سميرة الوردي
الحوار المتمدن-العدد: 1963 - 2007 / 7 / 1 - 10:07
المحور:
الصحافة والاعلام
عن أي شيء أكتب والدم تجاوز الركب ووصل ( البلعوم ) عن أي شيء أكتب والمفخخات لم تنته بعد، وهدير الدم لم يسكت ، وضمير العالم لم يصحَ على هول ما يجري في العراق ، ولم تعد هناك مقدسات وحرمات غير مستباحات ، وصراخ الأرامل واليتامى ليس من يسمعها ، والفقر والجوع والخوف والضيم والقتل والإغتصاب والقهر طال كل شيء ولم يستثن أحد، عن أي شيء أكتب ، وما زالت أروقة البنتاكون تعيد تجاربها على شعب أذاقوه الضيم عقودا من الزمان ثم جاءوا بجيوشهم الجرارة كي يذيقوه مالم يكن يتوقعه كائن حي ، شلوا أحاسيسنا وقدراتنا وبتنا لا نحلم الا بالخلاص من الموت بعبوة ناسفة أو طلقة مجرمين . ما ذا أكتب والسلاح بيد من هب ودب ، يمسكون بالقتلة والمجرمين ولا نلتمس أي فرق في الوضع الأمني ، بل هناك من يتسترعليهم ويحابيهم ،عن ماذا أكتب وآمال شعب أصبحت في مهب المفخخات والمجنزرات والعبوات الناسفة والأحزمه ، عن أي شيء أكتب والجريمة تستهدف العقول الواعية والأقلام الشريفة والأصوات الحبيبة .
أأكتب عن ديك الجن وعشقه الغريب أم عن جميل بثينة أو ليلى الأخيلية وتوبة بن الحمير ، وأنا أرى الحب ُيستباح ذبحا واغتصاباً، أأكتب عن الحرية الشخصية التي لم نعد نعرف منها شيئا أم عن القوانبن الحديثة في الألفية الثالثة وحقوق الإنسان التي لا تعرفها شعوبنا العربية ولم تنشرها أي وسيلة إعلام ، أم عن حرية المرأة العربية في الحجاب والتعلم وهي لحد اليوم ينظر اليها كموؤدة وحرمة لا يحق لها التنفس . عن ماذا أكتب عن نساء التحرر في العالم ونطفر واقعنا المر ، ونساءنا المحجورات ، وإنساننا المنتهكة حقوقه في كل بلداننا العربية، أم أكتب رسالة استرحام وعطف لمن لا يعرف قيمة للحياة ،هل وقعنا بدوامة الدم والإرهاب والقتل المجاني والدمار اللا أخلاقي طوعا أم مرغمين ، أم هي خطط مدروسة لتضييع شعوب لها تاريخها في النضال . من المسؤول عما يجري هناك في زوايا الوطن المثقل بالموت ورائحة البارود، عن ماذا أكتب وأحلامنا مطفآت بجحيم الإرهاب والتكفير والإحتلال .
وبالرغم من كل هذا هناك في الوطن تقام مؤتمرات وندوات ومحاضرات وأعمال فنية ويحضرها كبار المثقفين والأُدباء والمفكرين والعلماء والفنانين متجاوزين الموت العشوائي والمنظم ، نافخين جذوة الحياة والروح، متجاوزين الدمار ليرمموا ويبنوا ، اليهم سأكتب وأقول عشتم وسلمتم فأنتم من سيشعل الرماد ويعيده جمرأً ومجداً .
#سميرة_الوردي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