أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - خيارٌ وُلِد من موت الخيارين!















المزيد.....

خيارٌ وُلِد من موت الخيارين!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 1965 - 2007 / 7 / 3 - 09:41
المحور: القضية الفلسطينية
    



بعد "التحرير الأوَّل" و"التحرير الثاني" لقطاع غزة، أدْعو، مع كل الفلسطينيين في القطاع، قيادة حركة "حماس" إلى أن تخوض وتقود، عَبْر "كتائب القسَّام" و"القوَّة التنفيذية"، منفردةً أو بالتعاون مع جماعات فلسطينية مسلَّحة أخرى، معركة "التحرير الثالث"، الذي هو التحرير الأوَّل لجهة أهميته السياسية ـ الاستراتيجية الحقيقية والعملية. أدْعوها إلى تحرير "معبر رفح"، أي إلى فتحه، وإبقائه مفتوحا، بقوَّة السلاح في كلا الاتِّجاهين. أدْعوها إلى ذلك، فإذا نجحت فَسَوْف أرى في هذا النجاح انتفاءً لأهمية وضرورة كل شروط الرئيس الفلسطيني محمود عباس للعودة إلى خيار "الحل عَبْر الحوار (مع الانقلابيين)".

معبر رفح هو "رودوس" التي تتحدَّى قادة وفرسان "التحرير الثاني" أن يُثْبِتوا أنَّهم قد قفزوا من قبل، أو أنَّهم يستطيعون القفز، فالفلسطينيون في القطاع، والذين شرعوا يعانون ويكابدون آلام "التحرير الثاني"، يسألون ويتساءلون في دهشة واستغراب: لماذا يُسْتَسْهل "تحرير" المقار الأمنية للسلطة الفلسطينية بقوَّة السلاح، ويُسْتَصْعَب تحرير "شريان القلب"، أي معبر رفح، بالقوَّة ذاتها؟!

ولماذا "سديروت"، التي آلامها قطرة في بحر آلام غزة وأهلها، تَجْتَذِب إليها الصواريخ والقذائف الفلسطينية، ويُصَمُّ عن استصراخ "المعبر"، أو "شريان القلب"، لـ "المحرِّرين"، الذين لم يروا بعد في "المعبر"، وغيره، تلك الحقائق المُزيلة لأوهام "التحرير الأول" و"التحرير الثاني"؟!

أعْلَمُ أنَّ ما قلته سيفهمونه على أنَّه يَنُمُّ عن رغبة في إيقاع "حماس" في فخِّ معركة يمكن أن تتمخَّض عن نتائج يشقُّ عليها أن تُصوِّرها على أنَّها "نصر ثانٍ مبين"، أو "تحرير ثالث"؛ ولكن هذا العجز، الذي تشعر به قيادة "حماس" وتخشى عواقبه، يدعوها إلى أنْ تبادِر، ولو أبى الزهار والجعبري، مع مَنْ يقودهما أو يستخذي لهما، إلى إزالة آثار "التحرير الثاني" بما يساعِد في جَعْل "طرفي الصراع" في "نقاء فلسطيني"، فيصبح ممكنا، بالتالي، تذليل العقبات من طريق "الحل عَبْر الحوار"، فالمهزوم حتى الآن إنَّما هو الشعب الفلسطيني مع قضيته وحقوقه القومية؛ وليس من معنى لـ "انتصار" إذا لم يُهْزَم شر هزيمة كل من أسَّس لهزيمة ذاك المهزوم.

على قيادة "حماس"، التي لم تشارِك في اقتراف جريمة "التحرير الثاني"، أو أدركت أنَّ ما قامت به في الرابع عشر من حزيران المنصرم كان جريمة في حق الشعب الفلسطيني، أن تبادِر إلى "إقناع" الرئيس الفلسطيني، بالقول والعمل، بأهمية وضرورة "الحل عَبْر الحوار"، فـ "المقاوِم" في غزة ما عاد يملك من "المقاومة" إلا ما يقضي قضاءً مبرما على خيار "الحل عبْر المقاومة (المسلَّحة)"؛ و"المفاوِض" في رام الله ما عاد يملك من "القوَّة التفاوضية" إلا ما يقضي قضاءً مبرما على خيار "الحل عبْر التفاوض (السياسي)"، فـ "الخيار الثالث"، الذي هو نفيٌ جوهري للقضية القومية للشعب الفلسطيني، هو الآن قَيْد الصُنع.

