أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيار الجميل - سلمان رشدي : من صنع هذه الظاهرة ؟














المزيد.....

سلمان رشدي : من صنع هذه الظاهرة ؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 12:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عاد اسم سلمان رشدي ليلمع ثانية عندما منحته ملكة بريطانيا لقب ( السير ) تقديرا وتثمينا ، وهو الكاتب البريطاني الذي عاش منذ قرابة عشرين سنة ، يظهر ويختفي مع ما يحيط به من حراسات ، اذ كان ولم يزل مهدد بالقتل نتيجة تكفيره من قبل العالم الاسلامي بسبب ما ورد في روايته الشهيرة ( آيات شيطانية ) من تنديد ببعض آيات القرآن الكريم .. نعم ، عاد اسمه يشغل اجهزة الاعلام ، بل ويثير من جديد اجزاء من العالم الاسلامي سياسيا ! دعوني اقول بأن اسمه لم يكن يصل الى ما وصل اليه لولا هياج المسلمين انفسهم في هذا العالم منذ قرابة عشرين سنة .. وكانت تجديفاته في ( آيات شيطانية ) قد جعلت منه عدوا لدودا للمسلمين الذين صنعوا منه ظاهرة في الغرب ..
ولد سلمان رشدي في العام 1947 بمدينة بومباي في الهند من عائلة مسلمة وتخرج في كلية كنك كولج بجامعة كيمبرج ببريطانيا .. وصدرت أولى رواياته عام 1975 تحت عنوان "جريموس" التي تمّ تجاهلها لسذاجتها ، لكنه حصل على جائزة بوكر الانكليزية عام 1981 عن كتابه ( اطفال منتصف الليل ) .. وجاءت روايته ( آيات شيطانية ) عام 1988 ليحوز عنها بجائزة ويت بيرد .. ولكنها الرواية التي جعلت منه اشهر كاتب في العالم في غضون اسابيع فقط بسبب اكبر ضجة يسببها كتاب يسيئ للاسلام وللايات القرآنية . لقد عمّت المظاهرات عواصم عدة وسقط قتلى في الباكستان .. وصدرت الفتاوى عن الامام الخميني في ايران توصي بهدر دمه ، ورصدت ايران جائزة قدرها مليون دولار لمن يقتل سلمان رشدي تنفيذا لتلك الفتاوى عام 1989 .. واصبح سلمان رشدي هدفا ثمينا لملايين المسلمين ، وقد حرسته بريطانيا لسنوات طوال .. ونتيجة لذلك ، فقد غاب سلمان رشدي عن الحياة العامة لعشر سنوات كاملة .. وبالرغم من صدور بعض الردود والكتب في نقد كتابه ، الا انها جميعا اتسمت بالضعف والانشائية والسذاجة .. ولم نجد الى حد اليوم من وقف امام سلمان رشدي ليدحضه علميا وبنفس الاسلوب الماكر الذي استعمله رشدي !!
زار رشدي الهند بلاده الاصلية بعد 12 سنة على اصدار فتوى الخميني ضده ، فاستقبل استقبالا سيئا جدا ، اذ خرجت المظاهرات الساخطة والغاضبة ضده واحرقت الدمى التي تمثله في شوارع دلهي ، وكان قد تسلم جائزة كتاب الكومنولث بالهند على كتابه ( الارض تحت اقدامها ) .. وبالرغم من محاولة الرئيس الايراني خاتمي دفن الموضوع قبل سنوات ، او المساومة عليه مع الاتحاد الاوربي من قبل خرازي وزير الخارجية الايراني الاسبق ، الا ان السيد الخامئني لم يزل يصر على تطبيق ما اراده السيد الخميني ، فبقي سلمان مطاردا مع بقاء اسمه في بريطانيا مثيرا للجدل .. وبقي هو نفسه مصّرا على آرائه القديمة وكشف عن مواقفه السياسية ، بل وتحّول الى مفكّر وكاتب من الطراز الاول .. وهو يصر على ان الحرب في افغانستان وغيرها ليست حربا ضد الارهاب ، بل انها حرب ضد الاسلام معتبرا اياه من مصادر الارهاب ومن دون أي مراعاة لمشاعر ملايين المسلمين على وجه الارض .
