أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فاطمه قاسم - الاعلام وتشويه الذات الوطنيه














المزيد.....

الاعلام وتشويه الذات الوطنيه


فاطمه قاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1964 - 2007 / 7 / 2 - 10:01
المحور: الصحافة والاعلام
    


تابعت يوم أمس متابعة دقيقة وباهتمام شديد التغطيه التي
قامت بها وسائط الإعلام الفلسطينية المسموعة والمرئية عبر برامجها المفتوحة , لذلك العدوان الصهيوني الغاشم الذي استهدف حي الشجاعيه شرق مدينه غزه وبلده خزاعة شرق خان يونس في قطاع غزه ,وربما يكون هذا العدوان الغاشم الذي سقط لنا فيه أكثر من ثلاثة عشر شهيدا وأكثر من خمسين جريحا بعضهم بترت سيقانهم وأذرعهم نتيجة صواريخ الطائرات وقذائف الدبابات الاسرائيليه المباشرة
وقد لا حظت أن معظم هذه البرامج المفتوحة استضافت ناطقين إعلاميين باسم المجموعات المسلحة , وناطقين باسم الفصائل , واكاديمين فصائلين _ وهؤلاء عاده يكون ثمنهم ألمقابله التلفزيونية , ومسلحين ملثمين , وغيرهم الكثيرين ,ولقد رأيت على تلك الشاشات وسمعت على أثير تلك الإذاعات , سقطات رهيبة تتعدى السياسة إلى الأخلاق , وتتجاوز المهنية إلى الوطنية نفسها ,

أولا : أن معظم الذين أداروا تلك البرامج البرامج المفتوحة لنغطيه وقائع العدوان الإسرائيلي الغاشم تصرفوا أمام هذا الحدث الكبير الموجع كما يتصرف ألصبيه , مبهورين بالفرصة المتاحة لهم للثرثرة دون أن يكونوا في حاله من الوعي او حتى الخبرة المهنية , لكي يعرفوا إلى أين يمكن أن تقودهم هذه الثرثرة السطحية الغير مسئوله , وهم يوجهون لشعبهم الاهانات القاسية وهم يعتقدون أنهم يمتدحونه , ويوجهون كلمات السخرية للفصائل التي ينتمون إليها بإظهارها كأنها فرحه جدا بما يحدث حتى تستطيع من خلال ما يجري ترويج بضاعتها من الادعاءات والاتهامات والاستنتاجات السخيفة ,

والمثير للتساؤل بعد كل ما حدث لنا كيف يؤمن هؤلاء الصبية على اداره الكلام في هذه اللحظات والأوقات العصيبة ؟؟
ثانيا : في معظم ما شاهدت وما سمعت على تلك الشاشات والإذاعات ,فان الاحتلال الإسرائيلي الذي تقوم طائراته ودباباته بذبح الفلسطينيين وتقطيع أوصالهم وهدم بيوتهم على رؤوس ساكنيها , كان الأقل اتهاما ,والأقل مسئوليه ياللعجب ! أن الكلام بمجمله كان موجها إلى الذات الفلسطينية , إلى اتهام أنفسنا , واستخدام أقذع أنواع السباب والشتائم , وأكثر فصول اللغة انحطاطا في كيل الاتهامات إلى الذات الوطنية , دون الانضباط او القيد إلى أيه معايير , هكذا كلام قيل على الهواء مباشره يتبادله صبيه مع من استضافوهم من أشخاص يتم حشو الكلمات في أفواههم يرددونها كالببغاوات دون ان يفهموا ما يقولون والى أي طريق خطره تقودهم وتقود وطنهم هذه الكلمات الغير مسئوله
ثالثا : كلما كان الكلام على تلك الشاشات والإذاعات يصل إلى حد مخزي من الانحدار والتراجع الوطني والأداء المهني
كنت أتوقع أن يتدخل المسئولين عن هذه الشاشات والمحطات الاذاعيه بطريقه او بأخرى لوقف هذه المهزلة حفاظا على ماء وجوههم , او حفاظا على سمعه فصائلهم , او حتى حفاظا على المهنية ولو بحدودها الأدنى , وهذا يحدث في أهم الوسائط الاعلاميه في العالم حين يصل التجاوز إلى مستويات خطيرة ! غير أن شيئا من ذلك لم يحدث , وهذا دليل إضافي على إن الموافقة والرضي والتعامل مع هذا الجو الإعلامي الموبوء هو قرار من أصحاب القرار , وانه ناتج عن وهم وحماقة تعتقدان أن من يشتم أكثر ,ويسخر أكثر من عقول الناس , ومن يطعن مثل وقيم ومبادئ وثوابت شعبه أكثر , يكون هو المنتصر , ومن فاز بالجولة , وبطبيعة الحال فان هذه الاعتقادات ليست سوى ترهات سخيفة لا أساس لها , لان الأكاذيب على هذا المستوى ليست سوى حفر يقع بها أصحابها , وان ترويج الأوهام ليست إلى حبال تشنق المروجين , ولو أن العقول الواعية هي التي تسيطر على بعض وسائط الإعلام هذه , لاكتشفوا أن ما قلناه عن أنفسنا في الخلاف والمعارك والحروب الداخلية , وان ما قلناه عن أنفسنا وعن بعضنا فقط أثناء تغطيه العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزه , يظهرنا كقطعان الذئاب المجروحة ننهش لحم بعضنا في حاله من الجنون وفقدان السيطرة , بل إن مجمل ما قلناه عن بعضنا , وعن شعبنا , يهبط بنا من مرتبه الشعب المناضل صاحب القضية المركزية العادلة , إلى مجرد افراد وجماعات مفتته لا مرجعيات وطنيه لها تحتكم إليها , ولا قيم عندها ترسم لها حدود الممكن والغير ممكن ,

أليس حراما أن نرسم لأنفسنا كشعب فلسطيني مناضل هذه الصوره المشوهة الظالمة ؟؟؟

وكيف نرضى أن يتحول الإعلام الفلسطيني إلى هذا المستوى من الحضيض ؟
لعلنا نتلمس بعض الإجابات في المقالة القادمة



#فاطمه_قاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاعلام وتشويه الذات الوطنيه 2
- البكاء على مجد ضائع
- الاصل والبديل!!
- المأزق ؟؟


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - فاطمه قاسم - الاعلام وتشويه الذات الوطنيه