أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشا أرنست - لا لشعار...البقاء للأقوى














المزيد.....

لا لشعار...البقاء للأقوى


رشا أرنست
(Rasha Ernest)


الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 12:04
المحور: حقوق الانسان
    


يُذكر أن 26يونيه هو اليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب بحسب ميثاق الأمم المتحدة. وقد جاء في ديباجة ميثاق الأمم المتحدة، سان فرانسيسكو في 26يونيه 1945م " نحن شعوب الأمم المتحدة وقد آلينا على أنفسنا أن ننقذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب التي في خلال جيل واحد جلبت على الإنسانية مرتين أحزاناً يعجز عنها الوصف، وان نؤكد من جديد إيماننا بالحقوق الأساسية للإنسان وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء والأمم كبيرها وصغيرها من حقوق متساوية وان نبين الأحوال التي يمكن في ظلها تحقيق العدالة واحترام الالتزامات الناشئة عن المعاهدات وغيرها من مصادر القانون الدولي، وان ندفع بالرقي الاجتماعي قدما، وان نرفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح". هذا ما جاء بنص الميثاق الخاص بضحايا التعذيب، بالطبع القصد هنا بالتعذيب هو كل تعذيب قائم على ضحايا الحروب من تعذيب جسدي ونفسي ومعنوي.
الحرب العالمية الأولى والثانية انتهت بكوارث فوق احتمال البشر، والنتائج كانت غير إنسانية على الإطلاق وفاقت كل التصورات، ولكن الحرب بدون أسمائها أولى أو ثانية لم تنتهي حتى الآن. ولا نحتاج لدليل بوجود سلسلة الحروب التي مرت بأجزاء متناثرة من العالم وخاصة بالشرق الأوسط مروراً من حرب 48 إلى حرب العراق والأحداث اليومية بحياة الإنسان العربي. نص ميثاق الأمم المتحدة الخاص بالتعذيب ربما وضع يوم عالمي لنتذكر المعذبين من حولنا، كما وضع حد لتعداد الحروب أولى وثانية حتى الآن. ولكن....من الذي سيضع حد للحرب عامة والتعذيب خاصة بعد مرور 62 عاماً على هذا النص؟
مازالت متابعة أحداث خطف الصحفي البريطاني آلان جونستون من قبل جماعة جيش الإسلام مستمرة. وبآخر تطورات الحدث ظهر لنا آلان جونستون مرتدياً حزام على الموضة أي حزام ناسف مناشد حماس والحكومة البريطانية أن لا يلجئوا إلى القوة لإنهاء الأمر، كما طلب جونستون من الـ بي بي سي والبريطانيين الذين يدعمونه أن يساندوه في هذه المناشدة ويطالبوا معه بالعودة إلى المفاوضات التي كانت قائمة لإطلاق سراحه ومع التطورات التي تحدث بغزة أصبحت في خبر كان.
تسجيل جونستون يشبه مشاهد كثيرة لو لم نراها فالأكيد أننا سمعنا عنها، وهى موضة هذا العصر، ارتداء الأحزمة الناسفة وسواء المرتدي كان قد ارتداها بنفسه وإرادته مُسلماً كيانه وإرادته لغيره أو مثل هذا الصحفي كانت غصباً فهي تظل لغة من لغات عصرنا الحديث.
لا أدري كيف يكون شعور الإنسان وهو مرتدي هذا الحزام الناسف برضاه مقتنعاً انه بعمليته الفدائية كما يؤمن يجاهد في سبيل وطنه. وإنما أحاول أن أتخيل نفسي مرتدية هذا الحزام بظروف مثل جونستون، الذي لم يكن كل ذنبه غير أنه أحب غزة وقبل بها مقرا دائما له، وعمل بها ثلاث سنوات. شعوره وهو يطل على العالم، على كل من عرفوه، على زوجته وأولاده وهو مثبتاً على كرسي، مرتدياً حزام ناسف، عليه أن يقول كلمات محددة. كيف يكون هذا الشعور؟ كيف يكون وهو بهذا الضعف!؟ قاسياً على الإنسان الذي يملك الحرية يشعر بأن لحريته حدود0 وأن الزمان ينشب أظفار الفناء والتناهي 0