وهذا الخيار إنَّما يقوم على "تدويلٍ"، قوامه "الإبقاء على الجوهري من الاحتلال الإسرائيلي" مع "منح الفلسطينيين الشكلي من دولتهم القومية"، وكأنَّ "التحرير الثاني" قد جاء، أو قد يجيء، إلى الشعب الفلسطيني بـ "حلٍّ دولي" يقوم على المزاوجة بين شيء (مهم) من "الاحتلال" وشيء (غير مهم) من "الدولة"!

وهذه النكبة الثانية ستَخْتَلِف في أمر مهم عن النكبة الأولى، فهي في أسبابها وعواملها لا تنطوي على أي شيء يمكن اتِّخاذه سببا لتحميل العرب مسؤوليتها، أي أنَّها نكبة خالصة في فلسطينية أسبابها وعواملها.

اليوم، يمكن أن تَزْعُم أنَّ استقدام "قوَّة دولية" إلى قطاع غزة ليس بالأمر الواقعي أو الممكن عمليا؛ ولكن هل سيظل في مقدوركَ أن تَزْعُم الزعم ذاته غدا؟!

كيف لأهل القطاع أن يقولوا غدا "لا لمجيء قوَّة دولية" إذا ما ثَبُت وتأكَّد عجز قادة وفرسان "التحرير الثاني" عن درء مخاطر آلة الموت والدمار الإسرائيلية عن القطاع وأهله، والكارثة الإنسانية عن الفلسطينيين هناك؟!

إنَّهم ليسوا بجديرين بقيادة شعب إذا كانوا ينتظرون "طيراً أبابيل"، أو يسعون في "الاستشهاد الجماعي" لنحو مليون ونصف مليون فلسطيني هناك.. أو يُفكِّرون في استرضاء إسرائيل أمنيا بما يمكِّنهم من البقاء "سادة" حيث لا سيادة فلسطينية!

إنَّ أخشى ما أخشاه أن يكون "التحرير الثاني" قد "حرَّر" الطرفين من "فلسطين" وقيودها إذ جعلهما يتخطَّيان "نقطة اللا عودة".. الـ "لا عودة" إلى كل ما ينبغي لهما العودة إليه درءاً للكارثة المحدقة بالشعب الفلسطيني وقضيته وحقوقه القومية، والتي إنْ كان لها شعار فشعارها "النصر النصر، أَخَذْنا غزة وأخَذوا فلسطين"، فغزَّة لم يبتلعها البحر، إنَّما توشِك أن تبتلع فلسطين بعد وبفضل "التحرير الثاني"!

غزة يراد لها الآن أن تكون التجربة التي فيها، وبها، تتحوَّل إلى مقبرة لخيار "الحل عبْر المقاومة (المسلَّحة)"، وكأنَّ على "المحرِّرين" أن يفاضلوا من الآن وصاعدا بين أمرين أحلاهما مرُّ.. بين "قُبَّعات زُرُق" يَحْمِلون لها "الراية البيضاء" وبين حلٍّ قوامه "البقاء في مقابل الهدنة طويلة الأجل"، التي كانت، من قبل، في مقابل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للقطاع والضفة والقدس الشرقية و..

أمَّا رام الله، حيث اغتيل من قبل رمز القضية القومية للشعب الفلسطيني، فيراد لها أن تغدو مقبرة لخيار "الحل عبْر التفاوض (السياسي)"، فالسلطة الفلسطينية التي انقلبوا عليها في قطاع غزة لن تلقى من إسرائيل إلا ما يُمْعِن في تحويلها في الضفة الغربية إلى ما يشبه ظلاً فَقَدَ جسمه، فكيف لها أن تفاوِض، وعلامَ تفاوِض، وهي ما بين مطرقة الانقلابيين في القطاع وسندان الاحتلال في الضفة؟!

وها هي إسرائيل تقول للرئيس الفلسطيني: نحن نريد أن نُخْرِج جيشنا من مدن الضفة؛ ولكن لِمَنْ نقوم بتسليمها، فإنَّ لنا الحق في أن نخشى أن يقع هنا، أي في الضفة الغربية، ما وقع هناك، أي في قطاع غزة.

