أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمد زين الدين - صياغة القوانين الانتخابية















المزيد.....

صياغة القوانين الانتخابية


محمد زين الدين

الحوار المتمدن-العدد: 1958 - 2007 / 6 / 26 - 10:46
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


لا تعدو الانتخابات أن تكون سوى آلية لاعمال شيء أهم ألا وهو تكريس الديمقراطية التشاركية؛ بيد أن العملية الانتخابية تبقى من أبرز العمليات السياسية تعرضا للانتقادات نظرا لتعدد محطاتها من جهة وتحكم خلفيات الفاعلين السياسيين من بلورتها على مستوى التنظير والممارسة.
إن السؤال المركزي هنا هو:كيف يمكن صياغة قوانين انتخابية تحقق النزاهة والشفافية؟
يتفرع عن هذا السؤال المركزي أسئلة نوعية من قبيل:
على أية معايير ينبغي الاعتماد لصياغة نظام انتخابي نزيه وشفاف؟
و ما هي الأنظمة الأقل كلفةً أو الأكثر مردوداً في ما يتعلَّق بتسجيل الناخبين وتقسيم الدوائر الانتخابية وتثقيف الناخبين وغيرها من مكوّنات كلّ نظام انتخابي؟
تفرض المؤسسات السياسية قواعد اللعبة التي تحكم ممارسة الديمقراطية؛ وغالباً ما يقال إن العملية السياسية الأكثر عرضةً للتلاعب، بقصدٍ أم بغير قصد، هي العملية الانتخابية؛ ففي تحويل الأصوات المدلى بها يترك اختيار نظام انتخابي معين أثراً حاسماً في الشخص الذي سيُنتخب وفي الحزب الذي سيتولّى السلطة؛ حتى حينما يحصل حزبان على عدد مماثل من الأصوات، فإنَّ نظاماً انتخابياً معيَّناً قد يعطي الأفضلية في هذه الحالة لحكومة ائتلافية في حين قد يمنح تطبيق نظام آخر حزباً واحداً سيطرةً أكثرية.
بل أكثر من ذلك نجد للأنظمة الانتخابية انعكاسات أخرى تتجاوز هذا الأثر الأولي، فلها على سبيل المثال تأثير كبير في نظام الأحزاب السياسية القائم، خاصة في عددها وأهميتها النسبية داخل البرلمان؛ كما أنها تؤثّر في تماسك الأحزاب وانضباطها الداخليَّين: فبعض الأنظمة يشجّع التشتّتية، إذ تكون أجنحة عدة لحزب واحد على خلاف متواصل، في حين أن أنظمة أخرى تشجّع الأحزاب على التحدّث بصوت واحد واستبعاد أسباب الخلاف؛ كما يمكن أن تؤدي الأنظمة الانتخابية دوراً حاسماً في مجرى الحملات الانتخابية وتصرّف النخب السياسية، إذ تساهم في تجديد المناخ السياسي العام؛ بحيث يمكن أن تشجّع أو تؤخّر تكوين تحالفات بين أحزاب، كما يمكن أن تحفّز الأحزاب والجماعات على امتلاك قاعدة واسعة وإبداء نزعة توفيقية، أو على العكس، يمكن أن تستثير شعور الانتماء الاثني أو القبلي.
ومع ذلك نشير على أنه ليس من الضروري أن يفضي نظام انتخابي مُعيَّن إلى النتائج نفسها بحسب البلد الذي يطبَّق فيه. فعلى الرغم من وجود تجارب مشتركة،
فإن آثار أي نظام انتخابي يتوقف إلى حدّ كبير، على الوضع الاجتماعي- السياسي القائم حيث يطبَّق هذا النظام، فتدخل هنا جملة من العوامل: بنية المجتمع على الصعيد الأيديولوجي ؛الديني ؛الاثني ؛العرقية الإقليمي ؛اللغوي و الاجتماعي؛ ثم نمط الديمقراطية (راسخة، انتقالية أو جديدة)؛ ووجود منظومة أحزاب في حالة تكوّنية أو قيد التكوُّن؛ وعدد الأحزاب "الفاعلة"؛ والتركّز الجغرافي لناخبي حزب معيَّن أو تشتّتهم.
كما أن النمط الانتخابي يتأثر بجوانب أخرى منها ما هو ذو طابع إداري وآخر قانوني، مثل توزيع أنماط الاقتراع، تعيين المرشحين، تسجيل الناخبين، إسناد المسؤولية للإدارة الانتخابية، تقسيم الدوائر، شكل بطاقات الاقتراع وطريقة فرز البطاقات.
ما هو النظام الانتخابي؟
إنَّ النظام الانتخابي، بالمعنى الواسع،هو عملية تحوّل الأصوات المدلى بها في انتخاب عام إلى مقاعد مخصَّصة للأحزاب والمرشَّحين.
أما المتغيّرات الأساسية التي تحكم العملية الانتخابية، فهي كالتالي:
- الصيغة الانتخابية المطبَّقة (مثلاً، هل نحن بصدد نظام أغلبية أو تمثيل نسبي، وما هي القاعدة الرياضية المستخدمة لحساب توزيع المقاعد في الحالة الثانية؟
- وزن الدائرة وهنا لا تقاس بعدد الناخبين الذين يعيشون في الدائرة، بل عدد المقاعد المخصَّصة لها.
فما هي المبادئ الرئيسية التي توجّه لصياغة نظام انتخابي فاعل وفعال؟
لصياغة القانون الانتخابي، من المستحسن البدء بوضع لائحة بالمعايير التي تلخّص ما يُراد تحقيقه أو تجنّبه، وبصورة عامة، نوع البرلمان والحكومة المنشودَيْن.




