|
عَلى أَعتَابِ دَارِنا صُومَال ثَانِية
عَبْد الخَالِقِ البُهْرزي
الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 10:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عَلى أَعتَابِ دَارِنا صُومَال ثَانِية
لن توافق الغالبية العظمى من الإسرائيليين في نهاية المطاف على قيام دولة في الضفة الغربية لقاء مع اليميني الإسرائيلي موردخاي كيدار(*)رئيس معهد الدراسات العربية في جامعة بار ايلان
عن الألمانية تَرَََْجَمَة: عَبْد الخَالِقِ البُهْرزي
السيد كيدار هل سيقود الصراع في الشرق الأوسط إلى حل_ثلاث_دول: إسرائيل، حماسستان في غزة ودولة فتح في الضفة؟ بل إلى أكثر من ذلك، فالضفة الغربية ستعيش أيضا انقساما، الخليل كدولة، ومن الممكن أن تكون نابلس مع جنين. مازالت هناك نشوة تسود في إسرائيل حيث أن هناك اعتقاد يقول، بأنه من الممكن دفع عجلة السلام إلى الأمام بدون حماس. إلا المخاوف الأمنية ستقود الناس في النهاية إلى أن يستيقظوا. لن توافق الغالبية العظمى من الإسرائيليين في نهاية المطاف على قيام دولة في الضفة الغربية. علينا أن لا ننسى بأن الضفة الغربية ليست ببلد محتل لأنها لا تعود لأي دولة، على العكس من مرتفعات الجولان المحتلة من قبل إسرائيل و التي تعود إلى سوريا. الفلسطينيون يطالبون بالضفة الغربية. لكن لا توجد هناك دولة فلسطينية. تبعية هذه المنطقة مازال موضع خلاف، لذلك بمقدور إسرائيل التصرف بشكل حر بالضفة الغربية قياسيا مع الجولان. اليمين الإسرائيلي يرى الأمر هكذا. لكن الرأي العام العالمي يرى الأمر بشكل مختلف. انه على يقين من أن الضفة الغربية تعود للفلسطينيين. إن الرأي العام العالمي وقع في مصيدة الخطاب الفلسطيني. الواقع الملموس هو أن الفلسطينيين شعب بلا دولة، أي حل تقترحونه. لدينا مثلا جميلا في غزة. إن قطاع غزة سيكون حسبما أعتقد أول دولة فلسطينية. فإذا لم يوصل الرئيس الفلسطيني عباس المساعدات التي يحصل عليها من الغرب إلى القطاع، فإنه سيتمخض عن ذلك حدوث انفصال إداري مابين غزة والضفة الغربية، عندها سيكون بإمكان رئيس وزراء حماس السابق _هنية_ من إعلان استقلال غزة والإعلان عن إقامة دولة، فيما يشبه تايوان تقريبا. دون أي اعتراف دولي..؟؟ إيران و سوريا سيعترفون بغزة، و من المحتمل روسيا أيضاً، و سيدعمونها مادياً. عندها يجب عليكم اعتبار سياسة الرئيس الأمريكي جورج بوش، التي تدعو وبدون تدخل مباشر، إلى انفصال الضفة الغربية عن القطاع، على أنها سياسة صحيحة. بوش يريد حلا، إنه بحاجة لتحقيق النجاح، وعلينا تقع مهمة توصيل النجاح له. ولكن في الواقع لماذا لا ينبغي على قطاع غزة أن يستمر وحده؟ هناك العديد من الدول الصغيرة على هذه الأرض، لا تعاني من رهبة العزلة، خذوا مثلا على ذلك لوكسمبورغ، و اندورا وموناكو فالناس هناك أيضا لا يعانون رهبة العزلة. أنتم تقارنون غزة التي يعيش فيها حوالي المليون ونصف المليون إنسان في مساحة ضيقة جداً، و في ظروف صعبة للغاية و تحت خط الفقر، كيف لكم أن تقارنوا غزة بموناكو؟ الفكرة هي أن البلدان الصغيرة بالتحديد، هي التي من الممكن تكون مستقرة بشكل خاص. انظروا إلى دول الخليج، والتي تعود كل إمارة منها إلى عائلة كبيرة. تقف غزة الآن على أبواب كارثة إنسانية. ما الذي ينبغي على العالم عمله؟ غزة هي آخر مكان في العالم من يجب عليه أن يكون مهدداً بكارثة إنسانية. فالفلسطينيون يمتلكون كماً هائلا من احتياطي الغاز في البحر، و الذي يقع مباشرة أمام أعينهم. فقد عثرت إسرائيل عليه، وأهدته لهم. بمقدور الإنسان أن يهدي ما هو ملكه فقط. لكن هذه المنطقة فلسطينية. على الفلسطينيين أن يربحوا الغاز ويبيعوه. عندها سيكون بإمكانهم أن يكونوا أثرياء، مثل العرب في قطر، حيث أنهم أيضاً لا يملكون إلا الآبار فقط. كيف تنظرون إلى فكرة إرسال قوات دولية إلى غزة؟ القوات الدولية ممكن أن تساعد لفترة معينة. تأثيرهم سيكون مثل الأسبرين في حالة صداع الرأس، ولكن ليس مع السرطان. وهل غزة مصابة بالسرطان؟؟ أكيد. ثلث الشعب مزود بالأسلحة الأوتوماتيكية، إنه مستودع بارود. بالإضافة إلى ذلك، سيكون بإمكان هذا النظام الإسلامي منح اللجوء الإنساني لكل المتعصبين، سواء من إيران أو أفغانستان. علينا أن نتقبل فكرة انفصال غزة عن الضفة الغربية. و التنازل عن غزة..؟؟ ما من أحد يريد غزة، فعباس نفسه فرح سرّاً من أنه نفض يديه عنها. وماذا سيكون حال الناس الذين يعيشون في غزة؟ بعد أسبوعٍ واحد كحد أقصى ستبدأ المظاهرات، و ذلك لأنه لن يكون هناك المزيد من البنزين والمواد الغذائية، عندها ستلاحظ حماس بأنها غير قادرة على تزويد الناس باحتياجاتهم. وكما يقول الألمان: ليس من الصعوبة أن تصبح أباً، ولكن الصعوبة أن تكون أباً. ستحدث من جديد معارك ما بين العائلات الكبيرة، وعندها سيكون لدينا على أعتاب دارنا مباشرة صومالا ثانية. عندها أي دور يمكن لمصر و الأردن أن يلعباه..؟؟ إذا كان هناك من أحد يتحمل المسؤولية في هذه التطورات فإنهم المصريون. و ذلك لأنهم لم يمنعوا تهريب السلاح. ولماذا لم يفعلوا ذلك؟ لأنهم لم يتمكنوا من ذلك. في مصر بإمكانك الحصول على كل شئ ما دمت قادراً على الدفع. ولتمرير كمية من الأسلحة عبر رفح، كل ما عليك فعله هو أن ترشي بعضاً من الشرطة، ليس أكثر. ألم يكن بمقدور القوات الدولية المتواجدة على المنطقة الحدودية من إيقاف عمليات التهريب..؟ من الصعوبة القول بذلك. لكن المؤكد انه ليس بمقدور إسرائيل ولا مصر القضاء على هذه المشكلة وحدهم. بوش يمارس الضغوط بشكل واضح من أجل إيجاد حل للضفة الغربية. ولكن لماذا بات الآن ممكناً ما لم يتم تحقيقه في السابق؟ لكن ذلك لن يتحقق، لأن فتح هي نفس الحفنة من الفاسدين منذ قالوا بلى. الفساد هي مشكلة فلسطينية داخلية. ماذا عن عملية السلام؟ ما الذي ستقدمه إسرائيل..؟؟ أنا لا أعتقد بأن إسرائيل اليوم ستكرر عرض أيهود باراك وتتخلى عن قسم كبير من الضفة الغربية، و رئيس الوزراء أولمرت نفسه غير قادر على ذلك أيضاً، حتى وإن أراد ذلك في ظل التحالف الحكومي القائم الآن. إذاً إسرائيل لا تريد. هل يوافق الفلسطينيون في الضفة الغربية على اتخاذ قرار أحادي الجانب بالانفصال؟ بكل سرور ، إنهم يكرهون غزة.إنهم يريدون التخلص منها. ولكن هناك عائلات تعيش في القسمين. وهناك عائلات أكثر تعيش في الضفة الغربية والأردن. حماس ما تزال لها الأغلبية في البرلمان .ماذا سيكون مصير المجلس التشريعي؟ لن يدعو عباس إلى عقد اجتماع المجلس التشريعي على الإطلاق، أو انه سيتجاهله.
أجرت اللقاء الصحفية سوزانا كناول Susanne Knaul جريدة دي تاتس الألمانية
________________________________________________________________ جريدة دي تاتس الألمانية Die Taz في عددها الصادر بتاريخ 20/حزيران/2007
* كيدار 52 عاماً رئيس معهد الدراسات العربية في جامعة بار ايلان في رامات غان القريبة من تل أبيب . تَعتبِرُ جامعة بار ايلان نفسها قريبة من الاتجاه الديني القومي. عمل كيدار قبلها و لمدة أكثر من 25 عاماً في جهاز الاستخبارات العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي. و يعتبر متخصصاً في الشؤون الاجتماعية والسياسية في البلدان العربية وكذلك في مجال وسائل الإعلام العربية والإسلامية.
#عَبْد_الخَالِقِ_البُهْرزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نَحْنُ الغَربيّون لَمْ نَمْنَحْ المُسلِمينَ أَيّة فُرْصَة لل
...
-
محمد حسين فضل الله : لقد خُدِعَتْ الشِيعة فِي العِرَاق
-
وجوه جديدة للاحتلال....... الاحتلال يتجول في ديالى بثوب جديد
-
عراقيّ غدرت به الحرب: لقد جئت إلى تركيا عندما قالت لي أمي: -
...
-
الضحايا العراقيين في أمانة مافيا الجثث
-
هولوكوست صفوي و جدار طائفي لحماية المحتل
-
قُنْبُلة، هُجُوم، هُوَ ذَا اختِبَار كَرْكُوك
-
سيَاسَةُ إسْرَائيل تُشجّعُ العِداء للسّامِيّة -
-
هَزيمَة إسرَائيل و تُرْكيا
-
ملاحظات عن لقاء ثلاث ساعات مع قائد حزب الله
-
تُفْرَجْ يَاعِرَاق
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|