبرى نحو نجدة شعب دارفور.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حرب تطهير العراق من المسيحيين
- بماذا يتباهون؟؟
- هل الانتخابات الحرة خطر على الديمقراطية؟
- إنهم يحرقون المنطقة..
- قمة الدول الصناعية بين توترين..
- هوس العداء للعولمة..
- مرة أخرى عن عصابات الإرهاب الصدرية!
- الحكومة الفرنسية المثيرة!
- القنبلة الإيرانية وفتوى مولانا البرادعي!
- هل تجب إبادة الكرد الفيلية؟!!
- نكتب أم لا نكتب؟ تلكم هي المعضلة!
- صرخات استغاثة وجريمة عدم المبالاة!
- مع الانتخابات الفرنسية (2/2)
- سركزي رئيسا: بضع ملاحظات [ 1 ]
- لماذا الكتابة؟!
- ما بين مظاهرات مقتدى وضرب البرلمان!
- العراق -الجديد- بين وحشية الإرهاب وجشع الفساد!
- القرصنة الدولية الإيرانية والسلبية العراقية
- ما قبل المؤتمر وما بعده..
- مع الانتخابات الفرنسية


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الحاج - أين العرب من مأساة دارفور؟؟!!