أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد الحنفي - الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....26















المزيد.....

الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....26


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:52
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


وهكذا يتبين لنا أن أفق الأمازيغية، والأصولية معا، رهين بما يريده النظام الرأسمالي المعولم، وأن تحرر الأمازيغيين، والأصوليين، من الارتباط بالرأسمالية المعولمة، غير وارد، لأن هذه الرأسمالية، أثناء إعدادها لفرض عولمتها لاقتصاد السوق، كانت تعد في نفس الوقت، وبمساعدة الأنظمة التابعة، وتحت إشرافها، جحافل الأصوليين، وتحيي النعرات الأمازيغية، التي بذرها الاستعمار، عن طريق الخروج بما صار يعرف تاريخيا ب "الظهير البربري"، ليستفحل أمر الأمازيغية، إلي جانب استفحال أمر الأصولية، ليصير الشعب المغربي إلى جانب العديد من الشعوب الأخرى، مهددا بالفتنة الطائفية، والأصولية، التي لا تخدم في عمقها، إلا مصالح الرأسمال العالمي، في إضعاف الشعوب في البلدان العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، حتى لا تقف وراء قيام دول قوية، تفرض تكريس التحرر من التبعية إلى الرأسمالية المعولمة، على جميع المستويات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

فهل تستمر الأمازيغية أداة لبث الطائفية في أوساط الشعب المغربي، إرضاء للرأسمالية المعولمة؟

وهل تستمر الأصولية في أداء دورها في تضليل الشعب المغربي، حتى يتحول إلى مجرد طوائف أصولية، تتبارى فيما بينها للسيطرة على مصير الشعب المغربي، وخدمة للرأسمالية العالمية، وزعيمتها الولايات المتحدة الأمريكية؟

وبطرحنا للسؤالين المركزين أعلاه، نجد أنفسنا مضطرين إلى طرح سؤال مركزي آخر، هو:

إذا كانت الأمازيغية ، والأصولية، مجرد أدوات في يد الرأسمالية المعولمة، لإضعاف قدرات الشعب المغربي، كما تدل على ذلك مختلف الوقائع:

فمن المستهدف بالأمازيغية، والأصولية؟

إننا عندما نرتبط بتاريخ الشعب المغربي، نجد أنه تاريخ البطولات، والأمجاد، التي قادت جميعها إلى توطيد وحدته، واعتبار تلك الوحدة جزءا من كيانه. لذلك كان مفهوم الشعب المغربي مرادفا للحرية، والديمقراطية، والعدالة الإجتماعية.

ولأن الأمازيغية، والأصولية، كإيديولوجيتين، جاءتا كإفراز للاحتلال الأجنبي للمغرب، و"للظهير البربري"، ولدعم الرأسمالية المعولمة للأمازيغية، وللأصولية، التي وظفت في مرحلة تاريخية معينة، لمواجهة الاشتراكية، والاشتراكيين، ولتشويه الفكر الاشتراكي العلمي، عن طريق الكتابات الرديئة، التي يعملون على ترويجها بين الشباب، في العديد من مناطق العالم، فإن استمرارهما في الوجود، وفي النمو، والتوسع، رهين بإرادة وبدعم الرأسمالية العالمية المعولمة، وبإرادة ودعم الأنظمة الرجعية. ودخولها في صراع مع الرأسمالية المعولمة، ومع الأنظمة الرجعية التابعة لها، سيؤدى إلى أحد أمرين:

الأمر الأول: التسريع بمواجهة التنظيمات الأمازيغية، أو الأصولية، حتى لا تتحول إلى عامل من العوامل المعرقلة لنمو الرأسمالية، ولامتداد سيطرتها على كل من مناطق العالم، ولعولمتها، وفي أفق القضاء عليها، وبصفة نهائية ،كما حصل مع تنظيم القاعدة في جميع العالم، وخاصة في أفغانستان، وفي العراق، وفي الصومال، وفي السعودية، وفي لندن، وفي اسبانيا، وفي ايطاليا، وفي أمريكا، وكما يحصل مع السلفية الجهادية في المغرب، وخاصة بعد محطة 16 ماي 2003 الإرهابية في الدار البيضاء بالمغرب.

والأمر الثاني: تدجينها، وجعلها قابلة لإملاءات الرأسمالية العالمية، كما هو الشأن بالنسبة لجماعة العدل والإحسان في المغرب، أو لإملاءات الرأسمالية المعولمة، وإملاءات الأنظمة التابعة، كما هو حاصل في المغرب بالنسبة للعدالة، والتنمية.