وعليه ، استمر سلمان رشدي يلوذ بحراسّه حتى وهو يكتب مقالاته في صحيفة التايمز البريطانية .. وفي واحدة من اشهر مقالاته قال : ان الاسلام بحاجة الى الاصلاح ليتناسب مع العصر الحديث ، وطالب بتفسير جرئ وشمولي ومنفتح للقرآن الكريم سيؤدي بالضرورة للقضاء على العزلة التي تعيشها المجتمعات الاسلامية من اجل ادماجها في العالم المعاصر !! كنت اتمنى ان ينبري مفكرون وفلاسفة من العرب والمسلمين في الرد العلمي الهادئ على افكار سلمان رشدي بالانكليزية من دون اية ضجة وضجيج ! كنت اتمنى ان يتجاوز العالم الاسلامي لغة التشهير والعواطف والصخب والفتاوى باستخدام اسلوب الحوار والنقد البناء الذي يعلن للعالم عن قوة الحجة وسمو الهدف من دون اي مشروع للقتل ينعكس ضد الاسلام والمسلمين .
انني اعتقد ان المسلمين هم الذين صنعوا مجد سلمان رشدي وشهرته وكل ظاهرته .. فلا يمكن ان يرتفع اسم الرجل بهذا القدر ويغدو مادة ثمينة للاستلاب الاسلامي او التحدي الغربي لولا صدور " فتاوى " يغدو تأثيرها السياسي السيئ اكبر بكثير من تأثيرها الديني الرادع في العالم .. ولا ادري لماذا تصدر الفتاوي بحق رشدي بالذات ، ليسجل قفزة عالية في عالم اليوم وهناك العشرات بل المئات من مواقف مخزية اخرى لم تعالج اصلا ، وردت ولم تزل ترد في صلب حياتنا وعلاقاتنا وطبيعة تصرفاتنا في العالم الاسلامي .. صحيح ان مواقف سلمان رشدي صارمة في هجومها وانتقاداتها للاسلام ، لكنه ليس الوحيد في ذلك ، فقد سبقته عشرات الكتابات ليس الغربية والاستشراقية ، بل حتى العربية والاسلامية على امتداد القرن العشرين .. تلك التي سجلت مواقف بالضد اقوى بكثير من طروحات سلمان رشدي من دون اي ضجة ولا اي تكفير ولا اي هياج اعلامي وسياسي او اي فتوى ولا اي ردّة ّ!!
واخيرا أسأل : من ربح الجولة اذن؟ ومن ساهم بالاساءة الى الاسلام في نهاية المطاف ؟ وبسبب ملاحقته بالقتل صرفت الحكومة البريطانية عليه الالاف المؤلفة من النفقات لحراسته .. وكان سلمان رشدي ذكيا باستخدام عملية اختفائه من اجل تسويق كتاباته ونشرها في العالم كله على حساب خيبة المسلمين اجمعين . ومن المفيد القول ، أن الغرب عموما لم يعد يراعي مشاعر الشعوب الاخرى الدينية والاجتماعية كما كان في السابق ، ولم تعد الاحتجاجات والتظاهرات تجدي نفعا .. والمطلوب ان لا تصبح مثل هكذا امور سلعا سياسية مثيرة ، بل يستوجب اهمالها والاهتمام بما هو اجدى بكثير من اجل المستقبل .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نازك الملائكة رائدة الشعر العربي الحر
- البرلمان العربي : أين هو ؟ اين دوره اليوم ؟؟
- الفوضى: إنها بانوراما الشرق الأوسط...!
- معهد العالم العربي بباريس : مؤسسة من ينقذها ؟
- المجلس العراقي للثقافة : ملاحظات تأسيسية
- بعيدا عن الطائفية : منهج القطيعة ازاء المستقبل
- جوردن براون المؤرخ الذي سيحكم بريطانيا
- صمت مجتمعاتنا رهين سياسات بشعة !!
- من اجل أخلاقيات رفيعة في الكتابة العراقية أولا القيم المفتقد ...
- وثيقة العهد الدولي : ليست هي الحل
- ماذا فعلت أمريكا بالعراق الجديد ؟؟ التجربة والذرائع الفاشلة
- عراقيون أم غير عراقيين؟!
- افاق ستراتيجية: نصوص من كتاب البنية التكوينية للمجتمع العراق ...
- نعم لمقولة كي مون .. لا لتعريف لجاك سترو !!
- المفكّر العراقي الدكتور سّيار الجميل في حوار جديد حول الوضع ...
- هل سيخطو ساركوزي نحو الاليزيه ؟؟
- النواب العراقيون : مشروع طبقة متميزة !!
- مدخل لفهم الاقليات في الشرق الاوسط : رؤية مستقبلية
- كارثة العراق : الصراع الاهلي .. الاقليمي .. والدولي !!
- الشرق الاوسط بانتظار حرب أهلية كبرى !


المزيد.....




- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...
- المقاومة الإسلامية تواصل ضرب تجمعات العدو ومستوطناته
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سيار الجميل - سلمان رشدي : من صنع هذه الظاهرة ؟