|
المقدس والمدنس في عرف الحاكمين بحقوق الإنسان في قضية ﺇهانة شخص الملك
الحيداوي احمد
الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 06:23
المحور:
حقوق الانسان
أصبح الحديث عن دولة الحق والقانون، و مبادئ الديمقراطية و حقوق الإنسان في مغرب اليوم من المواضيع المستهلكة على واجهة الإعلام الرسمية، في حين يظهر لعامة الشعب أثناء الممارسة الحقيقية، أنها فقط شعارات للاستهلاك الخارجي.حيث الواقع يؤكد السعي لترسيخ سياسة الاستعباد ونشر ثقافة الخنوع والذل. حقيقة الشعارات المرفوعة في وجه كل وطني غيور على هذه البلاد، ضد الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية المزرية التي تتخبط فيها الطبقات المسحوقة،يقابلها شيوع ثقافة ″الزروطة″.هذه الطريقة الحضرية التي يمطرنا بها الانتهازيين في هذا لبلد الأمين، بتعريف الديمقراطية وحقوق الإنسان والتوجه الجديد للسلطة على الطريقة المغربية ،هده الشعارات الجوفاء التي تسعى إلى نشر ثقافة المقابر والعمل على دفن كل الآمال في تحقيق دولة الحق والقانون. يظهر أن المستفيدين من الأوضاع المزرية في المغرب يسعون لتأصيل وشر عنة مفاهيم وسلوك ومبادئ تناقض كينونة الجنس البشري وجوهره الإنساني، بالرجوع إلى مجتمع الرقيق السياسي، بديماغوجية تنادي بالمواطنة والحقوق، وفي عمقها تكرس لواقع الاستعباد بالنكوص إلى مجتمع العبد/السيد،الشيخ/المريد،الملك/المملوك. إن قضية ﺇهانة المقدسات أو ﺇهانة شخص الملك التي أصبحت تهمة وذريعة للجز بأحرار من الشعب المغربي داخل السجون ،هي في عمقها ﺇهانة لشخص الملك بافتعال مثل هذه القضايا من طرف بعض المتسلطين والمستهترين بحقوق المواطنة وحرية التعبير،حيث تحاول هذه الأطراف في إلصاق مثل هذه التهم على تعرية هبة الملك أكثر من صون حرمة شخصه، وما يترتب عن هذه القضايا من احتقان وغضب،وهي طريقة بليدة في زرع الشقاق بين الملك وأفراد من شعبه من سذاجة مثل هذه الوقائع. ما ﺃستغرب له أن الذاكرة المغربية تحتفظ بمواقف كثيرة تجسد ماديا ومعنويا قضية ﺇهانة شخص الملك من طرف حاشيته الموقرة وأطراف حكومية وشبه حكومية وبعض اصحاب النفوذ وأصحاب الأصحاب وحتى الخدم والحشم. وسنكتفي ببعض المواقف والصور التي لاتخفى عن الجميع. ولا يستطيع أي مواطن مغربي أن يحرك دعوى قضائية بشأنها. - من المعلوم أن الأحكام القضائية تستمد سلطتها من القانون،وتظهر قوتها في تنفيذ الأحكام،لكن الغريب عندما تصدر هده الأحكام باسم جلالة الملك،ولاتجد طريقها إلى التنفيذ، بدعوة صعوبة التنفيذ أمام إدارة مركزية أو شخص نافد بالسلطة أو المال. أليس هذا اهانة لشخص الملك ؟. - عندما تزور الأحكام ضد الحق والعدل لصالح أشخاص ذوي النفوذ أو المال و يصدر الحكم ظلما باسم جلالة الملك أليس هذا ﺇهانة لشخصه؟. - عندما تصبح ممارسة بعض المسئولين فوق القانون. - عندما تغتصب أموال وأملاك الدولة والمواطنين باسم الملك أو القانون. - عندما يتعرض المواطن للاهانة والتحقير من طرف موظفي الدولة للحصول على حق من حقوقه المشروعة. أليس هذا ﺇهانة لشخص الملك ؟ - عندما نجد من لايفقه في الدين الإسلامي ،ويأخذ في ضرب أسداس في أخماس محاولا إفهامنا فقه التنزيل وفقه الواقع بدون استشارة أهل العلم، جاعلا من الإسلام هو دين عبادات فقط. - عندما نجد من يحاول فرض ظاهرة الشواذ في المغرب باسم حقوق الإنسان والحداثة والتفتح، وإشهار بعضهم في وسائل الإعلام الوطنية، ضد كل الأخلاق النبيلة، بل والتعاليم الإسلامية في دولة تقر برسميته في دستورها . أليس هذا ﺇهانة للمؤسسة الدينية،ولأمير المؤمنين الذي هو حامي الملة والدين؟. - عندما يتم رفض تشغيل حاملي الرسائل الملكية من طرف بعض مسئولي الدولة واغلبهم ينتمون للأحزاب المغربية بحجة عدم وجود مناصب شاغرة.في الوقت الذي يتم فيه إدماج فئة مقربة من طرفهم لهذه المناصب، إما عن طريق الحزب أو عن طريق المحسوبية أو الزبونية ،ويبقى لحامل الرسالة الملكية الخيبة المزدوجة ، الرسالة زائد″ الزروطة″. فمن يهين شخص الملك؟ المواطن أم مسئولي الدولة؟. من خلال هذه الأمثلة القليلة هل تهمة ﺇهانة المقدسات التي تلصق بأي مواطن مغربي كيفما كان انتمائه ،هل تعادل الإهانة الحقيقية لمن يتظاهر بالحرص على عدم ﺇهانة المقدسات، هذا المظهر الذي تستعمل فيه كل أنواع الشطط في ممارسة السلطة ،وما ينتج عنها من أثار مادية ومعنوية،لايجد المواطن معها إلا الاعتراف بالتغير الحاصل في الارتداد إلى سنوات الرصاص بحلة جديدة ،كما دشنها منتدى الإنصاف والمصالحة في زمن المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان. وتبقى المعضلة، عن أي حقوق وعن أي إنسان نتحدث في مغرب اليوم ؟، انطلاقا من ثقافة تجمع بين المواثيق الدولية التي وقع عليها المغرب،و التي تعترف بالحقوق الكونية للفرد في المجتمع العلماني، وبين إسلامية الدولة كما هو منصوص عليه في الدستور، والتي تحاول الالتفاف عن هذه الحقوق؟.
#الحيداوي_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حقيقة الإرهاب المغربي بين دهاء الإسلاميين و ذكاء المخابرات؟!
-
الصفعة الامريكية على الخد المغربي المتسامح او اقرار الحقيقة؟
-
فصام الشبكات الإرهابية أم المخابرات المغربية؟ !
-
فوبيا الإرهاب وخرافة التهم في المغرب
-
الشبكات الارهابية ومحاكم التفتيش بالمغرب
المزيد.....
-
منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية
...
-
البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني
...
-
الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات
...
-
الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن
...
-
وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ
...
-
قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟
...
-
أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه
...
-
كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج
...
-
تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي
...
-
وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|