هشام السامعي
الحوار المتمدن-العدد: 1958 - 2007 / 6 / 26 - 09:24
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مافائدة الحديث عن إصلاح الخطاب الديني قبل العمل على إصلاح الجانب الأخلاقي للإنسان , ما الجدوى في إعداد ملف أو إصدار كتاب عن التطرف الديني ونحن نعاني أزمة صراع بين الطبقات وبما زرعته لنا الرأسمالية من أسس تؤدي إلى انهيار الجنس البشري على يد الجنس البشري ذاته , ما هو الجديد حينما نتحدث عن التسلط السياسي والديني وندخل في حالة يأس نتيجة الوحشية التي وصل إليها الإنسان بعد هذه العملية الطويلة من تراكمات الأحداث والتجارب .
الكثيرين يحاولون النقد لكن متى يمكن أن ننتقد هذه التجارب النقدية , ماذا لدى الإنسان الآن من دلالات التعريف للأسئلة الكبرى التي تصيب أحدهم بالفزع مجرد التفكير فيها , هل يعقل أن تكون تجربة الجنس البشري مثل كل التجارب المادية الأخرى بحيث تبدأ من الصفر وترتفع حتى تصل إلى نقطة " مرحلة " الاستقرار ثم عادت إلى التدحرج من جديد نحو الأسفل .
كم هي التجارب النقدية التي استطاعت أن تحدد جوهر المشكلة التي أصابت الإنسان وعملت على فكفكة أبجدياتها وتقديم البدائل لها , يقال أن أصل التعامل الإنساني الأول كان حيوانياً قبل أن يتكون الجهاز السمعي والصوتي للإنسان وبعدها تحول إلى صورته النهائية وبدأ يتعلم طرق وتجارب الحياة الإنسانية !! لكن ماهو السر في فشل قابيل في أول تجربة فقتل هابيل وأورثنا القتل والدم .
لماذا غابت التجربة الإسلامية الإنسانية وأصبحنا لانعرف منها سوى مانحفظه في المدرسة أو مانقرأه في كتابات المؤرخين المغلوبين على ذاتهم أو مانسمعه من خطب المساجد من خطيب لم يدرك من الإسلام سوى إطالة اللحية وتقصير الثوب , لماذا انقلب المواطن الغربي على الشيوعية التي كانت أحد أهم أسرار نهضته في مرحلة سابقة ليستبدلها بالرأسمالية الإمبريالية .
هذه الأسئلة جميعها تشعرني بالفزع , فهل يعيش الإنسان الآن حالة الفزع العظمى .
لم يعد الحديث أكثر من كونه ثرثرة تعمل على تأجيل حالة الشعور بالهزيمة والموت المؤدلج وترحيلها إلى فترات مستقبلية تكون جريمة حينما يكون المستقبل هو الأجيال القادمة , وإذا لم يكن في الكلام من جديد ومفيد فالسكوت يكون أعظم لأننا سنوفر على المستمعين والقراء الكثير من الوقت لكي ينشغلوا في أعمال إنتاجية ربما تفيدهم أكثر .
لنفكر جدياً في التأسيس لنقد معرفي يبحث في الإشكالية ويقدم الحلول التي تناسب الإنسان بكونه المُقدس الأعظم في الحياة .
#هشام_السامعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