أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فواز فرحان - العنصريه...في اوربا المتحضرة















المزيد.....

العنصريه...في اوربا المتحضرة


فواز فرحان

الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 07:04
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


النظر الى اللاجئ على انه خطر يهدد اوربا وليس بشر بحاجه للحمايه!هذه هي النظره العامه التي يتم التعامل مع اللاجئين القادمين من بلدان العالم المختلفه الى دول الاتحاد الاوربي في اروقه الدوائر التابعه للاتحاد وهي بطبيعة الحال نظره تنم عن ازدواجيه واضحه في النظر لحقوق الانسان بين الداخل الاوربي وخارجه, ففي الوقت الذي توجه فيه التهم لروسيا بوتين بانتهاك حقوق الانسان وكذلك لكيم ايل جون ولوكاشينكو يتم التغاضي عن القوانين الجديده التي ينوي الاتحاد الاوربي تطبيقها في سواحل افريقيا من اقامه جدران عازله كتلك التي بنتها الولايات المتحده الامريكيه في احياء بغداد كي لا يتمكن احدا من العبور للشواطئ الاوربيه وكذلك وضع شروط صعبه لعمليه ادماج الاجانب في مجتمعاتها بطريقه تشبه الى حد بعيد تلك الطرق التي اتبعتها الدوله العثمانيه في فرض الاسلام بالقوه على المجتمعات رغم انها لم تكن تعلم الكثير عن مفاهيمه..
ان اللجوء لم يكن ليرى النور لولا الحروب الاستعماريه التي خاضتها الدول الكبرى من اجل نهب الدول الصغيره وتدمير اقتصادها وجعل فئات واسعه من شعوب العالم تعاني المراره من الاوضاع المأساويه التي تنتج عادة من هذه الحروب اي انها بصريح العباره عمليات سطو منظم على مقدرات الشعوب الاخرى دون وجود رادع دولي يقف امام هذه الممارسات لان من اشرف على وضع القوانين الدوليه هم انفسهم الذين يقوموا بعمليات السطو والولايات المتحده الامريكيه خير مثال على الدوله التي تنتقي القوانين التي تعجبها وتطبقها والتي لا تعجبها لا تعترف بها الا عندما تقتضي مصالحها فتذهب لترغم الدول الضعيف على تطبيقها بحجه (الشرعيه الدوليه)ورغم ان معظم حكومات العالم كشفت هذه الازدواجيه عند الدول الكبرى الا ان الوسائل التي تجعلها ملتزمه بالشرعيه الدوليه لا تزال ضعيفه..ان الحديث عن انتهاك حقوق الانسان في دول خارجيه كروسيا والصين وكوبا دون النظر الى انتهاكات حقوق الانسان داخل دول الاتحاد الاوربي يمثل ازدواجيه مكروهه لان ما يحدث على معظم الاراضي الاوربيه وخاصة تلك التي سمحت للمخابرات الامريكيه فتح سجون لتعذيب البشر واهانتهم بعيدا عن انظار العالم والصحافه ووسائل الاعلام هو افضع انواع انتهاكات حقوق الانسان..ويكون من المثير للسخريه عندما نسمع احدا يتحدث عن حقوق الانسان في سوريا او الجزائر ولا يعالج هذا الموضوع في داخل بلده الذي يتعرض البشر فيه ايضا لانتهاكات لا تقل عن تلك التي تحدث في البلدان الاخرى...
اذا اردنا متابعة دقيقه لموضوع نشوء العنصريه علينا قبل كل شئ دراسه الواقع الاقتصادي والاجتماعي الذي تعيشه البلدان التي تنمو فيها العنصريه باطراد وككره من الجليد تنمو وتكبر كلما تدحرجت الى الاسفل ,والطرف الوحيد على وجه الارض المستفيد من ظاهرة العنصريه هو نفسه الطرف الذي ينتجها ويغذيها وهو الرأسماليه العالميه التي ترمي بالاسباب وراء البطاله وحدوث الازمات الاقتصاديه في البلدان المتقدمه صناعيا على عاتق الاجانب الذين استقدمتهم هي نفسها للحصول على ايدي عامله رخيصه من خلال القوانين التي فرضتها على اوربا بعد الحرب العالميه الثانيه وتخلت عنهم حال انتهاء مصالحها معهم لتزج بهم في صراعات مع الشعوب التي تعاني من ركود وازمات اقتصاديه وكي تشغل الطرفين عن معرفة المتسبب الرئيسي في الازمات,وظاهرة العنصريه تجد لها تربة خصبه في المجتمعات التي نالت تعليما مسطحا قائما على التخصص كما هو الحال في الدول الغربيه والولايات المتحده الامريكيه واليابان,اما البلدان التي تملك نظام حكم وطنيا وتحاول الاعتماد على قواها الذاتيه فتحاول قدر الامكان اخراج اجيال تنبذ الكراهيه والتعصب كما كان يحدث في دول المعسكر الاشتراكي في دول اوربا الشرقيه التي استقبلت عشرات الالاف من الطلاب الاجانب وقامت بتدريسهم ومعاملتهم بشكل حضاري خال من المصالح التي تتحكم في مجتمعات اوربا الغربيه التي تخضع لانظمه رأسماليه يكون الانسان فيه بضاعة في سوق ليس الا..
