أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - لا أخجل بل افتخر لكوني فلسطيني














المزيد.....

لا أخجل بل افتخر لكوني فلسطيني


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 06:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


الهزائم العسكرية لا تهزم الأمم بل تهزم الجيوش وقد تُسقط حكومات وأنظمة. تُهزم الأمم إذا فقدت ثقتها بنفسها وبتاريخها ووقعت تحت وطأة اليأس والإحباط ،وفي حالتنا الفلسطينية لاحظنا بعد ونتيجة الأحداث المؤسفة التي سبقت وصاحبت الانقلاب الدموي في غزة ظاهرة مؤسفة وهي تكرار تعبيرات صادرة من أناس عاديين ومثقفين وسياسيين تقول (إنني اخجل من كوني فلسطيني ) ومترادفات تصب في نفس الاتجاه وكأن الفلسطينية :هوية وانتماء، أصبحت وصمة عار وأمر مخجل .
لا شك أن ما جرى هو أمر جلل أساء كثيرا واثر كثيرا على قضيتنا الوطنية بل وضع مشروعنا الوطني محل تساؤل ،وهو أيضا أمر مشين ومخجل ولكن ليس للشعب بل لموقدي الفتنة والمتآمرين على القضية الوطنية ،تآمر الخيانة أو تآمر الجهل،على الشعب ألا يخجل من نفسه ونحن علينا ألا نخجل من شعبنا،الشعب الفلسطيني ليس أولئك الذين صادروا مشروعنا الوطني وجيروه لهذا الطرف أو ذاك مقابل أموال وامتيازات ومناصب وتطلعات نحو الزعامة ،والشعب الفلسطيني ليس أولئك المرتزقة والقتلة الذين عاثوا فسادا في مناطق السلطة سواء تحت راية الشرعية والتسوية او تحت راية المقاومة والجهاد،والسلام والجهاد براء من كلا الطرفين ،الشعب الفلسطيني ليس أولئك الذين كانوا يقتلوا ويرموا الشباب من فوق الأبراج أو يطلقوا الرصاص على ركبهم ،الشعب الفلسطيني ليس هو الذي يحرق ويدمر وينهب المؤسسات الرسمية والمساجد الخ .أولئك ولا شك جزء من الشعب ولكنه الجزء الفاسد والجاهل أو المغرر به من الشعب،أولئك هم الذين يجب أن نخجل من تصرفاتهم ونرفضها ،أما الشعب الذي نفتخر بالانتساب له فهو شعب التاريخ الطويل من النضال والمعاناة والتي جلبت لنا الفخر طوال عقود من الزمن ،الشعب الذي نفتخر وما زال موضع فخر هو الشعب دفع العالم للاعتراف بنا كشعب يستحق الحياة وبالتالي اعترف لنا العالم ومن خلال عشرات القرارات الدولية بحقنا بتقرير المصير وبالاستقلال وفتح لنا عشرات السفارات والبعثات وسيّر آلاف المظاهرات والمسيرات وأقام آلاف المؤتمرات دعما واحتراما لشعبنا الذي يخجل من بعضنا.
كيف نجعل مئات القتلة والمرتزقة بأعمالهم المشينة ومعهم قياداتهم الفاشلة والمأزمة، يشعروننا بالخجل ،وننسى آلاف الشهداء والجرحى والأسرى الأبطال الذين توجوا رؤوسنا بأكاليل العز والشرف ـلماذا نخجل من شعب أنجب مروان فارس وأمثاله من فتيان الانتفاضة ؟فلو استحضرنا صورة مروان فارس ذلك الطفل وهو يواجه الدبابة الصهيونية ،فإن الفخر والشرف الذي منحنا إياه لا يمكن أن تزيله أعمال ثلة من المرتزقة والقتلة ،ولو كان الراحل أبو عمار والشيخ ياسين أحياء للعنوا المتقاتلين من الطرفين وتبرءوا منهم.
لا أخجل من كوني فلسطيني لأنني أتبرا من كلا الطرفين المتقاتلين ولا يشرفني الانتماء لأي منهما ولأنني أدرك أن الغالبية من الشعب غير راضية عما يجري وإن كان منه من انساق وراء المتقاتلين عن جهل أو بسبب الفقر .مَن يخجل من شعبة إنما يُوسم هذا الشعب بالعار وبالتالي يجرده ليس فقط من تاريخه النضالي بل من قيمه وأخلاقه ويغلق أمامه آفاق المستقبل لاستكمال نضاله من اجل تحقيق الأهداف الوطنية،هذا إن لم يكن أولئك الذين يخجلون من شعبهم يتخذون ذلك ذريعة لتبرئة الذات من أية مسؤولية وطنية .

