شكل الفيتو الأمريكي ضد قرار المجموعة العربية التي طالبت الأمم المتحدة بحماية الأخ الرئيس ياسر عرفات دليلا جديدا على الدور الأمريكي المشارك لإسرائيل في عدوانها ضد الشعب الفلسطيني، وهو أكثر من ضوء اخضر لامعان إسرائيل في سياستها ليس بشأن إبعاد الأخ الرئيس عرفات أو الاعتداء عليه، بل وأيضا لاستمرارها في سياستها العدوانية ضد شعبنا، هذه السياسة التي تتحدى إسرائيل من خلالها إرادة المجتمع الدولي وقراراته وتتعامل مع نفسها كقوة فوق القانون الدولي.
إننا إذ نشجب هذا القرار الأمريكي الاستفزازي نستغرب ونستهجن أن تنصب أمريكا نفسها قيادة للدول والقوى التي تكافح الإرهاب، فمن يمارس القتل الفردي والجماعي ومن يضطهد الشعبين العراقي والأفغاني ويحتل اراضيهما ومن يتدخل بالقوة بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، ومن يتحدى القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، ومن يدعم إسرائيل في استمرار تنكرها لحق شعبنا في الخلاص من الاحتلال وحقه في اختيار قيادته كجزء من حقه في تقرير مصيره وإقامة دولته الفلسطينية الديمقراطية المستقلة، من يضع نفسه في هذا الإطار هو سيدا للإرهاب وليس محاربا له.
فهي بسياستها واستهتارها بالأمم المتحدة إنما تشجع الفوضى وتقوض القوانين والمواثيق الدولية التي تحاول خلق التوازن والاستقرار في العلاقات الدولية وتحقيق السلم العالمي.
وأخيرا فان هذا التحدي الأمريكي لاتجاه السياسة الدولية يحملها موضوعيا المسؤولية عن أي حماقة يمكن أن تقدم عليها إسرائيل ضد الرئيس عرفات وشعبنا الفلسطيني بشكل عام.
الأمين العام
للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
احمد سعدات
17/9/2003