أفلام وثائقية للفنلندي ميكو فالتاساري عن العراق

يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 598 - 2003 / 9 / 21 - 06:35
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 
هلسنكي ـ 

مساء التاسع من أيلول 2003 عرض التلفزيون الفنلندي ، القناة الأولى ،  فيلما وثائقيا تلفزيونيا جديدا ، للصحفي والمخرج  (ميكو فالتا ساري) ، تحت عنوان (النسر والهلال)، ولأسباب فنية لم تتح لي فرصة مشاهدة الفيلم ساعة عرضه ، ولكن الصديق مخرج الفيلم ،أرسل لي مشكورا نسخة من الفيلم للاطلاع عليها ، وللبحث في الفيلم ــ على حد تعبيره ــ عن ظلال أحاديثنا المطولة عن تطورات الأوضاع  في العراق ، التي سبقت الحرب وسبقت جولته الأخيرة في العراق . مشاهدي التلفزيون الفنلندي يعرفون ميكو فالتا ساري جيدا من تغطياته وأفلامه الوثائقية الجريئة عن أيام الحرب الأمريكية في فيتنام .وتتميز أفلام ميكو فالتا ساري ليس فقط بموضوعية التحليل وعمقه ، واعتماد مادته على الصورة الذكية والموحية ، بل وبجرأتها في الوقوف الى جانب حق الشعوب في تقرير مصيرها ، وهذا ما نلمسه في أفلامه عن الصراع في الشرق الأوسط وموقفه الواضح الى جانب القضية الفلسطينية وموقفه الداعي الى السلام العادل . وسبق للسيد ميكو فالتا ساري في أيام النظام الديكتاتوري المقبور في العراق ان زار بغداد ضمن وفد إعلامي تلفزيوني فنلندي لتغطية أعمال دورة معرض بغداد الدولي في تشرين الثاني 2002 ، واستثمر زيارته حينها ليصور مادة فلمية  جريئة أستكمل فيها مشروع فيلمه الوثائقي ( وداعا للسلاح ) الذي كان اعد له منذ فترة ، حول موضوعة التفتيش عن أسلحة الدمار الشامل في العراق، حيث سبق له وان اجرى  العديد من اللقاءات مع خبراء مختصين، وكبار المفتشين عن الأسلحة المحضورة ، الذين أرسلتهم الأمم المتحدة الى بغداد ، وفي مقدمتهم (رولف إيكيوس ) كبير مفتشي الأمم المتحدة السابق . وفي فلم ( وداعا للسلاح ) ، الذي عرض في  أواسط  كانون الثاني  2003 ، خرج لنا  ميكو فالتا ساري بحصيلة تدين سياسة العسكرتاريا التي يتبعها النظام الديكتاتوري ، وفضح ديماغوجية النظام الديكتاتوري التي رصدها بعين كاميرته الذكية ، وجاء فلمه حينها صيحة تضامن مع الشعب العراقي وهو ينوء تحت كابوس الدكتاتورية الثقيل  ، وطبول الحرب تدق في العاصمة الأمريكية والجيوش تتجحفل حول العراق . فلم ميكو فالتا ساري التلفزيوني الوثائقي الجديد ، والذي يحمل عنوان ( النسر والهلال ) ويمتد لخمسين دقيقة ، جاء بعد جولته وفريق عمله في مدن العراق شمالا وجنوبا ، خلال زيارته الأخيرة الى العراق ، والتي بدأت في نهاية شهر تموز هذا العام ، وامتدت لاكثر من أسبوعين ، وخلالها التقى ميكو فالتا ساري بالكثيرين من أبناء الشعب العراقي في محال عملهم وسكنهم ، وزار العديد  من القيادات السياسية والدينية في مكاتبها ، ومن كل ذلك سجل لنا لوحة بانورامية للواقع العراقي الجديد بعد زوال الديكتاتورية ، وهموم الناس  تحت الاحتلال الأمريكي خصوصا افتقادهم للأمن والخدمات الأساسية ، وتناول مواقف مختلف قطاعات الشعب العراقي مما يسمى بأعمال "المقاومة " ، وافاق بناء العراق الديمقراطي الفيدرالي الجديد وأحلام العراقيين للمستقبل القادم . وأولى الفلم اهتماما كبيرا  لمواقف أبناء الشعب العراقي غير المتحزبين ، إضافة إلى قواه السياسية الوطنية والدينية من كل ما يجري ومن الأعمال الإجرامية والنشاطات الإرهابية التي تستهدف زعزعة الوضع الأمني والسياسي واعاقة كل ما من شأنه استعادة الوطن لعافيته وحياته الطبيعية. وعرض الفلم موقف العديد من القيادات الدينية والسياسية من الأحزاب العربية والكردية ، واشتركت جميعها في الدعوة للعمل الجاد البناء من اجل تصفية تركة النظام المقبور ومخلفات العهد المقبور ، والسعي لانهاء الاحتلال بالعمل السياسي السلمي ، وتحدثت عن طموحات الشعب الكردي في العراق للعيش في عراق ديمقراطي فيدرالي ، بعيدا عن المخاطر الطائفية . وفي الفلم ، ومن مقر عمله في بغداد ، تحدث السيد حميد مجيد موسى ، سكرتير الحزب الشيوعي العراقي  ، باعتباره عضو في مجلس الحكم المحلي ، عن الواقع العراقي الجديد ومجلس الحكم باعتباره تجربة جديدة في الوطن العربي ، وكيف " ان مجلس الحكم يسعى ومن خلال قرارات متواصلة الى تحسين واقع حياة العراقيين والخروج بهم من الأزمة والسعي لتأسيس حالة تسمح للعراقيين بانتهاء الاحتلال وانتقال السلطة كاملة الى أبناء الشعب العراقي ". واشار السيد حميد مجيد موسى في الفلم الى الأعمال التخريبية و" التي تنفذ من قبل فلول النظام المقبور وجماعات متطرفة ، والتي تحصل على دعم من منظمات متطرفة خارج العراق ، لها امتدادات في البلدان العربية والإسلامية وحتى الأوربية ". ولم ينس ميكو فالتا ساري في فلمه المعارضين لمجلس الحكم ومؤيدي النظام السابق  والمتضررين من سقوط النظام المقبور ، وقدم بعض الأشخاص الذين وحسب طلبهم أخفى المخرج وجوههم ، ولكنه قدم وجهات نظرهم كاملة مثلما هي ، ولكنه قدمها وبذكاء وبالتوازي مع وجهات نظر أبناء الشعب العراقي الذين يعتبرون زوال النظام الديكتاتوري عيدا كبيرا لهم ونصرا حقيقيا لأرادتهم وترك للمشاهد الحرية في الخروج بحصيلة المقارنة.

 

#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات