أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - استراتيجية كولن باول الجديدة














المزيد.....

استراتيجية كولن باول الجديدة


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 599 - 2003 / 9 / 22 - 05:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



   هكذا يحاول كولن باول في رحلته الاولى لمدينة حلبجة اثناء زيارته الاخيرة للعراق ، ان يثبت للعالم ولدافعي الضرائب في امريكا بأن نظام صدام حسين "كان" يملك اسلحة الدمار الشامل. انه الاستراتيجية المضحكة الجديدة للادارة الامريكية بعدما فشلت في ان تثبت للعالم امتلاك العراق لاسلحة الدمار الشامل. تلك الاستراتيجية التي لابد منها، لاقناع دافعي الضرائب في امريكا كما اكد عليها بوش في خطابه حول الموافقة على طلبه بصرف57 مليار دولار اخرى من قبل الكونغرس الامريكي في انتزاع مزيد من الاموال من الخزانة الامريكية لتمويل بقاء قواتها في العراق اول، ولجر المانيا وروسيا وفرنسا الى المشاركة في تمويل صناديق اعمار العراق وتحمل جزءا من الخسائر البشرية التي تمنى بها القوات الامريكية يوميا في العراق اثر هجمات المقاومة ضدها.
بيد ان هذه الستراتيجية التي لابد قول الفصل فيها للامانة ، بأنها استراتيجية الاحزاب الموجودة في مجلس الحكم والصحافة والاعلام المتمحورة حولها. حيث انها لا تملك ان تقول لجماهير العراق غير تسطير القصص والروايات والحكايات واعادة ما يمكن اعادته حول جرائم النظام البعثي الفاشي.
لكن ماذا بعد سقوط النظام البعثي وزوال هذا الكابوس من على صدور الناس في العراق؟. فأذا كانت ادارة بوش تحتاج الى استراتيجية جديدة، لانها اخفقت في تمرير نفاقها ودعايتها الكاذبة والمزيفة حول امتلاك العراق اسلحة الدمار الشامل، لتبرير حربها، وتزايد رقعة اعتراضات الرأي العام في امريكا وبريطانيا، مع سقوط كل جندي امريكي وبريطاني، فهي اصبحت اليوم تجر تداعيات حربها وليس قواتها العسكرية فحسب ،بل كل من دار في فلك السياسة الامريكية مثل المنظمة الدولية والسفارة الاردنية ...الخ. فما بال القوى المحكومة في مجلس الحكم المنهمك جدا في قضايا مثل تسمية مدينة الثورة بالصدر بدلا من صدام وتحديد العطل والمناسبات واخرها كانت قضية الجنسية المزدوجة؟. ولعل قضية "الجنسية المزدوجة" تعد احدى القضايا المحورية والهم الشاغل لاعضاء مجلس المحكومين؛ لان جميع اعضائهم لهم جنسية دولة اجنبية و يخافون ان تسقط احدى الجنسيات عنهم، لان خط الرجعة مطلوب دائما  لاناس يتخذون من السياسة تجارة لحساباتهم الخاصة في بلد يجلس على بركان مثل العراق. لذلك فبدلا من الاجابة على مسالة انعدام الامان والبطالة وفقدان الخدمات الاجتماعية التي باتت تقصم ظهر جماهير العراق ، يصبح البديل، الحديث وافراد صفحات الجرائد وابواق الاعلام لنظام ادرج في تاريخ يضم معه اسطورة الديناصورات.
 بيد ان الحق يقال بأن كولن باول الذي تعلم من احزاب وقوى مجلس الحكم استراتيجيته الجديدة، لا يشعر بالامتنان فقط بل يتعدى ذلك ليصبح ناكر جميل حيث يجيب على اقتراحات الفرنسيين حول تسليم السلطة في العراق الى مجلس الحكم خلال شهر بأنه ليست هناك في الواقع حكومة لتستلم زمام الامور في المجتمع العراقي وعليه يجب الانتظار الى ما نهاية عام 2004 في اقل التقديرات.وبهذا يضرب صولات وجولات مجلس الحكم بعرض الحائط حيث يؤكد على عدم شرعيته امام الادارة الامريكية رغم كل ما تفعله هذه الادارة لجلب التأييد له من العالم.
 لكن تبقى زيارة كولن باول الى العراق، في الوقت الذي يزداد فيه الانفلات الامني وتزداد معه خسائر القوات الامريكية، محل اهتمام وذات مغزى لكل المراقبين للاوضاع السياسية في العراق. حيث اراد ان يبعث رسالة الى العالم مفادها: صحيح اننا، أي الادارة الامريكية، لم نجد اسلحة الدمار الشامل في العراق، رغم شننا للحرب تحت تلك المبررات، الا ان النظام السابق "كان" يمتلكها واستخدمها ضد شعبه. فاذا  لم نعثر على اسلحة الدمار الشامل فقد استطعنا ان نصدر له الديمقراطية. الا ان باول تناسى أن يضيف الى رسالته، بأن البيت الابيض هو الذي ساعد النظام السابق في الحصول بشكل مباشر وغير مباشر على اسلحة الدمار الشامل، وهو الذي وراء التعتيم الاعلامي لجريمة حلبجة في تلك الايام، وهو ايضا اضف الشرعية على جرائم النظام البعثي الفاشي. فاذا كانت الاستراتيجية الامريكية، لمحاربة الدول والجماعات المارقة تحت عناوين "الارهاب" و" الديمقراطية" و"اسلحة الدمار الشامل"، اصبحت غير ذات فعالية، فأن كلمة "كان" تضاف الى عناوين تلك الاستراتيجية لتصبح جميع دول وحكومات العالم وكل المجاميع البشرية التي لا تدور في فلك النظام العالمي الجديد محل هجوم الولايات المتحدة الامريكية. اما بالنسبة لامريكا فان كلمة "كانت"، تصبح فعل ماضي ناقص لا تجدى نفعا. 

  



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انهاء كابوس -انعدام الامان- مسؤوليتنا نحن
- الحبل السري بين الادارة الامريكية والاسلام السياسي
- خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- خطاب سمير عادل عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العر ...
- افلاس الحزب الشيوعي العراقي كخط اصلاحي في الحركة العمالية,وس ...
- عنجهية الاسلام السياسي في طريق مسدود
- أصداء نشاطات الحزب الشيوعي العمالي العراقي في بغداد و المحاف ...
- اصحاب الرايات الخضر يرتكبون مجزرة دموية ويشعلون فتيل الصراعا ...
- فرح التخلص من كابوس البعث…وحكم الدبابات الأمريكية والبديل ال ...
- كل شيء في هذه الحرب بربري
- إعدام 107 جنديا عراقيا ..جريمة أخرى تضاف إلى سجل جرائم النظا ...
- صدام حسين يحمل سيف بن لادن
- فيتو سماسرة مجلس الأمن
- سيحولون كردستان إلى منطقة حرب
- انفضاح أكاذيب الإدارة الأمريكية
- عملية -حرية العراق- هي تحرير العراق من جماهيرها
- التداعيات الأولية للحرب الأمريكية على العراق
- الانتهازية تقفل حلقتها في رد على حديث حميد مجيد موسى
- افتضاح عصر الديماغوجية...وانتهاء زمن صانعي الاكاذيب
- الحكومة البعثية تصّعد من حملاتها الاستبدادية ضد جماهير العرا ...


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - استراتيجية كولن باول الجديدة