أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - مصطفى محمود - عن المثلية















المزيد.....

عن المثلية


مصطفى محمود

الحوار المتمدن-العدد: 1959 - 2007 / 6 / 27 - 12:15
المحور: حقوق مثليي الجنس
    


تعتبر المثلية من اكثر القضايا الشائكة على الساحة الاجتماعية وربما لسخونة هذا الملف ينأى الكثير من المفكرين والمثقفين الخوض فية خوفا من الاستنكار ونظرات الاستهجان لمن يتحدث فى هذا الموضوع ولهذا يؤثر اغلبهم السلامة وراحة البال على الحديث فية ، ولكن منذ متى كان الخوف من رد فعل المجتمع وعدم تقبلة للافكار المطروحة كان دافعا لدفن الرؤس فى الرمال، ان هذا الجبن لا يليق باناس مهمتها رفع وعى المجتمع وتهذيبة من همجيتة فاذا لم تكن رسالة المثقف والمفكر هى السمو بlجتمعة وتوسيع أفاقة فما هى مهمتة ! ذلك ان المبادىء لا تجزأ فطالما دافعنا عن حقوق الاقليات الدينية والسياسية والاقليات المضطهدة بسبب افكارها وارائها سنتكلم اليوم عن المثليين لكونهم يشاركون كل ما سبق ذكرهم سواء من حيث الاضطهاد او النبذ من المجتمع ولكونهم يشاركونا اهم صفة على الاطلاق الا وهى الانسانية والتى توجب علينا الدفاع عن كل مضطهد ومظلوم ضد اى تصرف عنصرى ورجعى ، ولكن قبل ان نتحدث عن حقوق المثليين لنتحدث اولا عن مفهوم المثلية ،فالحقيقة اننا نرى المجتمع يرمى المثليين باللعنات صباح مساء ويذكرهم بكل نقيصة ويلحقون بهم اشنع الالفاظ ويصل ذلك الى حد القتل كما يحدث فى ايران ولكن هل فكر احد من هؤلاء ولو للحظة انة مخطىء فى حكمة عليهم او ليسال نفسة هل هؤلاء المثليين قد اختاروا بارادتهم ان يكونوا مثليين ؟ اغلب الظن ان لا . لاننا كالعادة نهوى اصدار الاحكام على الاخريين وايذائهم ماديا ومعنويا على قدرالمستطاع اذا اتيح لنا ذلك بدون اى تحقق من الامور وطبيعة الاحوال والظروف ، وذلك فقط لاشبع الرغبة فى تقريع احدهم واذلالة وتفجير سخطنا فية ، والغريب اننا اذا دققنا فى الامر بموضوعية للحظات لتغير موقفنا على الكلية، فالمثلي هو بين اثنين انة اما لدية خلل نفسى او بيولوجى يدفعة لهذا السلوك واما انة قد جبل على ذلك وفى الحالتين لا ذنب علية ، فاذا كان مريضا يلزمنا ذلك ان نرعاة ونتفهم مرضة ونحاول مساعدتة لتخطى تلك المشكلة ونبحث عن علاج لة تماما كما نساعد اى مريض اخر والغريب ان المجتمع يتقبل بكل رحابة مساعدة المدمنين على الكحول والمخدرات مع ملاحظة ان هؤلاء قد اختاروا طريق الادمان بارادتهم اما المثليين فعلى فرض المرض فان معيار (الاراددة والاختيار) يسقط هنا فمنذ متى يعاقب احد على مرضة وهو لم يختر ان يكون مريضا !!ان الامر يشبة قليلا ما كان يحدث فى العصور الوسطى عندما كان البشر يرفضون مساعدة المرضى بالجذام ظنا منهم انهم ملعونين بذلك المرض نتيجة لافعالهم ولا يجب مساعدتهم !! فهل هناك اى منطق انسانى يبرر هذا السلوك الوحشى من المجتمع ، ان من يسىء للمثليين سواء بالقول او الفعل انة كمن يعيب على الضرير انة لا يرى او يسخر ممن لدية عيوب خلقية او كمن يهزأ بالابكم والاصم. فهل هناك انسان سليم العقل والنفس يقبل ان يفعل ذلك ؟ ، وعلى فرض انهم ليسوا مرضى بل هم قد جبلوا على ذلك ونتحدث هنا عن فرض مطروح بقوة العلم فمؤخرا اكد ت الكثير من الجهات الاكاديمية والطبية ان المثلية ليست مرض نفسى او بيولوجى وانهم قد اخطأو فى هذا الامر لانهم استندوا فى ابحاثهم على حالات محددة وان المثلية لا تخضع لمعيار محدد او لبيئة معينة ..باختصار اعلن العلم حيرتة عن تفسير سبب المثلية بعد ابحاث اكثر من 50 عاما حتى لقد شطبت الكثير من مؤسسات الطب النفسى المثلية من قائمة الامراض التى تعالجها ، كما حظرت بعض منظمات الطب النفسى مثل منظمة الطب النفسى الامريكية على الاطباء معالجة المثليين على اعتبار ان مباشرتهم للمثليين تشخيص خاطىء وعلاج لمرض غير موجود ، اذن لقد نفض الطب النفسى يدة من الامر فماذا يتبقى لنا من اسباب ومبررات لكى نضطهدهم . سيقول البعض حسنا ولكن على اى من هذة الافتراضات فالمثلية سلوك غير طبيعى ، وهنا نكون امام مغالطة كبيرة فيمكننا ان نبحث فى كتب الطب النفسى عن ماهو يعد سلوك غير طبيعى ولكن هل يستطيع احد ان ياتى بكتاب شامل ومحدد بما هو يعد (التصرف الطبيعى) ؟ . الحقيقة انة لم ولن يوجد كتاب كهذا واعتراف العلم بسقوط وصف (المرض او الخلل) ينقل الموضوع من الى ساحة العادات والتقاليد وليس لساحة (الطبيعة) ولاشك ان السلوك المثلى هو تصرف مختلف وغريب داخل المثير من المجتمعات ولكن متى كان الاختلاف فى طرق الحياة والمعيشة سبب للكراهية والاضطهاد. لماذا نرى انة من حقنا دائما اقصاء المختلفين عنا سواء فى الرأى او الدين او الجنس او العادات عن العالم. ان المثليين يشكلون حاليا حوالى اكثرمن 12/100 من سكان المعمورة فهل حل كل هذة الملايين هو حرقهم وابادتهم كما تفعل بعض الدول البربرية ام نتعلم كيف نتعايش معهم. ان شعور المثليين بالاضطهاد يشبة الاضطهاد الذى كان يشعر به السود فى امريكا عندما كان البيض يلاحقونهم بالشباب والاهانات لا لشىء الا لان لون جلدهم داكن قليلا!! لماذا نفعل ذلك بالاخرين المختلفين عنا دائما؟ فلنفترض ان المثليين هم الاكثرية فهل كنا سنقبل تلك الطريقة المهينة وذلك الاضطهاد فى التعامل معنا ؟ ام لاننا فقط الاغلبية وفى موضع قوة يجب ان نضطهد ونقهر الاقلية . لماذا لا نتعلم ان نتعايش جميعا فى هذا العالم الواسع الرحب .. لماذا يجب ان يكون هناك كراهية او بغض للاخر لماذا لا ندخر هذا الجهد فى تحقير واذلال البعض لمساعدة ورعاية المحتاجين والضعفاء لماذا لا نقدم للاخر وردة بدلا من ان نقذفة بحجر لانة مختلف عنا . ان الحديث عن اختلاف العادات يدفعنا للتحدث عن احقيتنا فى التدخل فى حياة الاخريين فالمثلية ما هى الا مجرد تفضيل لبعض الاشخاص لاشباع رغباتهم الجنسية والتى هى من حق كل انسان فما دخلنا نحن فى تفضيلات بعض الاشخاص فى هذا الامر (الخاص) انة تلصص على حياة الاخرين. لماذا لا نعترف لهم بحريتهم وحقهم فى الحياة طالما لم يسببوا لنا ضررا ان هذا المثلى الذى نقتحم حياتة ونقهرة ونحتقرة وننبذة عنا يدفعة ذلك الى الانطواء والانعزال وربما الانتحار هروبا من تصرفات المجتمع ..