أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....24















المزيد.....

الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....24


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 12:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



إهداء إلى

كل من آمن بوحدة المغرب، والمغاربة، وعمل فكرا، وممارسة، على ترسيخ هذه الوحدة.

كل المغاربة الذين يتمسكون بوحدتهم، في شموليتها.

كل المغاربة من أصل عربي / أمازيغي، الذين امتزجوا في دم واحد، صار يحمل اسم الدم المغربي,

كل المسلمين المغاربة الذين يحترمون الدين الإسلامي، ويرفضون استغلاله في الأمور الإيديولوجية، والسياسية.

كل الذين يتكلمون اللهجات الأمازيغية، ولم يعتبروها، في يوم من الأيام، وسيلة لتقسيم المجتمع المغربي إلى طوائف.

كل الشهداء المغاربة، الذين استشهدوا من أجل المحافظة على وحدة المغرب، ووحدة المغاربة، أنى كان جنسهم، أو لونهم، أو لغتهم، أو دينهم.

من أجل مغرب واحد، بهوياته المتعددة.

من أجل إنسان مغربي قوي، في مواجهة تحديات العولمة.

محمد الحنفي

****************






أي أفق للأمازيغية، والأصولية، في ظل عولمة اقتصاد السوق؟.....2

وبوقوفنا على أفق الأمازيغية، وطبيعة هذا الأفق، الذي لا يعرف مداه، ننتقل إلى الحديث عن أفق الأصولية في ظل عولمة اقتصاد السوق.

ونحن عندما نقرأ بان الصرع الذي يقوده الأمازيغيون، والذي لا يمكن أن يكون إلا صراعا ثانويا، يراد له أن يصير صراعا رئيسيا، بسبب الاستغلال الإيديولوجي، والسياسي للأمازيغية، فإننا نقر، أيضا، أن الصراع الثانوي الذي يقوده الأصوليون، يراد له، أيضا، أن يصير صراعا رئيسيا في ظل عولمة اقتصاد السوق، بسبب الاستغلال الإيديولوجي، والسياسي.

وهنا نجد أنفسنا مضطرين، أيضا، إلى طرح السؤال، وفي نفس السياق:

فهل يمكن أن تساعد الشروط القائمة على فرض سيادة الأصولية، التي تتحول إلى سلطة قائمة الذات، تخضع مجموع أفراد المجتمع إلى قيم أدلجة الأصوليين للدين الإسلامي، وفي ظل عولمة اقتصاد السوق؟

إن الشروط الموضوعية القائمة، هي شروط رهينة بالتحولات الحاصلة على المستوى العالمي، وانطلاقا من هذه التحولات نجد:

ا ـ أن الأصولية عرفت مدا غير محسوب بدعم من الرأسمالية العالمية، ومن الأنظمة الرجعية العربية، ومن الطبقة الحاكمة المغربية، مما يجعلها تسود في العديد من الدول، وتصل إلى السلطة السياسية في دول أخرى، وتشرف على فرض سيادتها في المغرب، رغبة في الوصول إلى السلطة السياسية التي تصير وسيلة لامتلاك أدوات السلطة الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، وأدوات السيطرة العسكرية على جميع أفراد المجتمع، وباسم الدين الإسلامي، وسعيا إلى بناء "الدولة الإسلامية"، التي تشرف على "تطبيق الشريعة الإسلامية"، ضدا على ما تقتضيه الشروط الموضوعية المتحولة في الزمان، والمكان.

ب ـ وهذه الشروط المتحولة، هي نفسها التي تصير منطلقا لتحويل الدعم الأصولي إلى وسيلة لممارسة كافة أشكال الضغط الممارسة من أجل كسر شوكة الأصولية المستفحلة، التي صارت تعمل على امتلاك السلطة على الكون كله، حتى تتراجع إلى الوراء، وتصير منزوية على نفسها، غير أن وسيلة الضغط على الأصولية، لم تتخلص، هي نفسها، من الأصولية. وكل ما في الأمر: أن هذه الأصولية المحاربة للأصولية، تعتبر نفسها شرعية، وهي لا تحارب الأصولية الأخرى إلا لإرضاء للنظام الرأسمالي العالمي، الذي يسعى الى فرض هيمنته على العالم، وتكريس تلك الهيمنة.

