|
ألأإسلام دين قمعي لا يقبل بالديمقراطية
جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 1960 - 2007 / 6 / 28 - 12:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ذهبت في نزهة مع زوجتي وأولادي إلى إحدى المنتزهات وكان هنالك شيخ يقوم على رعاية الحديقة ويصدر أوامر ونواهي تكاد أن تصل إلى مستوى التابو والتحريم الطوطمي وآخرها أنه تدخل بدخول طفل في لعبة مع البنات الصغار وأعمار الجميع بين الحادية عشر 11 والعاشرة من العمر وقد قام بطرد وفصل الذكور عن الإناث من اللعب مع بعضهم البعض علما أن الأولاد كانوا مستمتعين مع بعضهم البعض ومنتشين في فن اللعب.
وقد جلست أحلل وأفكر في إسلوب الشيخ الذي منع الأولاد من اللعب مع بعضهم البعض وكانت النتيجة: أن الشيخ نفسه حرم نفسه من المتعة مع الطبيعة والحياة وحرم على نفسه ما أحله الله له وبالتالي حرّمه على غيره من الناس لأن فاقد الشيء لا يعطيه وإن الدين الإسلامي أصلا ولد في مجتمعات رعوية تقتصر في حياتها على الضروري وهذه البيئة بيئ ة رهبانية متعففة وكان فقر المجتمعات البدوية يعمل على تطبيع البدوي على الضروري من المأكل والملبس والمشرب لذلك كان تقنين إسراف الماء ليس بدافع التقنين وإنما بسبب شح موارد المياه في الصحراء الجافة لذلك تعود البدوي على كل ماهو ضروري ولازب لحياته العامة .
وقد إنعكس ذلك على كافة ألوان الحياة بمجملها من فن وتصوير ونحت وحب وغزل حتى أن الغزل العذري هو عملية إجهاظ للذات وتفتيت للأعصاب فما فائدة الحب إن لم تكن له ممارسة عملية وهو ما أصطلح عليه بإسم :ألحب العملي .
ومع مرور ألأيام والسنين وإنتشار الإسلام عمل على تعميم مظاهره في كافة المناطق الشرقية ومن المعروف جيدا أن ثقافة المجتمعات الزراعية تختلف في اللون والشكل والرائحة عن المجتمعات البدوية إختلافا كليا ولكن الإسلام عمم ثقافته البدوية وعقليته المتسلطة والمتشنجة في أنماط السلوك الذكري والإنثوي .
وقد كانت الثورات في العهد الإسلامي وحروب الردة أيضا ليست بسبب حب البدو للإرتداد عن المنهج الإسلامي بقدر ماكانت عملية رد فعل تجاه تسلط قبيلة قريش على مصادر رزق الآخرين وقد قاد قادة الإسلام معاركهم من أجل تحقيق رغبة التسلط والقمع البدوي والعقليات البدوية .
ومع مرور الأيام تقدمت العقليات البدوية المتسلطة مع تقدم الإسلام الإجتماعي والسياسي ففرض الإسلام نظام الوصاية على الإرث السلوكي الإنساني وقمع مظاهر إختيار الإنسان لنمط الحياة التي يظن أنها هي السعادة الكريمة التي ينتشيها في حياته اليومية وعطلت الحريات العامة في البيوت والشوارع والأندية وحرمت الخمرة وحرمت معها أطايب الحياة السعيدة وحين أو كلما تقدم مجتمع المجتمع الإسلامي وصار للمجتمع رغبة في التغيير في أنماط السلوك الأخلاقي زاد القمع والإرهاب الفكري لأن عملية التغيي ر لا تستهدف الأخلاق العامة والحياة العامة لوحدها بل تستهدف أيضا تغيير أنماط الحكم السياسي الثيوقراطي التسلطي والقمعي .
لذلك مجتمعاتنا العربية الإسلامية متخلفة حضاريا لأن المستبدين ما زالوا يحيطون بنا ويقمعونا قمعا سياسيا وأخلاقيا ولا يرغبون بالتغيير هذا عدى العقد الجنسية التي تسكن مشاعر رجال الدين لذلك فهم لا يرغبون في رؤية الآخرين وهم يستمتعون بأطايب العلاقات العاطفية حتى الأطفال لا يرغبون رؤيتهم يلعبون وهم مستمتعون بحياتهم العاطفية.
لقد تركت دمعة الطفل في نفسي اثرا وحرقة وهو يبكي لأن حارس المنتزه النسخة الأصلية عن كافة أشكال القمع قد طرده وحرم عليه ما أحله الله له .
وإن إسلوب الحيا ة الجديدة والإنفتاح يعتمد عل ى الإعتراف الكامل بالفرد وحريته والإسلام لا يقبل بحرية الفرد وإرادته أي أن الإسلام ما زال غير راغب بالتغيير الجذري لحياتنا وإذا بقينا متقوقعين على أنفسنا فإننا حتما سنموت ميتة السجون والمعتقلات السلوكية والفكرية وأتسأأل لماذا يتم توظيف عقليات قديمة وهشة في أكبر موقع حساس للنفس البشرية الذي من المفترض أن يكون متنفسا للرغبات والمشاعر.
إن الإسلام لا يتفق مع الديمقراطية وهو ليس صالحا لكل زمان ومكان الإسلام يصلح للحياة العامة قبل الف عام حين كان يتسم نظام الحكم بالقبضة الحديدية وحين كان نظام العمل عيبا للنخبة وحين كان الرجال في المجتمعات البدوية غير منتجين إقتصاديا ويعتمدون في أنماط إنتاجهم على النهب وسرقة المجتمعات الزراعية الفلاحية وحين كان الحكام يحكمون بإرادة الله وحين كانوا خلفاء لله على الأرض.
أما اليوم فإن الموضوع مختلف تماما لأن الحكام يستمدون شرعيتهم ألدستورية من الناس والشعب والجماهير العريضة من خلال إنتخابات تشريعية وديمقراطية ودستورية ونزولا عند رغبة الجماهير بالتغيير تستجيب الحكومات لإرادة الشعب . وإسلوب الحياة الجديدة لا يتناسب مع الطروحات السلفية أو غير ذلك من الطروحات وينتقد الإسلام السياسي بشدة إتفاقات السلام مع الغرب وإخواننا اليهود الذين لهم حق في الشرق والبلاد العربية حين هجّروا وقمعوا وطردوا من أراضيهم التي إحتلها الإستعمار الإسلامي وبنى عليها معابده في كافة أرجاء المعمورة . وهذا ينعكس على عملية السلام ورغبة الناس في العيش يس لام ويؤدي إلى ولادة الإرهاب الفكري والسياسي
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرية والإستبداد
-
من ذكريات عامل في: الريف والمدينة
-
غياب مؤسسات المجتمع المدني
-
النظام العربي مناهظ للمجتمع المدني
-
حبيبتي :إنصاف
-
شخصيات غير عادية
-
الإنسان: حيوان بن حيوان
-
طز بالأقلام الجاهزة
-
الطاغية :صلاح الدين الأيوبي
-
المثقف السياسي
-
عبادة الله
-
الشعب: صاحب الجلالة
-
العصف الذهني2
-
العصف الذهني1
-
مجتمعات الملح
-
الثقافة القديمة
-
سوء التخطيط
-
القمع الثقافي
-
التنمية والحرية
-
الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
المزيد.....
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|