أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي حديدي - مهرجانات














المزيد.....

مهرجانات


صبحي حديدي

الحوار المتمدن-العدد: 597 - 2003 / 9 / 20 - 05:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

في صحيفة "تشرين" السورية ليوم أمس اشتكى الشاعر والصحافي حكم البابا من أنّ البلد يشهد مهرجانات أكثر ممّا ينبغي، وثمة "مهرجانات بالجملة، حين يتحوّل النشاط الثقافي إلى روتين دعائي" كما يقول عنوان عموده. ولقد ضرب البابا مثالَين على هذا النوع من المهرجانات، وكان مصيباً تماماً في استقراء مقدار العبث وراء الاستمرار في إقامة كلّ منهما: مهرجان دمشق السينمائي، ومهرجان بصرى الفنّي.
ورغم أنّ المهرجانَين شهدا سنوات ذهبية حقاً، فإنّ أوضاعهما الراهنة لا تسرّ الخاطر. ذلك لأنّ مهرجان دمشق السينمائي يُعقد كلّ عام، في بلد لا ينتج فيلماً سينمائياً إلا كلّ عامين كما يذكّر البابا. ويُعقد ضمن مراسم احتفالية واحتفائية رسمية ومكلفة دون ريب، حين لا توجد في العاصمة السورية دمشق صالة أخرى غير فندق الشام توفّر شروط عرض سينمائي مقبول في الحدّ الأدنى (ذاكرتي الشخصية ليست واهنة تماماً، ولكن يبدو من كلام البابا أنّ هذه الصالة ذاتها، التي كانت مفخرة استثمارات القطاع الخاصّ في ميدان السياحة، تدهورت بدورها وباتت متخلفة). وأخيراً، هذا بلد ينظّم مهرجاناً دولياً للسينما، لكنّ شعبه "لا يشاهد الأفلام الجديدة إلا عبر النســخ الرديئة المقرصنة من أشرطة الفيديو" حسب البابا دائماً.
وأمّا مهرجان بصرى فقد انقلب، كما يبدو، من مناسبة سنوية ثقافية ـ شعبية يحتضنها مسرح بصرى الأثري القديم البديع، إلى "عدد من العروض الجوّالة التي تقدّمها فِرَق مجهولة من دول العالم تأتي لتعرض في أنحاء شتى من سورية ولا يشاهدها إلا نفر قليل من سكان تلك المناطق كنوع من تغيير روتين حياتهم اليومي". وهذه الخلاصة التي يسجّلها البابا محزنة حقاً، ليس لعشرات الآلاف من السوريين الذين اعتادوا القيام برحلة حجّ سنوية إلى بصري الشام فحسب، بل هي ضربة قاصمة ــ اقتصادية وسياحية وثقافية ــ لمحافظة درعا الجنوبية، التي لم يكن ينقصها ظلم المركز وإهمال الدولة!
وبالطبع، ولأسباب وجيهة نتفهمها تماماً، يسكت البابا عن المهرجان الثالث الأهمّ، والأكثر كلفة وإفراطاً في الاحتفال والاحتفاء: مهرجان المحبّة الذي يُقام سنوياً في محافظة اللاذقية، والذي يتضمن أنشطة ثقافية وفنّية ومسرحية عربية ودولية واسعة، متعددة، وعريضة النطاق. وكان هذا المهرجان قد بدأ للمرّة الأولى في سياق تكريم "الباسل"، نسبة إلى الراحل باسل الأسد شقيق الرئيس السوري الحالي، ثم تواصل بدعم مزدوج لا ينضب: أهمية الراحل بذاته، والحظوة الخاصة التي تتمتع بها محافظة اللاذقية بالقياس إلى المحافظات الأخرى في سورية.
وإلى هذا المهرجان يتوافد الكثير من الأدباء والفنانين السوريين والعرب، لأسباب تتجاوز الإرادة الذاتية غالباً، وتنهض غالباً على عدم الرغبة في إغضاب إدارة المهرجان (وهم من كبار أهل السلطة وأصحاب الحلّ والربط، غنيّ عن القول)، والظهور بمظهر المُعْرِض عن هذه المشاركة ـ الواجب المقدّس. هذا لا يعني البتة أنه لا يوجد مَن يأتي إلى المهرجان، طائعاً راضياً طائراً على أجنحة المحبة... بعد أجنحة النفاق! أحد الشعراء العرب أخبرني أنّ المهرجان كان هزيلاً تماماً هذا العام، ولكنه شارك مع ذلك. لماذا؟ لأسباب ثلاثة، قال لي: سيّارة مراسم من رئاسة الوزراء تظلّ تحت تصرّفه الشخصي، وأسبوع زمان إجازة صيفية على رمال "الشاطيء الأزرق" الذهبية، و... خمسمئة دولار حلال زلال حسب تعبيره!
وما تناساه، إذْ لا ينبغي أن ينساه، حكم البابا ليس هذا المهرجان ـ الأمّ فحسب، بل أيضاً تلك الأنشطة الثقافية التي ما تزال حيّة رغم أنها ــ أو على الأرجح لأنها ــ لا تتمتّع بدعم السلطة. المثال الأبرز هو "مهرجان السنديان" الثقافي السنوي الذي يُقام في قرية الملاجة الساحلية (مسقط رأس الشاعر الراحل محمد عمران)، والذي تنظمه مؤسسة أهلية قائمة على تبرعات عدد من المؤسسات المدنية والمتطوعين، وتشرف عليه الشاعرة رشا عمران. هذه السنة أقام المهرجان دورته الثامنة، بنجاح مميّز مزدوج: دعوة عدد أكبر من المبدعين العرب والأجانب (قاسم حداد، موسى حوامدة، عباس بيضون، سيف الرحبي، غسان الشامي، أحمد جان عثمان، أندريه فالتير...)، إلى جانب أدونيس على رأس عدد من المبدعين السوريين؛ وتنويع الأنشطة بحيث لا تقتصر على الشعر، بل شملت التصوير والنحت. وأمّا الجانب الثالث في هذا النجاح، والذي لا يقلّ دلالة في نظري، فهو أنّ إدارة "السنديان" أنجزت نقلة حاسمة فكرية ـ سياسية حين أقامت المهرجان تحت شعار "الإيمان بدور الأدب والفنّ في تهذيب والارتقاء بالمجتمع من خلال بناء الفرد الانسان الحرّ، وبالحوار الديمقراطي أسلوباً للارتقاء".
وبهذا المعنى، وضــــمن الشـــروط العامة الأخرى لإقامة مهرجانات من هذا النوع، ليس من المتوقع مثلاً مشاركة ذلك الشاعر العربي صاحبنا، الذي جاء إلى "المحبّة" من أجل السيّارة والرمال وحفنة دولارات. المسافة، مع ذلك، أقلّ من ساعة زمان بين الملاجة واللاذقية!

