أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع (2-2)















المزيد.....

كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع (2-2)


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 06:15
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


اعترف بأنى فوجئت بوجود جامعة فى مصر تحمل اسم "جامعة النيل" ، ثم فوجئت اكثر بان هذه الجامعة ليست مجرد إضافة عددية للجامعات الحكومية والخاصة الموجودة حالياً ، وانما هى جامعة " متخصصة"، تحمل فى مشروع تأسيسها "جينات" الثورة التكنولوجية وثورة المعلومات التى هبت رياحها على العالم بأسره، مثلما تستهدف إبرام زواج شرعى بين العلم والصناعة والمجتمع، وهى كلها أمور غير موجودة فى نظامنا التعليمى المتدهور.
وعبر حوار طويل بدأ فى تورنتو وأوتاوا ومونتريال بكندا وانتهى على مقهى بأحد شوارع العاصمة الأمريكية واشنطن، مع الدكتور طارق خليل القائم بعمل رئيس جامعة النيل والدكتور أسامة مصيلحى نائب رئيس هذه الجامعة ، بحثت عن الجديد فى جامعة النيل التى أنشئت رسميا فى يناير 2007.
سألت العالمين الجليلين عن تفرد هذه الجامعة الذي يميزها عن باقي الجامعات.
أجابا بأربع أفكار وليست فكرة واحدة:
1- لا تهدف جامعة النيل إلي الربح، بل تهدف إلي تحسين التعليم.
2- تعتمد أساسا علي الجاليات المصرية في الخارج باعتبارها "الرافعة" التي تجذب الكفاءات الأكاديمية المصرية الموجودة في الخارج إلي جامعة النيل.
3- ترتبط ارتباطا عضويا بالصناعة والقطاع الخاص، وأرقام المساهمات المالية في الصدد شهادة بالغة الدلالة.
4- تتداخل فيها الفروع والتخصصات بصورة أساسية وعلي سبيل المثال فإن كليات الهندسة وكليات التجارة في الجامعات "العادية" متخاصمة، ومعزولة عن بعضها البعض، وممنوع التداخل بين تخصصات هذه وتلك عملياً وقانونياً. وهذه مسألة غريبة ولا وجود لها في أي مكان في العالم لأن العلوم التقدمية تقوم علي تداخل التخصصات المختلفة. حتي في الكلية الواحدة، مثل كلية الهندسة، لابد من تداخل التخصصات وهو ما لا يحدث في مصر.
سألتهما عن معايير اختيار الطلاب وهل يختلف عن المعايير الشائعة؟
قالا أن هناك أربعة شروط:
1- تمتع الطالب المتقدم للالتحاق بالجامعة بانجاز أكاديمي جيد، والتحقق من ذلك من خلال مقابلة شخصية لا تقل عن ساعة مع كل طالب. وهذه المقابلة الشخصية أساسية لأن الجامعة تهدف إلي تخريج "قيادات" في المقام الأول، وهذا يعني تكامل الشخصية.
2- لأن الدراسة بالجامعة ستكون باللغة الإنجليزية فإن الطالب يجب أن تكون لديه معرفة جيدة بالإنجليزية. ويمكن أن نساعده في تحسين اللغة إذا كان مستواه العلمي ممتازاً.
3- النجاح في امتحانين أحدهما Graduate record examination والثاني Graduate Managment admission test وفق المعايير المعمول بها في الجامعات المحترمة مثل هارفارد وستانفورد.
4- من يستوفي هذه الشروط السابقة تتم مقابلة شخصية موسعة ومدققة معه لأن الأستاذ يريد طالبا يتجاوب معه.
لكن ماذا عن الرسوم؟!
ستون ألف جنيه تقريباً في السنة (أي مثل الجامعة الأمريكية) .
هل هذا يعني أنها للأغنياء فقط؟
يمكن أن تكون للأذكياء غير القادرين أيضاً عن طريق المنح الدراسية.
وماذا عن التخصصات والكليات؟
تصميم الجامعة أن يكون لها ثلاث كليات للهندسة
1- كلية لهندسة الاتصالات
2- كلية لهندسة البترول والتعدين
3- كلية للعوم التطبيقية والهندسة.
وان يكون بها كلية لإدارة الأعمال
