نشأت المصري
الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 12:14
المحور:
المجتمع المدني
العنوان هو المادة الأولى من الدستور المصري الجزء الأول منها, في الحقيقة زملاء كثيرون أوسعوا المواطنة توضيحا وزاد وها تفسيرا حتى أنه لم يبقى شيء إلا وطرح بحثا ومناقشة , وأخرهم أنا والذي أعتبر نفسي أقل من هؤلاء وكالسقط بين كافة الأساتذة الأفاضل العُتل في مجالات حقوق الإنسان ,حيث أن الكتابة تفخر بهم كتّاب , وحقوق الإنسان تتباهى بهم حقوقيين .
المواطنة شيء معنوي كباقي المعنويات الإنسانية مثلها مثل الوداعة والبساطة والتواضع والعدالة , يشعر بها الإنسان وتنمو داخله إذا أوتيت لها البيئة المناسبة لنموها .
ولا صلاح لأي مجتمع بدون الشعور بالوطن وأخوة الوطن , وبما أن مصر هي الوطن الأم فلا صلاح لمصر بدون الانتماء لها من كافة أفراد الشعب , بدون تمييز .
وعندما تكتب المواطنة في المناهج الدستورية , فهذا يوحي بأن هناك خطر يتعقب المجتمع من جهة عدم المواطنة أو أنه هناك مرض مجتمعي خطير ينمو داخل أفراد المجتمع وهو الانتماء لعنصر أخر غير مصر, وهذه هي الخيانة العظمى للوطن .
حتى لو كان هذا الانتماء ديني بحت , لأن لا دين لأرض الوطن ,فالوطن شيء والأديان شيء أخر , وأنا أعتقد أن الإيمان السليم والتدين العميق لا يتأتى إلا للمواطن الصالح لوطنه , أي أن المواطنة ترسخ العقيدة وليست ضد العقيدة.
المواطنة أنواع وأيها أولى من الأخرى في التطبيق :ـ
المواطنة بين الفئات من جهة والعمال والفلاحين من جهة أخرى " كما يحدث في صرا عات انتخابات المجالس المختلفة".
المواطنة بين القرويين وسكان المدن.
المواطنة بين الأغنياء والمعدمين.
المواطنة بين المذاهب الإسلامية المختلفة شيعة وسنة وبهائية ,,,,الخ.
المواطنة بين المسلمين والمسيحيين.
المواطنة بين الطوائف المسيحية المختلفة .
كلها عناصر مجتمعية موجودة ولا يمكن لكائن مهما كان أن يفنيها أو يمحوها , ليفضل للمجتمع عنصر واحد فقط , وحتى لو تمكن أحد من القضاء على كافة هذه الاختلافات المجتمعية فلا بد أن تظهر اختلافات أخرى وهكذا حتى ضياع المجتمع كله .
لهذا وعند وجود التمييز بفعل أحد العناصر السابقة أو عناصر أخرى, فيكون سببه ضعف الانتماء للوطن الأم ,متجها للانتماء لهذا العنصر, فينمو هذا التمييز بين عناصر المجتمع كالورم السرطاني إن لم يجد من يقاومه فإنه يتمادى إلى أن يقضي على المجتمع بالكامل, ومن أهم العوامل التي تساعد تفشي مرض عدم المواطنة هو إحسان عنصر من عناصر المجتمع بأنه مكون للأغلبية ومنه الحاكم والحكومة , ليضع في قلبه أنه الكيان كله فيضطهد باقي أقليات المجتمع ,بدءا بأكثر أقلية ثقلا حتى ينهي عليها ,ثم باقي الأقليات , ليضع الدولة والحكومة في حرب عنصرية داخلية مستمرة, نتيجتها ضعف التنمية والإنتاج.
فتدخل مصر تحت طائلة القانون الدولي وحقوق الإنسان , وتحت طائلة التفكك المجتمعي مما يدفعها للبحث عن حلول ربما تكون متأخرة بعض الشيء , وأقربها التعديلات الدستورية والتي تضع المواطنة في بنود الدستور المصري , مما يوحي لقارئه أن مصر تعيش في حرب عنصرية داخلية وبدون مواطنة.
ومن وجهة نظري وربما أكون على صواب أو أكون على خطأ أن هناك ثلاث أسباب تعمل مجتمعة لتفعيل دور المواطنة وتنميتها بين أفراد المجتمع , وغيابها يؤدي لعدم المواطنة هذه الأسباب هي :
العدالة :
العدالة حق من حقوق الإنسان داخل مجتمعه, فمن حق أي إنسان أن يجد العدالة والقانون العادل الذي ينصفه من جور من يتعدى عليه أو يظلمه .
فيجب أن تبدأ العدالة في الحكومة والوزارات التابعة لها , بحيث أن كل من يتسبب في ضياع حق لأحد ما من حقوقه في العدالة وتطبيقها, في مبدأ المواطنة وحقوق الأقليات يجرم هذا المتسبب بجريمة أمن عام , وعلى أن تشرع القوانين لهذا الشأن , حتى لا يكون هناك شرطي يضيع حق مواطن أو قاضي يحكم في غير ما تنص المواطنة , وقس على هذا باقي دواوين الدولة .
