أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير اسطيفو شبلا - القادة الفعليين يصنعون صنعا















المزيد.....

القادة الفعليين يصنعون صنعا


سمير اسطيفو شبلا

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سبق وان قدمنا من خلال عدة مقالات مقومات اساسية للقائد الحقيقي , وخاصة دعوة د. ق . ستوت في كتابه " المسيحية والقضايا المعاصرة " الى القيادة المسيحية , حيث يؤكد بأن هناك ندرة خطيرة في القادة في عالمنا المعاصربدليل وجود ترسانة وحشد من المشكلات التي تواجهنا نحن البشر على المستوى العالمي والأقليمي والمحلي " الوطني " , وهذه كلها مرتبطة موضوعيا ومؤثرة ذاتيا على مستوى الفرد والمؤسسة والمجتمع والدولة والعالم , من خلال ما نرى ونلمس من انتهاكات لحقوق الأنسان على كافة الاصعدة السياسية والاجتماعية والاخلاقية والروحية , وان أخذنا عراق اليوم نموذجا يتضح للقارئ الكريم أن القيادة هي في أزمة حقيقية على مستوى الدولة والبرلمان والوزارات والمؤسسات والأحزاب السياسية والدينية , بخصوص الدولة وبعد مرور أكثر من أربع سنوات على العراق الجديد وبعد صرف 19 مليار دولار على القوات المسلحة " بجميع فروعها " نرى ان هناك تزايد في عدد القتلى , وتزايد في اعداد المهاجرين والمهجرين قسرا , وخاصة من المسيحيين والصابئة " ان وجدوا مع الاسف " , وان لم نضع ما آل اليه مصير الأخوة المندائيين أمام اعيننا في كل لحظة , سيكون لنا نفس المصير المخطط له من الخارج وتنفيذ الداخل , والمثل الذي امامنا فلسطين " غزة " ولبنان , خير دليل على الخطة الاقليمية المدروسة لارجاعنا 16 قرنا الى الوراء وفرض الحرام لكل شيئ عدا الذبح والدم والموت . اما على مستوى البرلمان والوزارات والمؤسسات ودوائر الدولة المختلفة , تطل علينا في كل يوم فضيحة جديدة يندى لها جبين الأنسانية والطامة الكبرى أبطالها يسمون أنفسهم قادة ! وكان آخر هذه الفضائح والمصائب هي موضوع استغلال الأطفال جنسيا وكقنابل موقوته لقتل أكبرعدد من الأبرياء , والسؤال الذي يتبادرالى الذهن هو : أين ضمير القادة وصناع القرار والفضائيات والاعلام الذي أقام الدنيا ولم يقعدها في موضوع أبو غريب والرسوم الكاريكاتيرية الدانمركية والدفاع عن ارضاع الكبير ,,,,, الخ , اين هم مما شاهدوه من صور لأطفال عراقيين , عريانين , مجوعين , معتدى عليهم جنسيا , مسجونين , ومحزومين بأحزمة الموت ؟ وبطلها عفوا وأبطالها قادة ملتحين ! يأتمرون بالخارج , ويصرفون من دولارات " الجهاد " ! حتما أن هؤلاء ليسوا بعراقيين , لأن العراقي الأصيل لا يمكن أن يفعل بأطفال العراق وخاصة اليتامى ما فعلوا هؤلاء آكلي لحوم البشر , اين انتم ايها الشيوخ والامراء والملالي من كل هذا ؟ هل هذا هو الجهاد في سبيل الله ؟ . اما بخصوص الأحزاب السياسية والدينية وخاصة الحديثة منها فهي ليست في أزمة قيادة بل في ورطة قيادة ! نعم نؤمن بالتعددية ولكن ليس التعددية التي تقتل أبناء الذي يعارضها أو يختلف معا فكريا , وليست التعددية بعدد الميليشيات المسلحة , وليست التعددية بعدد فتاوى القتل والتحريم ,وليست التعددية بتسييس الدين , وليست التعددية بالقول بان مذهبي وطريقتي وفلسفتي هي أحسن الكل كونها هي من جذور التاريخ ! كلنا لنا أصلنا وفصلنا وجذورنا وتاريخنا وحضارتنا ولغتنا وثقافتنا , وكلنا نحمل نفس نفخة الله , الا اذا كان من يدعي انه الأعلى والأكبر والأقوى يحمل نفخة أكبروأكثر من نفخة الله ! وهذا غير ممكن مطلقا لأنه يكون اعلى من البشر روحيا ! أي يشارك الله - وهذا هو الكفر الذي نتكلم عنه عندما يقول احدهم " انا أو نحن من أهل الجنة " لا يا سيدي - الجنة ليست "خان شغان " الجنة لها أناسها الطيبين , الجنة هي للمسالمين وليس للقتلة في سبيل الله , لأن