والتخصصات الحالية هي كلية الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات (مع التركيز علي هندسة البرمجيات) ويدرس بها حالياً 13 طالباً.
وكلية إدارة الأعمال التنفيذية التي تمنح درجة الماجستير في إدارة الاعمال للمديرين التنفيذيين. ويدرس بها حالياً 30 طالباً.
وكلية إدارة التكنولوجيا. وهذا تخصص مهم جداً وجديد في مصر ويدرس به 19 طالباً.
لكن من الذي يقوم بالتدريس لهؤلاء الطلبة؟
يقول الدكتور خليل والدكتور مصيلحي: لا نريد أن نفعل مثل الجامعات الخاصة، التي تستعين بما يسمي بـ "الأستاذ القشاش" الذي يقوم بالتدريس في أكثر من جامعة في نفس الوقت. ولذلك نعتمد علي إبرام اتفاقات مع جامعات أجنبية واجتذاب الخبرات الأكاديمية المصرية الموجودة بالخارج.
وكم ستعطونهم كمرتبات؟
نفس مستوي الجامعة الأمريكية تقريباً. اي أن بداية المدرس لن تقل عن 15 ألف جنيه، تزيد مع الاستاذ المساعد، ثم الأستاذ، وهكذا دواليك.
سألتهما: لماذا لم يسمع معظم المصريين شيئاً عن هذه الجامعة؟
قالاً: فضلنا أن نعمل أولاً .. ويكون هناك شئ واقعي يتحدث عن نفسه.
باختصار .. الصورة التي رسم خطوطها العريضة الدكتور طارق خليل والدكتور علي مصيلحي عبر حوار طويل بدأ في كندا وانتهي في واشنطن، صورة مثيرةً وتبعث علي الأمل في وجود جامعة حقيقية، خاصة وأنها لم تعد فكرة وإنما بدأت العمل فعلاً علي مستوي الدراسات العليا، وخصصت لها الحكومة 126 فداناً في مدينة الشيخ زايد، وجار حالياً تشييد مباني الجامعة وتم إنفاق ثلث مليار جنيه حتي الآن علي هذه الإنشاءات، كما أن هناك مؤسسة تابعة للمجتمع المدني، هي المؤسسة المصرية لتطوير التعليم التكنولوجي ، ترعي هذه الجامعة. وكان أول رئيس لهذه المؤسسة هو العالم الجليل الدكتور إبراهيم بدران، ورئيسها الحالي هو المهندس عقيل بشير رئيس الشركة المصرية للاتصالات، وتضم كوكبة من سيدات ورجال الأعمال والصناعة يقومون حالياً بعمل مجلس أمناء الجامعة، وهي حسب القرار الجمهوري لإنشائها جامعة مستقلة تدير أموالها بنفسها.
ولأن من لسعته الشوربة ينفخ في الزبادي كما يقول المثل المصري، فإن هناك تخوفات مشروعة رغم هذه الصورة الوردية.
وقبل مكاشفة رئيس جامعة النيل ونائبه بهذه المخاوف سألتهما: لماذا عدتما إلي مصر وأنتما تحققان نجاحا كبيراً خارجها؟
قال الدكتور طارق خليل: لم يعد هناك ما أريد اثباته في الخارج. فقد أنجزت 300 ورقة بحثية؟ وماذا بعد؟!
ثم أني رأيت لأول مرة أن هناك شيئاً جدياً في مصر يمكنني المشاركة فيه، وقد جئت إلي مصر في الثمانينيات ولي خلفية في أعمال كثيرة حدثت في مصر لكني لم أر شيئاً بجدية هذا المشروع.
الدكتور مصيلحي إجابته قريبة من ذلك وأضاف إليها بعداً آخر هو "متعة العطاء"، فالدافع في قبول هذه الوظيفة ليس المال.. لأن المال في الخارج أكثر وأيسر.
لكن ماذا عن التخوفات؟
التخوفات كثيرة أولها وأهمها البيروقراطية المصرية القاتلة، وأبسط صورها المتوقعة أن المجلس الأعلي للجامعات لن يقبل ببساطة فكرة تداخل الاختصاصات المشار إليها وسيعتبر هذا التداخل "بدعة" مرفوضة.
فاذا ما تم رفض هذا التوجه فان هذا سيهدم منطق الجامعة الجديدة من أساسه.