قبل "التحرير الأوَّل" كانت إسرائيل تقول: ليس لنا من "شريك فلسطيني" حتى نفاوضه، ونتَّفِق معه، ونسلِّمه، بالتالي، قطاع غزة. أمَّا بعد "التحرير الثاني"، وبفضله، فتقول: ليس لدينا في الضفة الغربية مَنْ في مقدوره أن يتسلَّم مِنَّا المدن التي "نريد" إخراج جنودنا منها!
فما الحل بالتالي؟ الحل الذي تتوفَّر على الإعداد له إسرائيل والولايات المتحدة بالتعاون مع مَنْ يتسربل بشعار "لا يمكننا أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم"، إنَّما يقوم على مبدأ "القناعة كنز لا يفنى"، فالفلسطينيون مدعوون إلى أن يقبلوا "بعضاً" ممَّا عجزوا عن الحصول عليه بـ "المقاومة المسلَّحة"، أو بـ "التفاوض السياسي (القديم)"، ففي الرابع عشر من حزيران 2007 وُلِدَ "الخيار الثالث" من موت خياري "الحل عبْر المقاومة (المسلَّحة)"، و"الحل عبْر التفاوض (السياسي)".

المسرح كلُّه احترق يوم الرابع عشر من حزيران المنصرم؛ ولكن بقي "الممثِّلون" الذي اختصموا وتصارعوا بالحديد والنار.. وبدماء الشعب وقضيته القومية.

وأحسب أنَّ الرئيس عباس مدعو أكثر من غيره، وفي المقام الأول، إلى أن يعيد إلى "الممثِّل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني" ما اغتصبه منها هؤلاء "الممثِّلين" في قطاع غزة وفي الضفة الغربية، فـ "الفلسطنة" خير وأبقى من "التدويل"!




#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -الأسوأ- الذي لم يَقَع بعد!
- وَقْفَة فلسطينية مع الذات!
- هذا -الكنز الاستراتيجي- الإسرائيلي!
- -رغبة بوش- و-فرصة اولمرت-!
- تحدِّي -الضفة- وتحدِّي -القطاع-!
- بعضٌ من ملامح المستقبل القريب
- هذا -النصر- اللعين!
- ثنائية -الإيمان- و-الإلحاد-.. نشوءاً وتطوُّراً
- -التقسيم الثاني- لفلسطين!
- -حماس- خانت شعبها!
- حرب إسرائيلية بسلاح فلسطيني وأيدٍ فلسطينية!
- مناورات على مقربة من -ديمونا-!
- حل مشكلة -حق العودة- يبدأ من هنا!
- -النكسة-.. معنىً ومبنىً!
- -لُغْز- العبسي!
- أي -عفريت- سيَخْرج من قمقم -البارد-؟!
- هل هذا ما يقترحه بوش على طهران؟!
- هل هذا هو -الهدف الكامن-؟!
- -عين الرمانة- إذ انتقلت شمالا!
- -مبادَرة إسرائيلية- أم فخٌّ ل -المبادَرة العربية-؟!


المزيد.....




- فيديو يظهر لحظة قصف دبابة إسرائيلية المبنى الذي كان يتواجد ف ...
- أول تعليق من حزب الله والحوثيين على مقتل يحيى السنوار: -حمل ...
- الرئيس الفرنسي يكرم ضحايا مظاهرات 17 أكتوبر 1961 ويعتبر أنها ...
- تفاصيل مقتل السنوار في غزة وردود الفعل ومن سيخلفه؟
- اتهامات أممية لطرفي النزاع في السودان باستخدام -أساليب التجو ...
- بعد مقتل السنوار... بلينكن يجري عاشر جولة في الشرق الأوسط من ...
- ترحيب غربي بمقتل السنوار وإيران تشدد على أن -روح المقاومة ست ...
- غداة مقتل السنوار... ملف غزة على رأس محادثات بايدن وقادة أور ...
- قمة -كوب16- في كولومبيا... ما هو واقع التنوع البيولوجي في ال ...
- المجلة: من هو يحيى السنوار.. وهل أخطأ في -الطوفان-؟


المزيد.....

- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - خيارٌ وُلِد من موت الخيارين!