فهل يمكن أن تراهن الأصولية على عولمة اقتصاد السوق؟

وهل يمكن أن يستمر ذلك الرهان؟

إننا نقر بأن نفس الشروط التي أنتجت عولمة اقتصاد السوق، هي نفسها التي أنتجت سيادة الأصولية على المستوى العالمي. وبالتالي: فالأصولية من السمات الأساسية لعولمة اقتصاد السوق، لأن ترويج البضائع العابرة للحدود، يقتضى ترويج الفكر المتخلف، والأصولية هي الوعاء الحامل لهذا الفكر، الذي يجعل الواقفين عنده لا يتجاوزون الزمن الذي مضى إلى حاضرهم، الذي يزخر بالكثير من المعطيات التي تقتضي التجاوز، أو إلى المستقبل الذي يعتبر في نظر الأصوليين مجرد مشروع للعودة إلى الزمن الماضي على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

وإذا كان لا بد من ارتباط الأصولية بالحاضر، وبالمستقبل، فلأجل التسلح، والاستعداد للانقضاض عليه، والالتفاف حوله، من أجل ابتلاعه لصالح عودة الزمن الماضي، تماما كما يفعل الثعبان بفريسته.

ولذلك نجد أن رهان الأصولية على العولمة، لا يتجاوز استغلال معطياتها الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والإعلامية، والتكنولوجية، من أجل افراغها من محتواها التقدمي، والمتطور، حتى تصير جميعها في خدمة الأصولية، وحتى تساعد على تكريس سيادتها على المستوى العالمي، وحتى تتحول إلى مجرد معبر لوصول الأصوليين إلى السلطة، كما هو حاصل في العقود الأخيرة، باعتبارها عقودا لبسط عولمة اقتصاد السوق في جميع أنحاء العالم، وعلى أساس اثفاقية التجارة العالمية.

وفي هذه الحدود التي ذكرنا، نستطيع القول بان الأصولية تراهن على عولمة اقتصاد السوق، وبعيدا عن هذه الحدود، فالأصولية تعمل على محاربة العولمة كمعطيات علمية، وتقدمية، وفكرية، ووسيلة لإشاعة الفكر العلمي، وحقوق الإنسان، والديمقراطية، وبناء دولة الحق، والقانون، وتجريم استغلال الدين في الأمور الإيديولوجية، والسياسية، لأن عولمة من هذه الأنواع، لا يمكن أن تكون مقبولة من الأصوليين، ولا يمكن أن يقفوا مكتوفي الأيدي تجاهها.

وانطلاقا من هذا التصور، فالأصولية، والعولمة، تقومان معا على أساس تناقض وحدة تناقض، وأن التناقض القائم بين الأصولية، والعولمة، هو تناقض ثانوي، يتحول إلى تناقض رئيسي، لأن الأصولية لا تقود صراعا طبقيا. ولذلك، فما يجمعها بالعولمة هو الوحدة، كما هو الشأن بالنسبة لأصولية الأنظمة العربية، وأنظمة بلدان باقي المسلمين. وهذه الوحدة تتحول إلى صراع عند الأصولية خارج السلطة، التي تحاول فرض استبداد بديل، عن طريق نهجها للممارسات الإرهابية عبر العالم، بما في ذلك الأقطار العربية، وأقطار باقي بلدان المسلمين، بما فيها بطبيعة الحال، المغرب.

