أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - من الكبت الجنسي ... الى المتعة المبتسرة














المزيد.....

من الكبت الجنسي ... الى المتعة المبتسرة


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1957 - 2007 / 6 / 25 - 11:05
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


دأب الناس في حياتهم دائما البحث عن الراحة واستبعاد الالم ، وهي سنة يتفق عليها القاصي والداني ، الآمي والمتعلم ، ربما كل الشعوب والمجتمعات وأن تعددت اشكالها او تنوعت ثقافاتها ان كانت ظاهرة جمعية او ظاهرة فردية ، فالبحث عن اللذة هو ديدن جميع الناس واستبعاد الالم مهما كان نوعه او مستواه فهو هاجسهم ، وأن لم يستطع البعض ان يلغي الالم فانه ربما استطاع ان يتحايل عليه ولكن الجديد الذي يمكن ان نقوله في مجال تخصصنا النفسي الدقيق هو انه لم يعد مجرد سعي الانسان وراء التغلب على الالم والحصول على اللذة ، لانه يعد استحالة غير معقولة اذ لا توجد لذة الا في مقابل الالم ، ولكن الجديد هو القدرة على التغلب على الالم بقبول الالم ذاته اسوة بقبول السعي وراء اللذة والحصول عليها والتغلب على الالم كما عبر عن ذلك الدكتور محمد شعلان . فالكبت كما هو معروف محرك قوي في النظام النفسي لدى الانسان كما اكدته نظرية التحليل النفسي ، وعرف على انه العملية التي يحاول فيها حماية الانا عن طريق ابعاد الافكار او الخبرات التي تتصارع مع المعايير الاخلاقية او تتعارض مع القيم والتي تسبب الالم على نحو ما ، اما الكبت الجنسي الذي هو احد اعقد انواع الكبت والمسبب الرئيس في حياة الانسان ابتداءا من الطفولة (مرحلة قبلتناسليه) حتى البلوغ والرشد ، فكثيرا ما ادى هذا النوع من الكبت الى اختلال في آنية الانسان اذا ما استفحل وكون مع قوة الميول الغريزية وحدة متميزة في الشخصية ، حيث تتحول هذه الميول الجنسية المكبوتة بعد ان تشق طريقها نحو الاشباع بكل انواعه بشكل مباشر او غير مباشر من خلال سبل خافية ملتوية ، ربما تقنع بمفاهيم او طقوس او تبريرات ذات طابع قيمي او ديني او اجتماعي لغرض الظفر باللذة ولكن الانسان الواعي يجد في ذلك الاشباع مصدرا للالم حتى وأن تغلف بصور واشكال عديدة ، دينية كانت او قيمية او اجتماعية ، فالكبت هو الكبت ، واللذة المتحققة عنه هي لذة بكل ما تعني من اشباعات ،سواءا حصل الفرد فيها على اشباع مبتسر او على اشباع جزئي منقوص مثل الممارسات الجنسية ذات الطابع المغلف بقبول شرعي او ديني (حيلة شرعية) في تحقيق الاشباع الجنسي ، ولكنه يسعى الى تخفيض التوتر ولو لحين ، فهو لا يحل المشكلة المعقدة بالاساس .
ان الفعل الجنسي الذي وجد التفريغ او تغيير مسار الشحنة في ممارسة شبه شرعية مؤقتة لحل ازمة ما ، ربما يأخذ طابع آلية الدفاع او الحيلة الدفاعية "ميكانيزم" في تخفيض التوتر واحداث الراحة وتأجيل الصراع ولو لبعد حين ، ولكنه لا يلغيه او يقضي عليه ربما بالعكس كما عرف عن الكبت الجنسي بانه ذو تأثير فعال في سلوك الشخص وهذا النوع من الكبت يستنفذ جزءا كبيرا من طاقة الفرد ومن ثم لا يتبقى لديه الا القليل لمواجهة اعباء الحياة وشدائدها كما تناول ذلك د.عباس محمود عوض. اذن نحن ازاء حل مبتسر لاشكالية معقدة لا تحل باللذة المؤقتة عن طريق المتعة المبتسرة او
الزواج المختزل بموضوع بعينه ، لانه يفقد اهم عناصر وجوده وهي العاطفة التي جبل عليها الانسان ، زواج ذو رباط انساني طويل الامد ، الذي يقوم على اقوى رابطة وهي الحب ، والا لم استغلقت هذه العاطفة على الفهم بين المحب وحبيبه!!
يقول عالم النفس العربي مصطفى زيور ،الرجل يحب من زوجته ان تتصف بشئ من الامومة نحوه ، والمرأة تحب من زوجها ان يتصف بشئ من الابوة نحوها ، فأذا استطاعا ان يتبادلا العطف والمودة والرحمة كان هذا دليلا على نضجهما ، فتستقر السعادة . فكيف اذن تقوم هذه الممارسة على افراغ الجانب الجنسي المشحون بعد فترة كبت طويل الامد ربما استمر لسنوات ، حتى يتوج بممارسة مبتسرة للذة آنية لا تتعدى غير افراغ الشحنات المكبوتة ، ونسى المشرع ان عودة المكبوت تعود مرة اخرى بصور مختلفة ، فيكون البديل زواج آخر لغرض المتعة مقابل تفريغ الشحنات ، وهكذا تدور الدوامة غير المنتهية ، وهذا يعد بحد ذاته يمكن ان نطلق عليه بعقدة اللهاث وراء اللذة اللامنتهية وغالبا ما تظل حياته الجنسية ترزح دائما تحت وطئة الاستمرار في البحث عن الاشباع المبتسر للذة .
يقول سيجموند فرويد مؤسس التحليل النفسي ان مبدا اللذة ينزع للحصول على الاشباع وان النشاط النفسي يتخلى عن الكبت وعن اية عملية تتسبب في التنغيص (الالم) ويضيف ان تأثير المطالب الجنسية الملحة للحاجات الداخلية تميل الى البحث عن اللذة مهما كانت وسائل الاشباع لانها لا تقبل خيبات الامل او الفشل في الحصول على اللذة . اننا حين نناقش فكرة الكبت الجنسي المنتشرة بين البعض من الشباب الذي لا يرى في الحصول على الاشباع بغير الطرق الشرعية المقبولة سبيلا موصلا للامان ، ولا يستطيع اقامة علاقات ربما تؤدي الى الزواج بعد ذلك لعدم الايمان بتلك الوسائل ، او ربما بسبب الجانب المادي الذي يراه مكلفا نوعا ما او يثقل كاهله لفترة طويلة وهو تخمين ربما لا يكون لصالحه حينما لا يتوافق مع من اختار من النساء ، ليس العوج في من اختار ولكن في طريقة ممارسة الحياة الاعتيادية للحياة الزوجية ، وكثيرا ما تثار الشكوك حول النتائج المتوقعة لانه كا يريدها ان تكون كما هو وليس شيئا أخر غير ذلك ، وهنا تكون النتائج مخيبة للامال ، فالاتجاه نحو الحلول المبتسرة من خلال المتعة او الارتباطات المحكومة نتائجها . وخلاصة قولنا حتى نحن العقلاء من الكبار لم نبرأ من نزواتنا تماما لطالما حققت لنا لذة وان كانت بعدها ندما.