 



#صبحي_حديدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غيفارا وجورج وسوف
- العلاقات الهندية ـ الإسرائيلية وبؤس الموقف الرسمي العربي
- أفغان العالم يتوافدون إليه خفافاً وثقالاً: العراق بوصفه مستن ...
- محمود عباس أمام انكشاف الجوهر الحقيقي للصراع
- الدولة الرأسمالية المعاصرة والتاريخ الذي انتهى وما انتهى
- مجازر الجزائر مستمرّة و العالم الحرّ يتفرّج ويتثاءب
- بلا بطيخ..!
- بشار الأسد في السنة الرابعة: الحفاظ على -أمانة الوالد
- استبدال الخاكي بالزهريّ والسماويّ لن يجمّل صورة النظام
- أمثولة فؤاد عجمي: سبينوزا أم ذبابة الخيل؟
- الحوار مع إسرائيل يكمل سيرورة دشنتها -الحركة التصحيحية-النظا ...
- عشية وصول باول وقبيل الخضوع التامّ للشروط الأمريكية - سورية ...
- في أحــــوال الـمـثـقـف الـعـــربـي على أعـتـــاب هـزيـمـة ن ...
- بشار الأسد علي أعتاب سنة ثالثة: لا معجزات ولا عصا سحرية!
- اقتصاد السوق بعد جوهانسبورغ: تقويض الفردوس الأرضي
- عن جداول الأعمال المتصارعة في قمة الأرض الثانية: الحرب على ا ...
- واجب ملاقاة الإخوان المسلمين في حوار الميثاق الوطني


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - صبحي حديدي - مهرجانات