أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - غياب مؤسسات المجتمع المدني














المزيد.....

غياب مؤسسات المجتمع المدني


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1962 - 2007 / 6 / 30 - 07:10
المحور: المجتمع المدني
    


غياب مؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي هو الذي سوف يعمل على شحذ روح الإرهاب في السنوات القادمة وهو الذي سوف يعمل على إعادة الأيديولوجيات القديمة ويبعثها من موتها الذي كان قد تحقق من خلال صعود القوى الليبرالية الحر ة في العالم .
وبصورة أكبر ملاأمة للموضوع سوف يؤدي غياب مؤسسات المجتمع المدني في كافة أرجاء الوطن العربي على إستمرار الأنظمة العربية القديمة بما يرافق تلك الأنظمة من حكم فردي وإستبدادي وتضييق الأفق وإستعلاء البرجوازية الفكرية المتخلفة في أبشع صورها.

وغياب مؤسسات المجتمع المدني يؤدي إلى تراجع العملية الديمقراطي ة في كافة أرجاء الوطن العربي الكئيب لأن الديمقراطية ليست الأحزاب السياسية وإنما مؤسسات المجتمع المدني بعموم أشكالها وليست الأحزاب السياسية إلا الضلع الثالث في المجتمع المدني الحديث وهذا الضلع الثالث هو الضلع المتمم للمثلث الثلاثي الأضلاع:
-ألأحزاب السياسية
- مؤسسات المجتمع المدني- وهذه المؤسسات هي التي ينبثق عنها جماعات الظغط المطلبة بالحقوق المدنية والتي تؤدي هذه المطالبة في رسم الضلع الأخير في المثلث الثلاثي الأضلاع:
- نشر ثقافة حقوق الإنسان

إن المجتمع الديمقراطي غير مفهوم في مكوناته طالما أن مؤسسات المجتمع المدني غائبة فعلا وممارسة في عموم أرجاء الوطن العربي فما هو المجتمع المدني الحديث : هو مؤسسات مدنية ترعى حقوق الفرد والجماعة وتدافع عن الحريات العامة من خلال بذر بذور الإرشاد النفسي للأفراد وتحمي الأفراد من قسوة المرابين الذين ما زالوا في الوطن العربي يقومون بتشكيل مؤسسات إقراض ربوي للمحتاجين على شكل هيآت وجمعيات عائلية.

وفي الحقيقة أن غياب مؤسسات المجتمع المدني يعمل في الوطن العربي عل ى إنتشار أفراد يقومون بتقديم قروض مالية لأفراد المجتمع مقابل نسبة متفق عليها من الربح علما أن المشاريع التي يمولها هؤلاء الأفراد ليست ربحية وإنما هي من أجل حصول الشباب العاطل على غرفة نوم يتزوج عليها .
وبهذا فإن غياب مؤسسات المجتمع المدني يؤدي إلى تراجع المشاريع الأنسانية ويصبح الوطن العربي غارقا في مشاريع إقتصادية غي ر منتجة وقد أصبح فعلا غارقا في مثل تلك المشاريع .

وحتى لا نبتعد عن الموضوع في كثيرأو قليل أريد أن أقول من أن الفقر في المجتمع العربي سببه دخول الوطن العربي في مشاريع غير منتجة على الإطلاق والفقر بؤر ة لا يستهان بها لإبن لادن وغيره وهي المشروع الذي يستمد إبن لادن منه القوة البشريةلتجنيدها إرهابيا سواء أكان ذلك عن طريقه أو عن طريق الظروف التي تخلق في كل يوم نسخة مصغرة عن إبن لادن .

إن الظروف السياسية في الوطن العربي ملائمة لإنتشار الإرهاب بأبشع صوره فمع غياب مؤسسات المجتمع المدني الحديثة تجتر الأيديولوجيات القديمة نفسها مرة أخرى لأن غياب مؤسسات المجتمع المدني تعمل على خلق فراغ إجتماعي وسياسي في المنطقة كلها .