#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مآسي التفكير الانفعالي
- توافقات اللاعنف ...التوافقات السوية
- لن اترك ابني المراهق وحده
- التطبيع الاجتماعي ترميم للذات الانسانية
- التصلب والمواقف الاجتماعية
- الانهاك النفسي والعجز المكتسب
- النكوص في الشخصية حقيقة ام مبالغة؟
- المرض النفسي ومعايير السواء
- الطفل بين تقبل الذات وتقبل الآخر- صورة المرآة
- عندما يبكي الجسد-الاضطرابات النفسجسمية-
- المرض النفسي ..بين الالم والهروب من المواجهة
- الاسرة واحوال الطفولة
- النقاط الرخوة في النفس .. ادراك ام هروب؟
- التفاعل العائلي بين الاضطراب والتوازن العاطفي
- قلق الطفولة
- احلام اليقظة ..تسوية موفقة ام انسحاب انهزامي!!
- التوافق المهني انعكاس للتوافق النفسي
- الانفعال والجسد
- حياتنا والضغوط النفسية
- انه الفصام-الشيزوفرينيا-ما اقساه


المزيد.....




- كيف يعصف الذكاء الاصطناعي بالمشهد الفني؟
- إسرائيل تشن غارات جديدة في ضاحية بيروت وحزب الله يستهدفها بع ...
- أضرار في حيفا عقب هجمات صاروخية لـ-حزب الله- والشرطة تحذر من ...
- حميميم: -التحالف الدولي- يواصل انتهاك المجال الجوي السوري وي ...
- شاهد عيان يروي بعضا من إجرام قوات كييف بحق المدنيين في سيليد ...
- اللحظات الأولى لاشتعال طائرة روسية من طراز -سوبرجيت 100- في ...
- القوى السياسية في قبرص تنظم مظاهرة ضد تحويل البلاد إلى قاعدة ...
- طهران: الغرب يدفع للعمل خارج أطر الوكالة
- الكرملين: ضربة أوريشنيك في الوقت المناسب
- الأوروغواي: المنتخبون يصوتون في الجولة الثانية لاختيار رئيسه ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - اسعد الامارة - من الكبت الجنسي ... الى المتعة المبتسرة