أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - وارتفع العلم اللبناني خفاقاً















المزيد.....

وارتفع العلم اللبناني خفاقاً


سعيد علم الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 06:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا بد من تحية الجيشَ اللبنانيَّ في كفاحِهِ الوطني، من أجل وقف استباحة لبنان منصةً لإطلاق الصواريخ، وحروبا يشعلها الفاشلون على أرضه وعلى حساب شعبه. مُتمَنِّينَ لجرحاهُ الشفاءَ العاجل، ومعزِّينَ بشهدائه الأبرار البواسل. هؤلاء الذين خاضوا أشرف المعارك وأشرسَها في الدفاع عن هيبة الجيش وكرامةِ الوطن من اعتداءِ الغادرين، ورفعوا رأس لبنان عالياً، ورسموا خريطة إل 10452 كلم2 بدمائهم الزكيةِ، مضحِّين بأغلى ما عندهم في سبيل خلاصه من محنته، مقدِّمينَ أرواحَهُم رخيصةً على محرابه المقدس:
قمةً في التضحيةِ والفداء ورمزاً للتفاني والعطاء.
رافعين العَلَمِ المفدى: بأحمرهِ القاني وأبيضهِ النقي وأرزتِهِ الباسِقَةِ الخضراء، خفَّاقاً في العلاء فوق رؤوس الحاقدين وكل طوابير المرتزقةِ التائهين وسائحي الإرهاب القتلة المجرمين والقاتل الذي أرسلهم من أقبية مخابرات قصر المتاجرين.
وبدل أن يستبسل قبضايات عصابة شاكر العبسي أو البعثي في قتالهم الشديد لتحرير الجولان وقنص الجنود المحتلين للأرض العربية وتفخيخ سيارات المستوطنين الصهاينة وتدمير بناياتهم وإتلاف مزرروعاتهم أتوا إلى بلاد الأرز للسرقة والزعرنة والقذارة باسم القضية والاسلام وزعزعة الأمن والاستقرار وقتل الجنود الأبرياء الآمنين والتخريب والتسبب بمأساة لأهالنا الفلسطينيين في مخيم نهر البارد والجوار اللبناني وتهجيرهم واتلاف مزروعاتهم وتعطيل أشغالهم وتدمير مساكنهم وسفك الدماء العربية بوحشية لم نتعرف عليها إلا عبر مسلسلات الدم البعثية في سورية الكئيبة، مجزرةُ حماة تشهد، وفي العراق الحزين.
وارتفاع العلمُ اللبناني استبسالا حتى الشهادةِ فوق بنايات مخيم نهر البارد هو القول للجميع بأننا لن نسمح بعد اليوم بأن تنتهك سيادة لبنان. ولبنان ليس للبيع والشراء وعقد الصفقات وحل القضايا والمعضلات على ظهره المنهك منذ اكثر من 30 سنة.
ونحن جيش لبنان هنا، نرفع علمنا فوق أرضنا ولا نقبل بأن يضع أحدٌ خطوطا حمراء في وجهنا.
ولم يرتفع العلمُ اللبناني بجدارة فوق بنايات مخيم نهر البارد فقط، وإنما أيضا فوق رؤوس كل أصحاب المربعات الأمنية الميليشيات المتمردة على سلطة الدولة اللبنانية وحكومتها الشرعية.
وارتفع العلمُ خفاقا مبتسماً للشمس ولأرواح الشهداء الزعماء والقادة الذين اغتيلوا غيلةً لكي يحيا لبنان سيداً حراً ديمقراطياً تعددياً عربياً مستقلاً!
ولكن مهلاً، هل حقا هو مخيم؟
هذه التسمية تجافي الحقيقة ولا تعبر عن واقع صعوبة منطقة عمليات الجيش فنحن أمام بلدة صغيرة معقدة التركيب وليس مخيما من مجموعة خيم وبيوت بسيطة الترتيب. إنها بلدة مكتظة بكثافة سكانية كبيرة، عشوائية البناء، متلاصقة البنايات، كثيرة الأزقة والزواريب يخترقها نهر البارد وتحيط بها تلال تصلح لشن حرب عصابات وتمتد على شاطئ البحر حوالي ثلاث كيلومترات من المنية إلى العبدة وقد تم تحصينها تحت ظلال كابوس الاحتلال السوري جيداً خلال عشرات السنوات من قبل المنظمات الفلسطينية التابعة للنظام السوري بالمواقع الحربية والدشم والمراكز والملاجئ والأنفاق السرية والسراديب التي تربطها ببعضها على أفضل وجه لتكون عائقا تهديدياً في وجه قيام الدولة اللبنانية ولغما يصعب نزعه من جسدها ويتم تفجيره في لحظة الصفر لمصلحة النظام السوري لتقطيع أوصال الكيان اللبناني وهذا ما حدث بالفعل بعيد اقرار المحكمة الدولية. حيث كان هدف عصابات المخابرات السورية اختراق الطائفة السنية وبعثرتها بالأكاذيب والشائعات وتلبيس ثيابهم القذرة للشرفاء من زعمائها، وفصل أكثريتها الشمالية عن باقي لبنان. المخطط فشل لوعي الجيش ويقظة قوى الأمن الداخلي والشعب والحكومة.
صعوبة حركة الجيش في نهر البارد كما أسلفنا مبررة ونراها اليوم كم كلفته من شهداء وجرحى، لأنه جيش ديمقراطي حضاري إنساني راقي يحافظ على أرواح المدنيين ويعتمد الشفافية والمحاسبة والدقة فكل المعلومات التي صرح ويصرح عنها صحيحة لا تشوبها شائبة وحتى خسائره يعلن عنها في بلاغاته دون تردد. وقد وضع منذ بداية المعارك نصب عينيه الحفاظ على حياة إخوتنا الفلسطينيين معرضا نفسه للأخطار حيث أن الإرهابيين اتخذوا في بربريتهم المراكز الدينية والمدنيين دروعا بشرية دون وازع.
هذه نقطة فخر نسجلها في سجل جيشنا اللبناني الوطني الإنساني المقدام. الذي قدم التضحيات العظيمة والجهود المضنية وأخذ الوقت الكافي في تقدمه البطيء للسيطرة على مراكز عصابة فتح الاسلام مثل صامد والتعاونية وغيرها. المطلوب اليوم ولمصلحة الشعبين الشقيقين أن تتحول هذه المراكز إلى نقاط عسكرية دائمة للجيش اللبناني لبسط القانون على الجميع ولكي لا يكون المخيم مربعا امنياً للمخابرات السورية وخارج عن السيادة يهرب إلية كل مجرم ومطلوب للعدالة.
ولهذا لا عودة إلى الماضي ولا انسحاب من المواقع التي حررها الجيش اللبناني!
عصابة شاكر البعثي لم تقاتل وحدها وإنما ومن ورائها تنظيمات ارهابية كالقيادة العامة أحمد جبريل والمئات من المقاتلين المدربين من المخابرات السورية.
فالجيش لا يواجه في نهر البارد فقط هذه العصابة المغرر بها إسلاميا وعقائديا وحقداً على اللبنانيين وإنما النظام السوري برمته ومنظماته ومخابراته.
تأكيدا لذلك فقد افاد ابو مصعب الرجل القيادي في "فتح الاسلام" في حديث "للشرق الاوسط"، بأنه "وبمجرد بدء المواجهة مع الجيش اللبناني بدأت اعداد كبيرة من المقاتلين المدربين والمجهزين عسكريا بالظهور في المخيم، حيث شاهد نحو 350 مقاتلا لم يسبق ان رآهم من قبل، الى جانب الكشف عن امدادات عسكرية، وصفها بالهائلة، وتزويد الحركة بعشرات الملايين من الدولارات، وفق ما ذكره العبسي له في احد لقاءاته به". هؤلاء هم عناصر المخابرات السورية لتحرير لبنان من احرار اللبنانيين ولكي يعود الى الحظيرة السورية.
وكان هدف النظام السوري في الأساس سلخ البقاع عن الجبل والشمال عن الجنوب وإعلان إمارة الشمال الإسلامية في محاولة لعودة الأقضية المسلوخة كما يدعون شططاً إلى الوطن الأم سورية، وكأن سورية هي وريثة الدولة العثمانية فقط لا غير، وبالتالي القضاء على وحدة لبنان نهائيا وطمسِ خريطته في مياه نهر البارد.
ولكنهم فشلوا وانفضحوا وسيفشلوا في كل مشاريعهم الجهنمية التخريبية للعودة بلبنان إلى الوراء.