التخوف الثاني أن هذه البيروقراطية هي نفسها التي جعلت الدكتور أحمد زويل يلعن اليوم الذي فكر فيه في بناء جامعة علمية وتكنولوجية في مصر، وبالمناسبة فان نفس الأرض التي يقام عليها الحرم الجامعي لجامعة النيل هي نفس الأرض التي تم تخصيصها من قبل لجامعة الدكتور زويل. (ولو أن الدكتور خليل والدكتور مصيلحي يريان أسبابا أخري لفشل مبادرة زويل، منها أن الطرفين - أي الحكومة وزويل- كانت توقعاتهما مبالغ فيها، وأن زويل عالم والعلم مختلف عن التكنولوجيا، ففي المؤسسة العلمية تنفق علي العلم كثيراً وتحصد الثمار متأخراً، أما جامعة النيل فتقوم علي التكنولوجيا أكثر، والثورة التي حققها بيل جيتس مثلا لم تكن نتيجة بحث علمي بقدر ما كانت تكنولوجياً. ولهذه متطلبات ولتلك متطلبات أخر).
التخوف الثالث هو أن الجامعة الجيدة ليست تخصصات جيدة وحديثة فقط وإنما هي أيضاً روح أكاديمية، والروح الأكاديمية لا توجد إلا بوجود الحرية الأكاديمية، وبالاستقلال الحقيقي للجامعة. فإلي أي مدي يمكن ان تحقق هذه الجامعة الحرية الاكاديمية والاستقلال الحقيقي اللذان لا نكاد نجد لهما أثراً في المؤسسات الجامعية القائمة؟!
التخوف الرابع هو أن هذه الجامعة ظهرت إلي حيز الوجود في عهد الدكتور نظيف وبفضل تشجيع فريق تكنولوجيا المعلومات وثيق الصلة به. فماذا سيحدث لها بعد أن ينتهي تاريخ صلاحية حكومة نظيف في يوم سيأتي عاجلاً أو آجلاً؟ (خاصة وان الخبرة المصرية تقول لنا أنه ما من حكومة حافظت علي مشروع كبير بدأته الحكومة السابقة عليها رغم أن كلها حكومات الحزب الوطني؟!)
لكن رغم هذه التخوفات .. دعونا نأمل أن تكون جامعة النيل إضافة نوعية إلي التعليم الجامعي المثقل بالهموم والسلبيات، وأن تكون هذه الجامعة الجديدة بمثابة إعادة اعتبار لمفهوم الجامعة الأهلية، المرتبط بمفهوم النهضة، وأن يشعر كل مصري يضع جنيها أو بضعة جنيهات في هذه الجامعة بأنه يشارك في بناء نهضة مصر.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جامعة النيل .. مؤسسة أكاديمية عصرية .. مجهولة!
- صدق أو لا تصدق:مصريون يعملون بروح الغريق!
- كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع
- صدق أو لا تصدق : عدد المستهلكين الغاضبين 65 فى عموم مصر!
- أكاديمية السادات.. الابن
- دولة -القانون -.. وإمارة - الفتوى -
- الحكومة تخالف القانون مع سبق الإصرار والترصد
- بكوات .. وهوانم جاردن سيتى 2
- نقش معاصر علي جدارية عريقة
- بكوات و.. هوانم جاردن سيتى (1)
- محنة المسيرى
- القطن المصرى .. عزيز قوم ذل!
- كربلاء المصريين!
- تعليق أخير على الثقافة المحاصرة
- من الأوّلى بالدفاع: ثقافة مصر .. أم وزير الثقافة؟!
- الجبهة الديموقراطية.. أمل جديد
- حتى لا تكون حماية المستهلك مجرد شعار
- العِبَارة .. فى العبَّارة!
- انتبهوا أيها السادة: مؤامرة لاغتيال عقل مصر!
- تعارض المصالح .. للمرة الألف


المزيد.....




- الصين تحرك دعوى قضائية ضد الاتحاد الأوروبي في منظمة التجارة ...
- رغم اهتمامها بتوطين الصناعة المحلية.. مصر تستورد سيارات بقيم ...
- لبنان بين مطرقة حرب محتملة مع إسرائيل وسندان الأزمة الاقتصاد ...
- استخرجها الآن أنت وفي دارك.. كيفية استخراج البطاقة الذهبية ف ...
- حسابات الربح والتأثير.. لماذا تلعب تركيا أدوار الوساطة؟
- مواصفات هاتف Realme C63 ذات إمكانيات فائقة 2024 والسعر اقتصا ...
- -ستاربكس- الأمريكية تقيل مديرها التنفيذي وسط تراجع المبيعات ...
- دلالات خفض التصنيف الائتماني للاقتصاد الإسرائيلي
- شاهد.. وزير الزراعة الأردني للجزيرة: القطاع الخاص يصدّر الخض ...
- أسعار الوقود الأزرق في أوروبا تواصل الصعود


المزيد.....

- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - سعد هجرس - كلمة السر هي زواج العلم والصناعة والمجتمع (2-2)