نحن كمشاهدين رأينا وسمعنا جونستون، وربما وقفتنا أمام منظره لم تكن أكثر من كونه مشهداً عابراً ضمن عشرات المشاهد الأصعب يومياً من ضرب وقتل ونسف وعذابات متعددة الأشكال. ولكن بالطبع كان هذا المشهد مختلفاً لمن يعرفه وخاصة أسرته المعذبة بفراقه بهذا الشكل. مُناشدة جونستون بعدم استعمال العنف والقوة لإطلاق سراحه كانت الأقوى من كل الأخبار والمؤتمرات والقمم المنعقدة هنا وهناك. كانت الأهم من كل تصريحات الزعماء والرؤساء. كانت تعبر لا عن ضعف وقلة حيلة، إنما عن إحساس وقوة ومعاناة. الكل هنا وهناك يجلس على طاولة المفاوضات وبقاعات المؤتمرات وأمامه عشرات الميكروفونات ومن خلفه الأكثر من الحرس ليقول وكأنه لم يقل شيء. وتنتهي مهمته عند حدّ التصريحات. إنما جونستون عندما تكلم نطق بما يحتاجه العالم الآن. إلى وقفة مع الذات، إلى نظرة لضعف قائم لا مهرب منه، إلى نتيجة غرور الإنسان وكبرياؤه القادر على كل فعل أي شيء. نعم فهو قادر على البحث عن كل ما يدمر ويهدم ويـُبعد. جونستون قال أنني هنا بمفردي وانتم بعيدون تتقاتلون بالكلام. الأهم عندكم إلا تنهزموا، الأهم أن تطلقوا صراحي حياً كنت أو ميتاً. كلمات الصحفي كانت جرس انتباه لمن يأخذ العنف مبدأ ونهجاً بالحياة. والخوف إن لم يكن هناك أحدا يسمعه، وتكون كلماته صرخة بوادي مظلم من العنف والعندّ. مئة وخمسة أيام مرت على جونستون وهو مُختطف مقيد، نجهل جميعاً وضعه الحالي كيف يكون، ليس فقط وحده بهذا الوضع إنما هناك الكثيرون داخل السجون والمعتقلات وكهوف المُختطِفين. وكما قال وليم شكسبير”الزمن، بطيء جداً لمن ينتظر...سريع جداً لمن يخشى...طويل جداً لمن يتألم". فإلى متى سيظل هؤلاء منتظرون فعل لا قول من أولي الأمر؟ إلى متى سينتظرون تصرفاً حكيماً بعيداً عن الغرور الإنساني وبعيداً عن العنف الوراثي؟ فلقد ورثنا العنف واحتقار الآخر والتعالي عليه منذ زمن وها أن مِنا مَن يَدفع الثمن.
باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب نحتاج إلى إعادة النظر لكل ما يحدث من حولنا، نحتاج أن نوثق ميثاقاً جديداً للأمان والسلام. نحتاج أن نصغي لصوت الذين يعانون معاناة حقيقية ويتألمون، فهم الأقدر على اتخاذ القرار لأنهم يشعروا بالألم ويدفعوا ثمناً غالياً من حياتهم وكرامتهم. العالم يحتاج أن يُصغي لكلمات جونستون...لا تطلقوا سراحي بالعنف، إنما بالتفاهم والإصغاء والقبول. ليقبل كل منكم رأي الآخر ويحترمه مهما اختلفا في الرأي حتى أعيش، حتى يعيش العالم بسلام. حتى يقف في وجه التعصب والكراهية والاختلاف. حتى لا نعود نُهين مَن همّ أضعـف مِنا، ونقبل إهانة من هم أقـوى مِنـا ، حتى لا نعود نقبل احتلال دولـة لأخـــــرى. ولا نعود نؤكــــــد أن البقـــــاء للأقـــــــوى. بل البقاء للاحترام و قبول الآخر...البقاء للحبّ...البقاء للسلام.



#رشا_أرنست (هاشتاغ)       Rasha_Ernest#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا قدم البابا شنودة مذكرة للرئيس مبارك؟
- نحن و العالم
- صعيد مصر و صعوبات ذوي الاحتياجات الخاصة
- غزة تُزهر وسط النار
- رسالة الآخر هي رسالة حياة
- بشراً متساوون
- قتل و اختطاف الصحافيين وسيلة إنذار لا أكثر
- نظرة في واقع مجروح
- رسالة إلى ........
- أساقفة الكنيسة الأرثوذكسية و هاوية التكفير
- أحبُكَ و أنتظر
- همس الليل
- أفكَاري
- النظري و العملي لاحتياجات ذوو الاحتياجات الخاصة
- أرفض
- شهداء لبنان يصرخون لا تستسلموا يا أبناء الأرز
- شباب يطلب فرصة
- عائداً إليكِ
- الاعدام رفض لرحمة الله
- أحببت


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - رشا أرنست - لا لشعار...البقاء للأقوى