أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - لماذا يخجل الفقهاء من تاريخهم الإسلامي ..؟















المزيد.....

لماذا يخجل الفقهاء من تاريخهم الإسلامي ..؟


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1964 - 2007 / 7 / 2 - 10:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الذي دعاني إلى كتابة هذا المقال ماكتبه السيد القمني بتاريخ 30/6/2007 بعنوان (الدفوع الشرعية عن المفتى وعطية ...؟) الذي يتناول الإحساس بالعار والخجل الذي انتاب الذين أثارتهم أزمة الفتاوى الأخيرة وخاصة تلك التي أصدرها رئيس قسم الحديث بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر و أفتى بها بناء على معرفته بالحديث و لأنها قامت على حديث صحيح ، و الأخرى صدرت عن مفتي الجمهورية ، و ليس بعد ذلك منصباً دينياً سوى السماء..
ثم أليس ماجاء بالفتويين هو موثّق وقاطع الدلالة إن شاؤوا أم أبوا الذين خجلوا وبتعصب أعمى ... أين هو الخجل في مسار التاريخ والأمم ، فالعادات والتقاليد تتطور بتطور الزمن حتى اللغة لاتبقى على حالها .. ان كثيراً من العادات القديمة قد اندثرت ، هل يمكن لأحدنا أن يمتطي حصاناً أو جملا ليعبر به شوارع المدن الكبيرة ليعيد الماضي ، ولكن هل من العيب والخجل أن نذكر مجريات حياتنا القديمة ومفصل عاداتنا وتقاليدنا .. انه تراث بعضه مازال متزامناً بحياء وبعضه الآخر صار في ذمة التاريخ ..
المشكل أننا نقدس الماضي إلى درجة التزمت ونرفض تغييره أو تبديله .. ولكن عمراً
-ر- الخليفة الثاني ماذا يختلف عن أي إنسان في عصرنا وهو الذي تصدى لنصوص من القرآن مجتهداً في المعاملات لتعارضها مع ماجدّّ واستحدث من أمور طرأت واستحدثت.. وهاهو وفي صدر الإسلام يلغي سهم المؤلفة قلوبهم مخالفاً النص القرآني ، وأوقف حد السرقة على المحتاج ، ثمّ عطّله في عام المجاعة ، وعطل التعزير بالجلد على شرب الخمر في الحروب ، خالف السنة في تقسيم الغنائم فلم يوزع الأرض الخصبة على الفاتحين ، وكذلك قتل الجماعة بالواحد مخالفاً قاعدة المساواة بالقصاص مستخدماً عقله في التحليل والتعليل ولم يقف عند ظاهر النص مطبقاً روح الإسلام وجوهره في العدل والإسلام الصحيح .. وبعد عمر لم يتجرأ أي مسلم فقيه وفي ذروة منصبه أن يفعل ما فعله عمر أو يقتدي به ..
وان فتوى إرضاع الكبير هي فتوى تعتمد على حديث صحيح ونص قرآني(الأصل القرآني للموضوع كله ، و التي قام عليها عدد الرضعات للكبير ، و هو ما يرويه الإمام السيوطي في ( الإتقان في علوم القرآن ) ، قالت عائشة : " كان فيما أنزل عشر رضعات معلومات ، فنسخن بخمس معلومات ، فتوفى رسول الله ( ص ) و هي ما يقرأ في القرآن " ، و يؤكد القول ذاته ابن الجوزي في كتابه ( نواسخ القرآن ) مضيفاً قول عائشة : " فلما اشتكى رسول الله تشاغلنا بأمره ، فأكلتها ربيبة لنا ، أى الشاة " . و قد أورده صحيح مسلم 2 / 1075 / 1452 و الترمذي في سننه 3 / 456 و الصنعاني في مصنفه 7 / 467 و 470 ، و يعقب النووي على قولها : " فتوفى رسول الله ( ص ) و هي فيما يقرأ بالقرآن ، معناه أن النسخ بخمس رضعات تأخر إنزاله جداً حتى أنه توفى ( ص ) و بعض الناس يقرأ خمس رضعات و يجعلها قرآناً متلوا لكونه لم يبلغه النسخ لقرب عهده ، فلما بلغهم النسخ بعد ذلك رجعوا عن ذلك و أجمعوا على أن هذا لا يتلى ، و على هذا فلا يشكل أن يكون الداجن ( أى الشاة ) - لو ثبت – قد أكل تلك الصحيفة ، لأنها من القرآن المنسوخ تلاوته " .
و يرويها مسند أحمد 6 / 296 و ابن حزم في المحلى 11 / 235 و ابن ماجه في سننه 1 / 625 و الجامع لأحكام القرآن 14 / 113 كالآتي : " عن عائشة : نزلت آية الرجم و رضاع الكبير عشر ، و كانت في صحيفة تحت سريري ، فلما مات رسول الله ( ص ) تشاغلنا بموته ، فدخل داجن ( شاه أو عنز ) و أكلها " .