#سعيد_علم_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدعارة الثورية
- لحود إن وقَّعَ وإنْ لم يوقِّعْ سَيَّان!
- عارٌ بل أكبر! فضيحةٌ بل أكثر!
- لبنان لا يحتاج إلى قرارات دولية، بل قوات!
- صَرْخَةُ الحقيقَةُ
- افرحي يا بيروت
- لا تراجع أمامَ إرهاب المخابرات
- مَنْ هُزِمَ في 5 يونيو/حزيران؟
- سينتصرُ لبنانُ بتلاحمِ الجيشِ والشعب
- أمر عمليات لعمر كرامي
- الجيش اللبناني في حالة دفاع عن النفس
- وسيخرجُ لبنانُ الديمقراطي منتصراً
- لبنان يحكمه الدستور اللبناني وليس التركي!
- المعارضة هي وسام ديمقراطي مشرق
- الحل بدولتين فلسطينيتين
- عذراً شباب -حزب الله-
- ليس المهم أن نحترم الأعداء، إنما ما اتفق عليه اللبنانيون!
- على الحكومة دق الحديد وهو حام!
- قيامة الأوطان بحاجةٍ للحكماء
- استشهادكما يا زياد وزياد هو إدانةٌ دامغةٌ !


المزيد.....




- جنرال أمريكي متقاعد يوضح لـCNN سبب استخدام روسيا لصاروخ -MIR ...
- تحليل: خطاب بوتين ومعنى إطلاق روسيا صاروخ MIRV لأول مرة
- جزيرة ميكونوس..ما سر جاذبية هذه الوجهة السياحية باليونان؟
- أكثر الدول العربية ابتعاثا لطلابها لتلقي التعليم بأمريكا.. إ ...
- -نيويورك بوست-: ألمانيا تستعد للحرب مع روسيا
- -غينيس- تجمع أطول وأقصر امرأتين في العالم
- لبنان- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي على معاقل لحزب الله في ل ...
- ضابط أمريكي: -أوريشنيك- جزء من التهديد النووي وبوتين يريد به ...
- غيتس يشيد بجهود الإمارات في تحسين حياة الفئات الأكثر ضعفا حو ...
- مصر.. حادث دهس مروع بسبب شيف شهير


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علم الدين - وارتفع العلم اللبناني خفاقاً