غسان سالم
الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 06:21
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
كانت الرغبة بعقد مؤتمر ايزيدي عام تراود العديد من المثقفين الايزيديين منذ عام 2003 والى يومنا هذا، وذلك لترتيب البيت الايزيدي بعد انهيار النظام السابق، و يشكل المؤتمر حاجة ضرورية لخروج المجتمع الايزيدي من ازماته وكبواته بعد تتالي الاحداث عليه.
على اية حال، اليوم هناك نية صادقة وخطوات عملية لعقد هذا المؤتمر، الذي كان طموحا والان اصبح واقعا قريبا، وبالطبع ليس مهما عقد المؤتمر والسلام! بل الخروج بنتائج تهم مجتمعنا، وتضعنا على الطريق الصحيح لمناقشة قضايانا، وهي كثر، من اجل تطوير مجتمعنا، ومواجهة الازمات التي تحدق به، والاهم من ذلك القدرة على تجاوز نقاط الضعف في البنية الاجتماعية، والسعي لنقل المجتمع الايزيدي نقلة صحيحة الى الامام.
وسيكون هذا المؤتمر اول مؤتمر يمكن ان يشارك فيه جميع الايزيديون في الداخل والخارج دون خوف، اذن يجب ان يكون مؤتمرا متميزا في الاعداد والنتائج، فالمؤتمرون مطالبون بوضع اللبنة الاولى لعملية الاصلاح داخل المجتمع الايزيدي.
ومن خلال حواري مع اغلب المشاركين في الجلسة التحضيرية الثانية، وجدت افكار الاغلبية تتمحور حول نقطتين اساسيتين:
الاولى تحميل المؤتمر اهداف تفوق امكانية تقبلها عند الغالبية من ابناء الديانة الايزيدية، مما يضع المؤتمر امام جدار لا يمكن تجاوزه.
والمحور الثاني يحاول افراغ المؤتمر من اية نتائج مرجوة منه –من قبل الاصلاحيين- وبالتالي الخروج من المؤتمر بخفي حنين!.
نعم، نعلم جيدا ان المؤتمر لن يستطيع طرح العديد من المسائل الاصلاحية، لكنه قادر على الاقل، وضع الخطوة الاولى باتجاه تجاوز نقاط التخلف والبنية الفاسدة المتراكمة نتيجة العهود السوداء التي مرت على ابناء الديانة الايزيدية.
ومن الضروري ان تجد تلك الاصوات المطالبة باجراء تغييرات جذرية في بنية الديانة الايزيدية مكانا داخل اروقة المؤتمر، كطرح وليس نتائج، في هذه المرحلة، من اجل ترك الافكار الاصلاحية تتبلور داخل المجتمع الايزيدي بسياقها الطبيعي مع مرور الزمن، كتفاحة نيوتن، ومن ثم لن نكون بحاجة الى اي جهد لقطف ثمار التغيير.
و المهم الان ان يضع المؤتمر مبدأ الاصلاح كخيار استراتيجي لهذه المرحلة، دون اجراء تغييرات مباشرة الان، كي لا نقع في (فوبيا التغيير) وبالتالي الفشل.
#غسان_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