ومما سبق فإن مسألة إرضاع الكبير ثابتة برغم جهل وتجاهل المتعصبين وهو ما يتناوله السيد القمني في مقاله ...
(كشفت الأزمة عن مدى معرفة المسلمين بدينهم الذي له يتعصبون و من أجله يبذلون الغالي و النفيس ، فإذ بهم أشد الناس جهلاً به ، لأنهم تحولوا عن المعرفة المباشرة به و درسه أو الإطلاع عليه ، إلى معرفته معرفة شفاهية إذاعية تليفزيونية ، فإذا بهم يكتشفون في أيام معدودات مدى فقرهم المعرفي المدقع بدينهم ، فيثورون ثورة جهول غشوم على فتاوي تقوم على أصول إسلامية لا شك فيها .
المفزع أيضاً كان من حملة الأقلام من مثقفينا و مذيعينا الأشاوس ، فإذ بهم مشدوهون مدهشون دهشون يطالبون بالويل و الثبور و عظائم الأمور ضد الذين يفتون فيسيؤن للإسلام و للرسول ، فيكشفون المستور ، فيجب أن يظل المستور مستوراً ، و يكون التجريم من نصيب المتخصص العارف المتبحر في علمه الذي أصدر الفتوى ، لأن عامة المثقفين رأت في فتواه تجريحاً للإسلام و للرسول ، لأن العامة المثقفة فقط لم تكن تعلم . و عندما علمت رفضت و احتجت و أنكرت الحديثين و الحدثين التي قامت عليهما الفتوى ، و هما من صلب سيرة النبي و لهما رجع وصدى في قرآننا و تقوم عليهما أحكام في علوم الفقه ، و أجمعت عليهما كتب السير و الأخبار و التاريخ و التفاسير و الفقه ، و لا يخلو منهما فرع من تلك الفروع الإسلامية العريقة العتيدة .)
ومرّة أخرى لماذا الخجل من تاريخنا وبإمكاننا تطوير وتحديث ما نعتبره قد غاير الزمن وصار غريباً وشاذاً عنه ، وتنص القاعدة الفقهية الكلية ( بتبدل الأحكام بتبدل الأزمان ) (ولا ضرر ولا ضرار في الإسلام )، (والضرورات تبيح المحظورات ) .. ولما كان وضع المرأة قد تبدل واختلف خلافاً جذرياً عما كانت عليه في ذلك الزمن .. النساء الآن وبرغم تزمت المتزمتين ورفضهم وعنادهم تخطت فواصل التاريخ التاريخية النارية ونجحت في التخطي ظافرة بألقاب علمية وأدبية وهناك ألوف من نساء الإسلام يحملن لقب دكتورة ووصلن إلى مراتب وزارية وقضائية وإدارية ومواقع علمية ، فإنسانة تحمل هذا الكم من الثقافة والمعرفة ليست بحاجة إلى إرضاع أو ترضيع لتجلس مع رجل مثقف وعالم وتنفرد به ليكون الشيطان ثالثهما ، فالشيطان أو إبليس لم يعد له مكان في هذا العصر الذي خلب لب إبليس وراح يخشى على نفسه من الإنسان ، وان المثقفين والعلماء لا يشغلهم الجنس إلا في إطاره الديمومي وليس في شبقه الحيواني ، فالإنسان المثقف قد هذب الجنس ولم يعد شغله الشاغل وهمه الأول .. ان علماء العالم يسعون بكل طاقاتهم لخدمة الإنسان والإنسانية في إطار من الحرية الحضارية واحترام الآخر .. فإن الدكتور عطية لم يخطيء ليكفر ، ولكن الخجلى والمتعصبين كفّروا أنفسهم عندما تجاوزوا الحقيقة إلى الخطأ .. حديث أو نص عملي لم يعد يواكب مفهوم العصر ، فإن مات عمر – ر- الخليفة .. فهناك آلاف وآلاف جاؤوا بعده وبإمكانهم أن يوقفوا هذا النص وهذا الحديث لأنه لم يعد يواكب مفهوم وثقافة العصر ، وان تبدل الأحكام بتبدل الأزمان .. وأختم مقالي بما أورده السيد القمني عن فتوى الدكتور عزت عطيه عن فتوى إرضاع الكبير
إن ما صدر عن الدكتور عزت عطية و عن الدكتور على جمعة قد انبنى جميعه على أحداث حدثت زمن الدعوة وثقها تراثنا أيما توثيق ، فقط كان الخطأ في النظارة التي يلبسها أهل الدين في بلادنا . لكن المفزع حقاً لكل مسلم هو ما ترتب على ذلك من أحداث انتهت بتراجع كليهما عما قال و إخضاع الدكتور عزت عطية لمحاكمة تأديبية بعد إيقافه عن أداء عمله .
هنا الجريمة الحقيقية ، جريمة ارتكبها المجتمع علناً و هو راض قرير العين ، جريمة كذب و جريمة محاكمة باطلة خوف العار دون أن يخافوا ربهم و هم يظلمون ،و جريمة إنكار معلوم من الدين بالضرورة علناً بموافقة كل المسلمين ...