فمعظم حياة الناس في الوطن العربي بلا مأوى ثقافي أو فكري وعملية إندماج السكان في بنايات حديثة وتفكك العائلة الممتدة –العشيرة والقبيلة- تتطلب نموذجا جديدا يواكب العصر الذي نحن به فقد كانت ظروف التجمعات القروية في مشاعات قروية شبه بدائية في الوطن العربي تعمل على تقوية العشيرة والقبيلة والعشيرة والتي نسميها علميا العائلة الممتدة لها خصوصياتها الثقافية مثل قرابة الدم والعصب ة وكل هذه الأمور مناهظة للمجتمع المدني الحديث ولهذا السبب نجد أن مجالس ومقاعد البرلمانات العربية هي مقاعد أبناء حارات وإيديولوجيات قديمة تناهظ المرأة علنا وتقمع كل ماهو أصيل ومبتكر.

وعملية تفتت العائلة القديم في الوطن العربي قد تحقق فعلا ولكن طرازها القديم ما زال يعشش بنا جميع حتى أن رؤساء غالبية الجمعيات ومدراء المؤسسات الإجتماعية ما زالوا من أصحاب العقول القديمة ونحن في هذه النقطة كألمثل القائل :كأنك يا أبو زيد ما غزيت.

وحين تدوي صرخة الوطن العربي في مطاردة الإرهاب تكون تلك الصرخة وكأنها صرخة دون كيشوت حين كان يصرخ بصديقه شانساتوا وحماره وحصانه من أجل الهجوم على طواحين الهواء إعتقادا منه من أن تلك الطواحين فرسان من العصور الوسطى

مؤسسات المجتمع المدني في الوطن العربي هي وقلتها واحد فإن كانت موجودة فهي غير مفعلة وغيابها مثل وجودها وعملية إنكماش الوطن العربي على نفسه في الداخل وتقوقعه وجموده كل هذه العوامل سوف تؤدي إلى إنهياره الوشيك والقريب إضافة إلى عدم دخوله أو تعديل برامجه الإجتماعية وعدم دخوله في نظام ثقافي جديد من التسامح مع الأطراف السياسية وعدم إحترام بعض القادة العرب للرأي والرأي الآخر وبقائهم في حالة حب الإحتفاظ بالسلطة لوحدهم.




#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النظام العربي مناهظ للمجتمع المدني
- حبيبتي :إنصاف
- شخصيات غير عادية
- الإنسان: حيوان بن حيوان
- طز بالأقلام الجاهزة
- الطاغية :صلاح الدين الأيوبي
- المثقف السياسي
- عبادة الله
- الشعب: صاحب الجلالة
- العصف الذهني2
- العصف الذهني1
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي


المزيد.....




- حملة اقتحامات تخللها اعتقالات في مناطق متفرقة بالضفة
- أوراق التوت الأخيرة.. المجاعة بغزة تكشف عورات العالم!
- الأمم المتحدة تكشف عدد اللاجئين السودانيين المهجّرين إلى تشا ...
- السعودية تنفذ الإعدام بحق البارقي لقتل جذمي والجريمة بحادث س ...
- نتنياهو يعقد اجتماعا طارئا ويؤكد: مذكرات الاعتقال من الجنائي ...
- أمريكا تعلق على إصدار-الجنائية الدولية- مذكرتي اعتقال بحق وز ...
- الخارجية الإماراتية: الشراكة مع روسيا وأوكرانيا ساهمت في نجا ...
- طواقم الدفاع المدني تنتشل 7 شهداء في محيط مخازن الأونروا برف ...
- الأمم المتحدة: 10 أطفال يفقدون ساقاً أو ساقين في غزة يومياً ...
- تحذير من تداعيات -حرب صامتة- بالضفة وحصيلة جديدة للاعتقالات ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جهاد علاونه - غياب مؤسسات المجتمع المدني