لكن ماذا نعني بالمعايير المعتمدة هنا؟
إن بعض المعايير تتشابك وتبدو أحياناً متناقضة، وغالباً ما تكون كذلك فعلاً؛ والواقع أنَّ التوفيق بين أهداف متضاربة هو أحد الجوانب الأساسية لمفهوم المؤسسات؛ فمثلاً يمكن السعي في وقت واحد لمنح المرشَّحين المستقلّين الفرصة لانتخابهم، وتشجيع انطلاق الأحزاب السياسية القوية؛ أو أنه يمكن التصوّر بأنه من الحكمة صياغة قانون يتيح للناخبين خياراً واسعاً من المرشحين والأحزاب، إلاَّ أنَّ ذلك قد يجعل بطاقة الاقتراع أكثر تعقيداً ويسبّب مشاكل للناخبين الأقل تعلّماً؛ فحين نختار (أو نعدّل) نظاماً انتخابياً معيّناً، لا بدّ من وضع لائحة بالأهداف الأساسيَّة، بحسب أولويَّتها. ثم نقدّر أي نظام انتخابي أو أيّ تركيبة من الأنظمة هو الذي يخدم هذه الأهداف على الوجه الأفضل.
إنَّ صياغة النظام الانتخابي يجب أن يأخذ في الحسبان الأهداف التالية:
- ضمان قيام برلمان ذي صفة تمثيلية.
- التأكّد من أن الانتخابات هي في متناول الناخب العادي وأنها صحيحة.
- تعزيز شرعية كل من السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية.
- تشجيع قيام حكومة مستقرَّة وفعَّالة.
- تنمية حسّ المسؤولية إلى أعلى درجة لدى الحكومة والنواب المنتخبين؛
- تشجيع التقارب داخل الأحزاب السياسية؛
- بلورة معارضة برلمانية؛
- مراعاة طاقات البلد الإدارية والمالية؛
الحرص على اجراء انتخابات دورية وهنا نستحضر قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الصادر سنة 1991.
غير أنه ينبغي الانتباه على أن هذه المعايير لا تشكل وصفة سحرية لبلورة نظام انتخابي فاعل وفعال وهنا نستحضر تصور مركز حقوق الانسان بجنيف الذي رأى في إطار تقديمه للجوانب القانونية والتقنية للانتخابات بأنه لا يوجد نظام سياسي واحد أو منهجية انتخابية واحدة يلائمان الشعوب والدول كافة ؛ بيد أنه وراء هذا الاقرار لا بد من الانتباه إلى معطيين أولهما يكمن في ضرورة صياغة الاحتياجات والتطلعات والحقائق التاريخية للشعب المعني بالأمر وثانيها ضرورة مراعاة المعايير الدولية لضمان انتخابات نزيهة وشفافة.



#محمد_زين_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأحزاب والنقابات وهيئات المجتمع المدني علاقات تقاطع أم تكام ...
- جدلية الدولة الديمقراطية والأحزاب السياسية
- المجتمع المدني : المفهوم والدلالات
- المؤسسة الملكية ورهانات التحديث بالمغرب الراهن
- الشباب المغربي واستحقاقات 2007
- واقع وآفاق المشاركة السياسية للجالية المغربية بالخارج
- العمل الجمعوي .. والمجتمع المدني بالمغرب : أية علاقة؟
- صراع اللاحضارات
- سؤال الاصلاح الدستوري في مغرب التسعينات
- تصريف العدالة الانتقالية بالمغرب هيئة الانصاف والمصالحة نموذ ...
- تأثيرات أنماط الاقتراع على مسألة الانتقال الديمقراطي
- سريان النخب بالمغرب
- بناء مجتمع المواطنة
- عولمة الاعلام بين السياسة والاقتصاد
- الديمقراطية المعولمة


المزيد.....




- الأمم المتحدة تحذر: توقف شبه كامل لتوصيل الغذاء في غزة
- أوامر اعتقال من الجنائية الدولية بحق نتانياهو
- معتقلا ببذلة السجن البرتقالية: كيف صور مستخدمون نتنياهو معد ...
- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - محمد زين الدين - صياغة القوانين الانتخابية