ومع ذلك فالمسألة أصبحت اكبر من توصيفات الخجل أو الافتخار،اليوم هناك مجتمع بنهار ووطن يهدد وأمال تبدد وكرامة تداس ،نخجل أو لا نخجل فالوطن وطننا والشعب أهلنا ،صحيح أن الخَطب جسيم وما جرى من اقتتال دموي على سلطة كل مفاتيحها بيد الاحتلال يُوسم المتقاتلين إما بالتواطؤ أو الجهل ،ولكن الوطن أكبر من كل الأحزاب والنخب ،ومن الخطأ الحكم على الشعب والقضية من خلال أحداث لحظة هي الأسوأ في تاريخ القضية ،لا نهون مما جرى ولكن الشعوب الحية تستفيد من أخطائها وبالإرادة تستطيع تجاوز محنتها مهما كبرت ،ألم يكن نصف الشعب الفيتنامي عميلا لأمريكا واليوم نصف الشعب الكوري متعاونا مع أمريكا ضد نصفه الآخر!ألم تنساق شعوب وراء أحزاب وجماعات أدخلتها في حروب أهلية استمرت لعقود ثم استفاقت الشعوب من غفوتها ومن سطوة الأيديولوجيات المدمرة التي هيمنت على تفكيرها ؟ نعم الحالة الفلسطينية مختلفة لأن هناك عدو يتربص بنا وخصوصا بالطرفين المتقاتلين والربح من الطرفين سيكون أكثر ضعفا في مواجهة العدو ،ولكن هذا العمل – وجود الاحتلال- هو أيضا ما نراهن عليه ليرتدع المتقاتلون ويعودوا لرشدهم لان إسرائيل لن تتعامل باحترام وبمصداقية مع الرابح في المعركة الداخلية أي كان هذا الرابح.



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات ما بعد الانقلاب في غزة
- استنهاض حركة فتح الفلسطينية في عالم متغير
- المرحلة الثانية من مشروع تصفية المشروع الوطني الفلسطيني
- صمت الرئيس أبو مازن: عجز أم حكمة لا ندركها؟
- : صعوبة المهمة وغموض الهدف الدور المصري الراهن في القضية الف ...
- حق تقرير المصير بين القانون والسياسة
- ماذا تبقى من المشروع الوطني الفلسطيني؟
- بعد الاقتتال في غزة :ماذا تبقى من المشروع الوطني ؟
- الأصولية والعلمانية :جدل الفكر والواقع
- جدلية الإرهاب والاصلاح :المغرب تموذجا
- ما وراء استقالة وزير داخلية السلطة الفلسطينية
- حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتغيير مرتكزات التسوية
- حذار من فشل تفاهمات مكة
- مقابلة صحفية بعنوان - المراة والحجاب
- أجهاد ومقاومة في سبيل الله والوطن أم في سبيل السلطة؟
- في الذكرى الثانية والاربعين لانطلاق حركة فتح:فتح الفكرة وفتح ...
- صدام حسين ضحية المستحيل المشروع
- تقرير بيكر-هاملتون :تلميحات إيجابية ولكن يجب عدم المراهنة عل ...
- حكومة وحدة وطنية أم حكومة رفع حصار؟
- ما هي الثوابت الوطنية ؟ومَن يحددها ؟


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - لا أخجل بل افتخر لكوني فلسطيني