أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صائب خليل - سلسلة -روائح رأسمالية-: 1- رجال الضربة الإقتصادية















المزيد.....

سلسلة -روائح رأسمالية-: 1- رجال الضربة الإقتصادية


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1956 - 2007 / 6 / 24 - 11:53
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


في لقاء تلفزيوني مع جبر صولاغ، وزير المالية العراقي، وزير الداخلية السابق قبل عام قال:" نحن نتجه إلى اقتصاد السوق الحر أما التشريعات والقوانين الحالية فأشم فيها رائحة الاشتراكية"*.
لابد ان للوزير صولاغ أنف خطير ليجد اية رائحة اشتراكية في قوانين الإقتصاد العراقي المتطرفة الرأسمالية والتي ثبتت في دستور البلاد نفسه لكي لا يكون للحكومات حرية اختيار مستقبلاً.
يومها اصابني الخوف على مستقبل معظم ابناء الشعب العراقي من الفقراء من مثل هذا الإندفاع للرأسمالية من قبل مسؤول في حزب يعتمد تماماً على قاعدة من الفقراء فكيف بمن لا علاقة له بهم؟ هل هي مصادفة ان عين صولاغ وزيراً للمالية بالذات؟ وقتها قررت ان اكتب سلسلة من "حكايا" بسيطة عن "الروائح الرأسمالية" التي وصلتنا من تجارب مختلف الشعوب ليحكم القراء بأنفسهم عليها. لقد تأخرت كثيراً...ولكن هاهي الحلقة الأولى على اية حال...وادعوكم ليس فقط الى قراءتها ولكن ايضاً الى ان تشاركوني كتابة هذه السلسلة, فربما اهديناها يوماً بشكل كتيب الى وزير ماليتنا المرعوب من رائحة الإشتراكية.



" رجل الضربة الإقتصادية " او التأريخ السري للإمبراطورية الأمريكية**


في كتابه الأول "اعترافات رجل الضربة الإقتصادية" حكى جون بيركنز قصة عمله كمستشار اقتصادي يؤجر لرجال السلطة ليفرض على البلدان النامية سياسة مناسبة للحكومة الأمريكية والشركات الأمريكية.

بيركنز: "اننا نعمل بطرق مختلفة لكن عادة نحدد احد اقطار العالم الثالث الذي يمتلك ثروات تطمح الشركات بالإستيلاء عليها مثل النفط, ثم نرتب له قرضاً هائلاً من البنك الدولي او احدى المؤسسات التابعة له. النقود لا تذهب مطلقاً الى البلاد بل الى الشركات الأمريكية الكبرى التي ستنفذ المشاريع في ذلك البلد."

ويضيف بيركنز انه بالرغم من ان الفقراء لن يصيبهم من القرض شيء لكنهم سوف يجبرون على دفع ثمن القرض لاحقاً. وحين تعجز البلاد عن سداد القرض, نعود في لحظة زمنية معينة, نحن رجال الضربة الإقتصادية لنقول لهم: "انظروا...تعلمون انكم مدينين لنا بالكثير من المال, وانكم لن تتمكنوا من دفع مبالغ ديونكم, لذا توجب عليكم ان تعطونا "رطلاً من لحمكم".***

وعن كيفية بدأه العمل قال بيركنز: "حين تخرجت من مدرسة الأعمال في جامعة بوسطن تم تجنيدي من قبل وكالة الأمن القومي (National Security Agency ), اكبر مؤسسة تجسس في البلاد وربما اكثرها سرية. وبعد فحوصات عديدة اجريت لي في سنتي الأخيرة في الجامعة اقتنعوا على ما يبدو بصلاحيتي لمهمة رجل الضربة الإقتصادية."

بعد ذلك تحدث بيركنز عن عمله في ألإكوادور منذ عام 1968 كمتطوع في منظمة خيرية (Peace Corps )**** وحياته لثلاث سنوات مع السكان الأصليين في الأمازون والأنديز, والذين يقيمون اليوم اكبر دعوى قضائية لتعويض تخريب البيئة قامت بها شركة تكساكو – شيفرون. وتحدث كيف ان الحكومة الأمريكية يوكلون اعمالهم هذه, وحتى اعمال الإغتيالات الى شركات خاصة ليبقوا بعيدا عن المسؤولية في حالة اكتشافها, وكيف انه في حالة فشل رجال الضربة الإقتصادية في مهمتهم يأتي دور "الثعالب", وهم رجال متخصصون في تنظيم الإنقلابات وقتل القادة, وهم ايضاً مكلفون من خلال شركات خاصة.

يقول بيركنز:"عندما ارسلت الى الإكوادور كانت شركة تكساكو قد دخلت البلاد لتوها وكان وعدها لشعب الأكوادور وسياسييه حينها والبنك الدولي ان النفط سيقوم بانتشال البلاد من الفقر. لقد صدقها الناس وحتى انا ايضا صدقت ذلك في وقتها, لكن ما حدث كان العكس بالضبط. فالنفط جعل البلاد اكثر فقراً في الوقت الذي كانت تكساكو فيه تجمع الثروات الهائلة منه. وقد دمرت اضافة الى ذلك مساحات شاسعة من الغابات المطرية في الأمازون (....) حيث دفنت 18 بليون غالون من الفضلات السامة في تلك الغابات ومات من جراء ذلك الكثيرين بالسرطان وامراض اخرى مرتبطة بالتلوث في تلك المنطقة من الأمازون. وهكذا استخرج كل هذا النفط من تلك البقعة ورغم ذلك بقيت افقر المناطق في احد افقر البلدان في ذلك الجزء من الأرض."