فبأى حق نسمح لانفسنا قتلهم حتى ةلو بطريقة غير مباشرة عن طريق دفهم للانتحار لمجرد انهم مختلفين . الا يوجد مجال للرحمة والتسامح بين البشر فى هذا العالم. ان هذا المثلى قد يكون بسهولة اخييك او اختك ابنك او ابنتك صديقك او صديقتك او تظنوا ان هذا الامر مستحيل الحدوث ، هل تظنوا حقا ان المثليين هم ذلك النفر القليل من الشباب المتسكعين فى الملاهى فقط! انهم يعيشون بيننا ولكنهم يخفون مثليتهم خوفا من تدمير حياتهم ومن نظرات العار التى تنتظرهم من الاقارب والاصدقاء ، انهم داخل بيوتنا وبين اصدقائنا بجانبنا فى مدرجات الجامعة ومعنا فى الحافلات وايضا فى العمل انهم بكل بساطة جزء منا ولكن تفرض عليهم ظروفهم ان يعيشوا حياة خفية سرية مثل عملاء المخابرات لو جاز التعبير فكلاهما لو اكتشف امرة لقضى علية ولذلك فهم يحرصون اشد الحرص على تلك الحياة المزدوجة المزيفة اجتماعيا والحقيقية ذاتيا انهم فى تلك الحياة المزدوجة اشبة بالمارانوس وهم اليهود الاسبان الذين تظاهروا خلال مرحلة التفتيش المروعة انهم اعتنقوا المسيحية ولكنهم ظلوا على دينهم يمارسون طقوسة فى السراديب والاقبية بسرية تامة ، ولكن ما يختلف بة المثليون انهم ليسوا طائفة محددة يمكن حصرها كما نتحدث عن الاقليات الدينية مثلا فمنهم المسيحى والمسلم واليهودى والملحد والعربى والاوروبى والاسيوى والاسود والابيض انهم باختصار يقاسمونا ادياننا ومعتقداتنا ولوننا ولغتنا وجنسيتنا انهم جزء حقيقى فى كل مجتمع وان كنا نغض الطرف او نتعامى عن وجودهم . وعلى كلا الفرضين سواء كانوا مرضى او هذة طبيعتهم فلا مبرر ولا دافع على الاطلاق لاضطهادهم بل هناك دافع انسانى يلزمنا ان نتقبلهم





#مصطفى_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى لزوم بناء الكنائس
- العلمانية والبديل
- ايار مجيد
- عندما يكون الدين افيونا


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- الجنسانية والتضامن: مثليات ومثليون دعماً لعمال المناجم / ديارمايد كيليهير
- مجتمع الميم-عين في الأردن: -حبيبي… إحنا شعب ما بيسكُت!- / خالد عبد الهادي
- هوموفوبيا / نبيل نوري لكَزار موحان
- المثلية الجنسية تاريخيا لدى مجموعة من المدنيات الثقافية. / صفوان قسام
- تكنولوجيات المعلومات والاتصالات كحلبة مصارعة: دراسة حالة علم ... / لارا منصور
- المثلية الجنسية بين التاريخ و الديانات الإبراهيمية / أحمد محمود سعيد
- المثلية الجنسية قدر أم اختيار؟ / ياسمين عزيز عزت
- المثلية الجنسية في اتحاد السوفيتي / مازن كم الماز
- المثليون والثورة على السائد / بونوا بريفيل
- المثليّة الجنسيّة عند النساء في الشرق الأوسط: تاريخها وتصوير ... / سمر حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق مثليي الجنس - مصطفى محمود - عن المثلية