كنت جالساً مع أحد الأدباء الذين يخاصمهم التليفزيون عندما أتصلت به أخيراً مذيعه لتطلبه في برنامجها, فأخذ الرجل يعتذر لها بشتى الحجج وأخيراً وضع السماعه وهو يقول ساخراً:- "أنا يا ستى غاسل هدومى ولن تجف قبل شهر", فمن المعروف في الكادر الوظيفى للتليفزيون أنه يلزم عشرون عاماً لترقيه المواطن من وظيفة "مشاور" خلف المذيع إلى وظيفة "محاور" أمام الضيف له سلطه أن يخضه أو يعضه عند اللزوم... لكننا فوجئنا نحن مشاهدى التليفزيون بترقيه أحد زملاءنا من وظيفة مشاهد إلى وظيفة ضيف ثم ضيف دائم ثم مذيع ومقدم برامج في أقل من عام ليحل محل إعلامى كبير وهذه أعجوبه لا تحدث سوى في البلاد التي بها غابات مفضوحه وسافانا ويتساقط المطر فيها أثناء الماتش... وهذا يؤكد ما يتردد عن وجود مخزن للضيوف الدائمين في مدينة الإنتاج وانه تم بالفعل تخصيب بعضهم ومعالجتهم بالماء الثقيل بحيث يمكن تحويله إلى مذيع خلال 45 دقيقه وإطلاقه على المشاهدين... في إطار خطه طموحه تبدأ بأبناء المذيعين وتنتهى بأبناء السبيل ويتحول التليفزيون في نهايتها إلى بوتاجاز... تطبيقاً لخارطه الطريق التي تنص على تحويل التليفزيون بحلول عام 2005 إلى عزبه نموذجيه ذات سياده... إن كثيرين مثلى يعانون من الرسوب الوظيفى إذ أننى على درجه مشاهد منذ إنشاء التليفزيون رغم شهادات الخبره التي أحملها قبل إنشائه في مشاهدة خيال الظل وصندوق الدنيا ولم أظهر في تليفزيون بلادى سوى مرتين... الأولى وأنا أسلم إسرائيل بعض قتلاها تحت إشراف الأمم المتحده عام 1975 والثانيه وأنا أعرض برنامجى الإنتخابى لمجلس الشعب في إحدى القنوات المحليه عام 2000 والثالثة ستكون في إعلانات السمنه حيث سأقوم بدور "الصفيحه الراقصه" وأرجو أن يتم ذلك بسرعه حيث أننى أقتربت من سن الإحاله إلى المحكمه... خاصة وأن تلفزيوننا العملاق (الكينج كونج) قد قسم المثقفين إلى قسمين, قسم يطلع للناس في التليفزيون وقسم يطلع للناس في أكياس الشيبسى, أما أنا فقد قررت أن أطلع للناس فوق السطوح لأركب دش وأروح لأبوها ولأبعث تحيه إلى روح الأديب الذي نشر كتبه فلم يطلب التليفزيون إستضافته إلا عندما نشر ملابسه.