ولكن هناك مشكلة , كيف تنفذ العدالة في مجتمع أصبح كل انتمائه عنصري؟ وكيف تجد العدالة طريقها وسط مجتمع وجد عدالته في القانون الوضعي للإسلام السياسي من تكفير وقتل وسلب وخطف وممارسات من شأنها قهر الأقليات وتهمشهم والتضييق عليهم بكافة الوسائل؟
في الحقيقة الحل بسيط وسهل جدا وهو تفعيل القانون المدني المصري وتحديثه بما يتناسب مع مجريات الأمور المستحدثة بسبب وجود التفرقة العنصرية أو التمييز العنصري, وكل متجاوز لهذا القانون يجرم بجريمة أمن عام ليجد القانون طريقه وسط المجتمع , فلا تجد هناك متطاولا على المواطنة.
المساواة :
أي أن جميع المواطنون متساوون في الحقوق وعليهم جميع الواجبات ,ويأتي هذا التساوي في كل ما يميز أحد عن الأخر سواء بالدين أو اللون أو العقيدة أو غيرها , وفي النهاية الكل مصريون, ولكن لابد من وجود مجالات للتساوي:
ـ إزالة الفوارق الطبقية , وأقربها الخط الهمايوني في بناء دور العبادة المسيحية , والعمل على إنهاء قانون دور العبادة الموحد , مما لا يعطي ثغرة يستغلها عنصري لفرض عنصريته على الأقليات المسيحية.
ـ إزالة أدوات التمييز العنصري ليصبح الجميع أمام مصر مواطنون مصريون , بأن تزال خانة الديانة من الأوراق الرسمية , وأن تتعامل القيادات الحكومية والإدارية مع الأفراد في تقييم, على الجد في العمل واحترام القانون المصري والوظيفي.
ـ أن تكون أعياد ومناسبات وأوقات الصلاة لكافة الأديان محترمة من الدولة , بحيث أن يسبقها طلب كتابي من الموظف للحصول على حقه في هذه الأجازة وأن يجدد هذا الطلب كل سنة لظروف التلاعب وتغيير الدين.
ـ أن يفعل حق المواطن في اعتناق أي دين يريده بدون تدخل من الدولة ,أو أي تدخل من القيادات الدينية , لأن الدين لله والوطن للجميع , وكل فرد له الحرية مطلقة في ممارسة أي دين بدون شوشرة أو حكم قضائي أو غيره , على أن تلغى قوانين الرٍدة.
ـ أن تلغى جميع الأحزاب السياسية والتي تتخذ من الدين مادة لها أو شعار لها.
ـ تزال تماما مادة التربية الدينية من المناهج الدراسية ويضاف بدلا منها مواد تحفز على الانتماء لمصر والمواطنة.
ـ تدرس مادة التاريخ جميع العصور وبدون تمييز لعصر عن عصر , أو تقبيح صورة عصر معين لحساب عصر أخر.
ـ تدرس اللغة العربية وبدون استعمال آيات من القرآن وكأن العربية خاصة بالإسلام دون غيره .
ـ تلغى جميع الكليات العنصرية والمدارس العنصرية , لتبقى كلها خاضعة للتعليم العام وتقبل كافة المصريين .
ـ أو أنها تخصص للتعليم الديني فقط دون سواه على أن لا تتكفل الدولة بتعين مثل هؤلاء , على أن يتم تعينهم في المؤسسات الدينية ,,, مثال الكليات الاكليريكية , وكليات الشريعة الإسلامية.
ـ الوظائف العليا والترقيات يجب أن تختار بواسطة لجنة مشكلة , مثل لجنة شئون العاملين والتي كانت أكثر فاعلية سابقا ولكن الآن يتم الاختيار بصورة فردية تبعا لقرار رئيس العمل أو المحافظ أو غيره من القيادات العامة, والقرار الفردي لابد أن يكون فيه أخطاء تمييز فرد عن فرد.
تفعيل المجتمع المدني :
وهذا هو الدور المهم لكافة الأدوار بان تقام جمعيات للمجتمع المدني بدون تسميات عنصرية وبدون اتجاهات عنصرية مهما تكن , وبدون إلغاء للجمعيات الأخرى الدينية ,
على أن تقوم الأولى بعمل دورات تثقيفية لكافة المواطنين , في كافة مجالات الحياة العملية , وأن يكون المدعون على أساس مصريتهم وليس على أساس عنصري الدولة (ونريد الربط بينهم, أو إيجاد مواطنة ضائعة بينهم), فيحدث تلاحم مجتمعي ولقاءات شعبية , فتنمو روح المحبة والمواطنة دون مجهود أو نصوص دستورية واهمة.
بهذه الثلاثة تستكمل المواطنة ليرجع اسم مصر فخر المصريين
نشأت المصري
#نشأت_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