#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ...؟حوارات الاتجاه المعاكس مهازل لا تواكب العصرنة
- العلمانية وضوابط الديمقراطية ....؟
- ديمقراطية حماس .....؟
- بعد لدغة حماس ، ماذا تنفع اتهامات الحيّة ..؟!
- ماذا ستنفع اتهامات الحيّة من بعد لدغة حماس ...؟!
- النساء الشرقيات يخضعن للإذلال بمشيئتهن ..ورفضن المساواة ؟*
- (3-6) مشكلة المغيّبات ..؟
- (2-6) مشكلة المغيّبات ...؟
- غزّستان تحرّرت .. ألله أكبر .. هلهلوا يا عربان ..؟
- سلعة الديمقراطية الرائجة ...؟
- (6-1) مشكلة المغيّبات ...؟
- (5-2) الجنس في مجتمع يثرب ...؟
- النقل بلا عقل فوضى اجتهادية ظالمة ...؟
- (5-1) الجنس في مجتمع يثرب ...؟
- (5-4) مجتمع الذكور والإناث ..؟
- أردوغان ... أخاك مكره لابطل ، والترابي قدوة ..؟
- (4-4) مجتمع الذكور والإناث ...؟
- الإعلان العامي لحقوق الإنسان مابين العلمانية والدين ..؟
- مجتمع الذكور والإناث...؟ 4-3
- (2-4) مجتمع الذكور والإناث ...؟


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - لماذا يخجل الفقهاء من تاريخهم الإسلامي ..؟