وبناء على ذلك، فالمستهدف بالأمازيغية، والأصولية، هم أبناء الشعب المغربي، جملة، وتفصيلا، حتى ينشغلوا بالأمازيغية، أو بالأصولية، وبالصراع بين الأمازيغيين، وغير الأمازيغيين غير المشروع، وبين الأصوليين والحداثيين غير المشروع كذلك، عن الصراع المشروع الذي لا يكون إلا طبقيا، حتى يبقى الاستغلال الممارس على الشعب المغربي الكادح، من قبل الطبقة الحاكمة، كامتداد للاستغلال الرأسمالي المعولم، وفي إطار عملية اقتصاد السوق، التي صارت تتخذ طابعا كونيا، والتي لا يتضرر منها إلا الكادحون، وطليعتهم الطبقة العاملة.

وهذا التحريف في الصراع، هو الذي يجعلنا نستنتج بأن الحركة السياسية الأمازيغية، والأصولية، وجدتا أساسا، وبدعم من الرأسمالية العالمية، ومن الطبقة الحاكمة في المغرب، لخدمة مصالح الطبقات المستفيدة من الاستغلال بالدرجة الأولى، وبطريقة غير مباشرة، لخدمة مصالح الطبقة الرأسمالية العالمية المعولمة. وإلا:

فما معنى إخراج الأمازيغية، والأصولية، من الدائرة الثقافية الصرفة، الى الدائرة الإيديولوجية، ثم إلى الدائرة السياسية، مرورا بالدائرة التنظيمية؟

ما معنى تأسيس أحزاب سياسية على أساس لغوي، أو عقائدي؟

ما معنى انشغال الأمازيغيين، والأصوليين على السواء، بتعبئة أفراد المجتمع، للنضال ضد غير الأمازيغيين، وللجهاد ضد الكفار، والملحدين، والعلمانيين، والديمقراطيين، والاشتراكيين، وغيرهم؟

ما معنى وجود برنامج مرحلي استراتيجي أمازيغي، أو أصولي، يسعى الأمازيغيون، أو الأصوليون، إلى تحقيقه؟

ما معنى الاستعداد لتأسيس الدولة الأمازيغية، أو الأصولية مستقبلا، كما تفيد بذلك البرامج، والطالب الأمازيغية، والأصولية؟

ما معنى الاستعداد لبناء الدولة الأمازيغية، أو الأصولية على جميع المستويات الهيكلية، والإيديولوجية، والسياسية؟

فأبناء الشعب المغربي عندما يستهدفون بالأمازيغية، أو بالأصولية، فإن ذلك الاستهداف يقضي بانجاز الشروط الإيديولوجية، والسياسية، المؤدية بالضرورة إلى تضليل كادحي الشعب المغربي، الذين قد يعتقدون أن "الدولة الأمازيغية" المفترضة، أو "الدولة الأصولية" المفترضة، قد تحقق شيئا لصالحهم على المستوى الاقتصادي، والاجتماعي.

والواقع: أن الأمازيغيين، والأصوليين، لا يختلفون في الأخذ بالنظام الرأسمالي الاستغلالي الهمجي المعولم، ولا يسعون إلى بناء الدولة الاشتراكية، في حالة الوصول إلى تحقيق "الدولة الأمازيغية"، أو "الدولة الأصولية". وعدم اختلافهم على الأخد بالنظام الرأسمالي المعولم، هو الذي يجعلهم لا يشكلون خطرا على النظام الرأسمالي المعولم، الداعم في الأصل للأمازيغيين، وللأصوليين في نفس الوقت؛ بل إن تحرك الأمازيغيين، والأصوليين في المغرب، يعرقل عملية التطور، في اتجاه إنضاج الشروط المؤدية إلى الانتقال إلى التشكيلة الأعلى، وهو ما يجعل تحرك الأمازيغيين، والأصوليين، في خدمة الرأسمالية العالمية، وفي خدمة الطبقة الحاكمة المسيطرة على أجهزة الدولة المغربية، وجعلها، هي بدورها، في خدمة النظام الرأسمالي المعولم.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....25
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....24
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....23
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....22
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....21
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....31
- اشتغال بعض المغربيات مع جهاز الموساد الإسرائيلي نتيجة طبيعية ...
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....30
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....29
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....28
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....27
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....26
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....25
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....24
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....23
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....22
- المغرب ...الى أين ؟ زاوية مبادرات الملك
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....21
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....20
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....19


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - محمد الحنفي - الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....26