الله لا يحتاج لأحد أن يدافع عنه أو في سبيله ما دام هو قادرعلى كل شيئ !!! لقد ولى الزمن الذي تضحكون فيه على عقول الناس باسم الجهاد وباسم الدين , الدين هو من اجل الانسان وحياته وليس من اجل قتله وموته , اذن اهل الجنة هم اصحاب الخير , اصحاب المدافعون عن الحق , اصحاب الديانات جميعها وليس دين واحد , الدين الاسلامي الحقيقي هو الذي يدعو التسامح والسماح والمحبة والفضيلة ,,,,,, وليس الى القتل والموت واراقة الدماء , والمصيبة ان كل هذا هو بأسم الله , فعليه يكون السبب الرئيسي في كل مضائبنا ومشاكلنا هي في القادة الفعليين الذين يصنعون صنعا " كما قال المربي Bennie Goodwin الامريكي الاسود , الموضوع ليس بعدد القادة , بل في نوعية القادة , كما قال شكسبير: " لا تخف من العظمة ؟ البعض يولدون عظماء , والبعض الآخر يحرزون العظمة والبعض الآخرتقحم العظمة عليهم اقحاما " , فبالنسبة للذين يولدون عظماء أنهم رجال ونساء يتمتعون بقوة في الذكاء والشخصية والأخلاق , ولهم مواهب قيادية خاصة , وليس وارثوا قيادة , ان كان الأب قائد ليس بالضرورة ان يكون ولده او اخوه قائد وله صفات القادة , اما اللذين يحرزون العطمة هم القادة الفعليين الذين يصنعهم التاريخ صنعا , من خلال رؤيتهم للواقع وادراكهم وتبصرهم للأشياء كما هي , وان يكونوا اصحاب فعل , يفكرون ويخططون ويعملون , " سمعت الملكة فكتوريا عزف بادرفسكي فقالت له : يا سيد بادرفسكي ,انك عبقري , فرد قائلا : هذا ممكن يا سيدتي , ولكنني كنت كادحا قبل ان اصيرعبقريا , اذن السمة الرئيسية للقادة العظام هي ان يعمل , ان يكدح , ان يناضل , ان يعرق جبينه , وليس ان تأتيه القيادة كهبة أو يرثها وكأنها مادة ! لا القيادة الحقة هي في خدمة الآخر وليس التعالي عليه والأنحناء أمامه فقط , نعم هذا واجب ربما , ولكن لا ننسى انه غير معصوم من الخطأ , فوجوب القول لا الى جانب النعم , ومن ناحية أخرى ان له كرامة تساوي كرامتي بالضبط , وان يكون القائد الذي يحرز العظمة منضبطا قبل غيره وشجاعا لا يترك جماعته أو من هم بمعيته وينهزم من أول خطريلوح في الأفق , فهل القائد الحقيقي يتهزم من بيته عندما يسمع صوت السارق ويترك زوجته وأولاده وبناته لمصير مجهول وهو يتنعم بالأمان والطمأنينة ؟ كلا ومليون لا , القائد يستشهد قبل ان يدخل السارق الى البيت , نعم هكذا تصنع القيادة وليس بشكل آخر, اما اللذين تقحم عليهم القيادة اقحاما , فمصيرهم كما هو معروف الفشل في كل شيئ , والكبرياء , والرشوة , والمحسوبية والمنسوبية , والسرقة من اموال الشعب , وقبول الهبات , وبيع الضمير , عدم الاكتراث الى مصير الاخرين , الأنا وبس . لذلك نرى في العراق كل شيئ مشوش , عدم الامان والاستقرار , القتل والتهجير , التقسيم ,,,,, فلماذا ندعو الى عدم تقسيم العراق ونحن مقسمين , متشردمين , طائفيين , مذهبيين , أنانيين , مصلحيين , فاقدي صفات القادة الحقيقيين . عليه وجوب ان يكون كل واحد حر وشريف , مسلم ومسيحي , يزيدي وصابئي , ان يكون قائد حقيقي في البيت والمدرسة والمعمل والشارع والمؤسسة والوزارة والجامع والكنيسة , له صفات القادة الشجعان - متوازني العقل والقلب , مضحين , قارئي للواقع كما هو , قابلي للآخر , ومنفتحين عليه , وبهذا نضمن السيرفي الطريق الصحيح .



#سمير_اسطيفو_شبلا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشيخ حسين المؤيد / تحية مسيحية خالصة
- يا بغداد / بيروت على الخط
- أيها الأسلام / المسيح حي بينكم
- ثقافة الحوار وموقف رجال الدين
- إنفجار تلسقف / وصلت الرسالة
- أطلقوا سراح العراق
- ارفعوا ايديكم عن المسيحيين
- الخطاب اليبرالي والعراق اليوم


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير اسطيفو شبلا - القادة الفعليين يصنعون صنعا