وهكذا نجد أن الذي جمع بين الأصولية، والعولمة، هو التناقض عندما تعارضت مصالح الأصوليين مع النظام الرأسمالي العالمي، عندما شرعت هذه الرأسمالية الحديثة، المتجددة، بإحكام سيطرتها على العالم، بعد انتهاء عهد الاستعمار بشكله التقليدي. لكن عندما أدركت هذه الرأسمالية أهمية الأصولية في محاربة المد الاشتراكي، تحالفت معها، نظرا لوحدة المصلحة، لأن الاشتراكية من الناحية العلمية، والمعرفية، ضد كل التوجهات الأصولية، وضد الرأسمالية في نفس الوقت، فتشكلت الوحدة بين الأصولية، والرأسمالية، وهذه الوحدة هي وحدة المصلحة. وبعد انهيار المعسكر الاشتراكي، وغياب الاشتراكية بعد تراجع معظم ما تبقى من الأنظمة الاشتراكية إلى الوراء، وبعد رفض النظام الرأسمالي إقامة نظام أصولي متطرف، تشكل التناقض من جديد بين الأصولية المتطرفة، وبين الرأسمالية العالمية، التي بسطت نفوذها الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والإعلامي على الكرة الأرضية، فقام صراع غير متكافيء بين الأصولية، وبين العولمة، فاكتملت بذلك قاعدة: صراع ـ وحدة ـ صراع.

ولذلك، فرهان الأصولية على العولمة، هو رهان على الوسائل الموظفة في إطار بسط عولمة اقتصاد السوق في جميع أنحاء العالم، وليس رهانا على النظام الرأسمالي المعولم، الذي لم يعد قادرا على القبول بقيام الأنظمة المتطرفة، التي تعود بالبشرية إلى الوراء، وتستطيع، في حالة قيامها، أن تعرقل هذه العولمة نفسها، ما لم تستعد الاشتراكية مكانتها على المستوى العالمي.

أما استمرار هذا الرهان على العولمة، ولو في مستوى الاستفادة من معطياتها، كما يحصل يوميا، فإن ذلك رهين بطبيعة التحولات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، فإذا بقيت التحولات على نفس الوثيرة، فإن الاستفادة من معطيات العولمة ستبقى قائمة. أما إذا كانت هناك تحولات مخالفة، كما يحصل الآن في أمريكا اللاتينية، فإن الرهان على العولمة سيزول، لأن عولمة أخرى آتية ولا شك، وهذه العولمة الأخرى هي عولمة الممارسة الديمقراطية، وحقوق الإنسان، ودولة الحق، والقانون، وفصل الدين عن الدولة، وغير ذلك مما لا يتناسب مع عولمة النظام الرأسمالي، ومع الأصولية، والمد الأصولي.

وعلى أساس هذه النتائج التي توصلنا إليها، نستطيع القول: بأن التوجهات الأصولية الرسمية، وغير الرسمية في المغرب، كلها تراهن على النظام الرأسمالي العالمي، وكلها تراهن على احتوائه لها، إلا أنها قد تجد نفسها محرجة في علاقتها مع التوجهات الأصولية في البلاد العربية، وفي باقي بلدان المسلمين، وعلى المستوى العالمي، وخاصة تلك التي تمارس التطرف على جميع المستويات، وتسعى إلى فرض الاستبداد بالعالم ،لإحلال عولمة التطرف الأصولي، محل عولمة اقتصاد السوق. وهذا الإحراج هو الذي يجعلها تزداد توددا للنظام الرأسمالي العالمي، حتى لا تصنف في خانة التطرف الصادر عن تنظيم القاعدة، ومن أجل الاستمرار في تلقي الدعم المطلق، المادي، والمعنوي، من قبل النظام الرأسمالي العالمي.

ونحن نعتقد أن رهان الأصولية المغربية الرسمية، وغير الرسمية، على العولمة الرأسمالية، يبقى رهينا بمدى التحولات على المستوى العالمي، وعلى مستوى البلاد العربية، وباقي بلدان المسلمين. وهذه التحولات قد تكون في غير صالح العولمة الرأسمالية نفسها، وفي غير صالح استمرار المد الأصولي، مما يربك جميع الحسابات الرأسمالية، والأصولية في نفس الوقت.






#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....23
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....22
- الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....21
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....31
- اشتغال بعض المغربيات مع جهاز الموساد الإسرائيلي نتيجة طبيعية ...
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....30
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....29
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....28
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....27
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....26
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....25
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....24
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....23
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....22
- المغرب ...الى أين ؟ زاوية مبادرات الملك
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....21
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....20
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....19
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....18
- النقابة / الشغيلة أوالشروع في انفراط العلاقة.....17


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - الأمازيغية / الأصولية، أو العملة ذات الوجهين.....24