يتحدث بيركنز بعد ذلك عن وسائلهم في ابعاد الحكام المنتخبين ديمقراطياً عن وعودهم الإنتخابية لشعبهم قائلا: "نقول له – انظر..ان لعبت اللعبة بطريقتنا, استطيع ان اجعلك تعيش وعائلتك في رغد, وان رفضت ذلك, واتبعت وعودك الإنتخابية, فلربما تلحق بـ "اليندي" في شيلي او "اربنز" في غواتيمالا او "لومومبا" في الكونغو" .

ثم يعود بيركنز ليذكر ان "جيمي رولدوس" و "عمر توريخوس" لم يقبلا الرشوة...فقتلا في حادثي سقوط طائرتيهما الخاصتين عام 1981 وكان بين الحادثين شهرين فقط. كانت طائرتاهما هما الوحيدتان التان سقطتا.
ثم يتحدث عن علاقته بـ رولدوس وكيف كان يحاول اقناعه بالعمل معهم واغراءه بالمال وتحذيره في حال رفضه ...ثم يتحدث كيف انه حين تحطمت طائرة رولدوس فان عمر توريخوس جمع عائلته واخبرهم "ربما اكون التالي, لكني مستعد للذهاب" وحين وقع معاهدة اعادة القناة الى الأيدي البنمية قال: "لقد اكملت مهمتي, وانا جاهز للذهاب", وفعلاً لحق بـ رولدوس بعد شهرين.

اخيرا يتحدث بيركنز عن التقارير التي كانوا يعدونها لتثبت للبنك الدولي و لعمر توريخوس بانه ان قبل تلك الديون الضخمة فان الناتج القومي سوف يزدهر ويخرج شعبه من الفقر, وهو ما كان صحيحاً من الناحية الرياضية, وبالفعل فان الناتج القومي قد ازداد, لكننا كنا نعلم, انا ورولدوس وعمر بانه حتى في حالة ازدياد الناتج الإجمالي القومي فان الفقراء سيزدادون فقراً نتيجة القروض, بينما يحصل الأغنياء على كل الفوائد. فالفقراء يعيش معظمهم كفلاحين على الكفاف خارج تأثير المشاريع الإقتصادية,وفي النهاية سوف تعجز حكومتهم المثقلة بالديون عن تقديم الخدمات الصحية والتعليمية والإجتماعية الأخرى لهم.

اما عن افريقيا والكونغو بالذات فيذكر بيركنز كيف ان شهوة الشركات للحصول على مادة الكولتان الضرورية لصناعة المواد الإلكتروينة باسعار شديدة الإنخفاض من اجل صنع حاسبات وتلفونات خلوية باسعار منافسة كانت السبب في مقتل الملايين واستعباد غيرهم خلال السنوات الأخيرة.



* عن كلام الوزير صولاغ كتب فلاح علوان, رئيس اتحاد المجالس والنقابات العمالية في العراق مقالة جميلة في الحوار المتمدن:
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=70747

** النص ملخص من مقابلة لجون بيركنز مع برنامج "الديمقراطية الآن" تجدون نصها الإنكليزي على الرابط التالي:
http://www.informationclearinghouse.info/article17829.htm

*** اشارة الى شايلوك في مسرحية لشكسبير

****(http://www.peacecorps.gov )



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل اطفال النعيرية؟ رائحة فضيحة اكبر من ابوغريب!
- استاذي نجيب يونس...وداعاً
- خيارات على ظهر سفينة
- افاق الحافظ متأخراً...فمتى يصحو الآخرون؟
- ضيف المنطقة الخضراء 2* من 2
- ضيف المنطقة الخضراء – 1 من 2
- لابد ان يكون هناك...من يوقد الشموس
- أشواك القنفذ: فكرة لحماية الصحفيين
- السوق, القائد الضرورة الجديد: تعليقات على نص وثيقة -العهد ال ...
- المهدي المنتظر الجديد: الإستثمار
- على ماذا يفاوض فريق الأسود الأرنب؟
- نائب ما شافش حاجه
- -الرنين الإعلامي-: كيف يجعلونا نقبل اخباراً غير معقولة؟
- هدية مشاغبة للشيوعي العراقي: النقد -المغرض- كفرصة ذهبية لعرض ...
- المسلمون والعلمانيون – اضطهاد متبادل
- -لواكن- العراق الذين لانراهم..
- االعلمانية والديمقراطية الإسلامية – الجزء 2 - غض النظر عن ال ...
- إنتخابات حكومات المحافظات الهولندية غداً
- العلمانيين والديمقراطية في عالم اسلامي
- الفرق بين ازعاج عمار الحكيم و دماء المواطن العراقي


المزيد.....




- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية


المزيد.....

- الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي ) / شادي الشماوي
- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - صائب خليل - سلسلة -روائح رأسمالية-: 1- رجال الضربة الإقتصادية