ان الدول التي تتدعي دفاعها بصدق عن حقوق الانسان ينبغي لها ان لا تتدخل في شؤون الدول الاخرى وان لا تشارك في حروب السلب والنهب التي تشنها دوله الارهاب الامريكيه ان تستقبل الهاربين من اتون الحرب كبشر بحاجه الى حمايه ورعايه وليس كبضائع لسوق العمل يتم تهجيرهم وابعادهم متى ما شائوا دون ان يفكروا بعواقب المصير الذي ينتظر هؤلاء في بلدانهم التي تكون اغلب حكوماتها ذيلا للحكومه الامريكيه,ان موضوع حقوق الانسان وتعريفه لازال بعيدا كل البعد عن ان يفهمه اشخاص يعملوا وفق اجنده امريكيه ورأسماليه بحته او اي جهه تحركها مصالح معينه سياسيه كانت ام اقتصاديه لانها تبتعد بذلك عن النزعه الانسانيه الخاليه من من المصالح,والموضوع باسره يتم تطبيقه بشكل نسبي من دوله الى اخرى وفق النظام السياسي الذي يحكم فيها حتى ولو كانت اكثر الدول تقدما فأن هناك خطوط حمر لموضوعات لا يمكن الاقتراب منها وان حدث ذلك حينها لا يكون هناك اي نوع من انواع الحقوق للبشر مهما كانت بسيطه..
لا تعليق في الكثير من الدول الاوربيه على انتهاكات الجيش الامريكي اليوميه لحقوق الانسان في العراق وافغانستان وكذلك على السجون الامريكيه التي سيكشف لنا المستقبل ان فيها فضائع ربما ستفوق هولوكوست ابو غريب وغوانتانامو وكذلك لا تعليق على انتهاكات حقوق الانسان في اي بلد يدور في الفلك الامريكي فقط التهمه توجه لمن يعارض مصالح الدول الرأسماليه ويقف في طريق نهبها لشعوب العالم ويعمل على فضحها,هذه الطريقه في التعامل مع القضايا الدوليه هي التي تؤدي الى انتشار العنصريه والكراهيه بين الشعوب رغم ان من يقوم بها هي في الحقيقه حكومات رأسماليه لا تراعي حتى مصالح شعوبها عندما تقتضي الضرورة وحتى ناول الموضوع في الفتره الاخيره في بعض البلدان الاوربيه وبرلماناتها اخذ شكلا من اشكال العنصريه بعد ان تم وضع شروط في بعض الاحيان تعجيزيه لمن يرغب في العيش في البلدان الاوربيه وانتقدت منظمه العفو الدوليه ذلك وكذلك احزاب الخضر واليسار لانهم وضعوا شروط لا يتمكن حتى سكان البلد الاصليين اذا ما خاضوا الاختبار المفروض على الاجنبي كما هو الحال في الشروط التي وضعتها كل من النمسا وهولنده..
وتغذي الرأسماليه ظاهرتي العنصريه والفاشيه من خلال صحافتها في العالم الغربي والتي تصدر مقالات مليئه بالتعصب والكراهيه وتنتقل مباشرة الى عقول الكثيرين من الذين يعانون من مشاكل اجتماعيه واقتصاديه في تلك البلدان وتحمل الاجانب مسؤولية الازمات التي يعاني منها المجتمع دون ان تذكر تهرب الشركات الاحتكاريه الكبرى من دفع الضرائب وخروجها في بعض الاحيان من البلد الى دول اخرى لا تدفع فيها ضرائب كبيرة كما كان الحال معها في السابق وهذه الدوامه يذهب ضحيتها في جميع الاحوال العمال والطبقات الفقيره في هذه المجتمعات وبالاخص الاجانب,في النموذج الالماني هناك الكثير من الشركات التي انتقلت للعمل في اوربا الشرقيه لان هناك الضرائب لا تساوي 10%من الضرائب التي كانت الشركات تدفعها للدوله الالمانيه وكذلك الاجور ففي الوقت الذي كان متوسط الراتب الذي تدفعه للعمال في المانيا يتراوح بين 1500 و2000 يورو فأنها في اوربا الشرقيه تدفع كحد اعلى 500 يورو ناهيك طبعا عن المواد الخام والتكلفه الرخيصه لمنتجاتها واذا ما استمر هروب الشركات الكبرى بهذا الشكل من الساحه الالمانيه فأن الوضع ينذر بأزمه اقتصاديه خانقه مطلع عام 2012 والحلول في جميع الاحوال تكون في المجتمعات الرأسماليه وقتيه وبمثابة ابر مهدئه..
ان ظاهرة التعنصر في اوربا لا بد ان يكون لها نظير في البلدان الاخرى التي يأتي منها الاجانب وان وضع حلول صحيحه لمشاكل العالم الاقتصاديه وخاصة في بلداننا هي التي ستقود العالم لمرحله تعيش فيها البشريه بشكل اكثر امنا ,فلو تمت معالجة المشكله العراقيه بطريقه صحيحه وساعدت بلدان العالم الكبرى العراق على استعادة عافيته لما وجدنا ثمانية او عشره ملايين عراقي هارب من وطنه يبحث عن الاستقرار لا عن المعامله السيئه والمعاناة التي لا تتوقف ..



#فواز_فرحان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمل الصحفي..والسلطه السياسيه
- النازحون من جحيم الحرب ..
- الانذار الاخير ...
- أضراب عمل نفط الجنوب..والشرارة التي لا بد منها
- الطفوله...وعالم السياسه
- رؤيه عراقيه...للهزيمه الامريكيه
- العلمانيه.. والاحزاب السياسيه
- المرأه...والصراع مع الذات
- منجزات اليسار العلماني في الولايات المتحده
- عولمة المجتمعات...وفوضى الاقتصاد الجديد
- صراع ثنائي الارهاب على الساحه العراقيه...
- مجتمع مدني علماني..ضمانه لعراق مستقر
- أحباب في العالم الاخر 1
- الاطفال ...وطرق التربيه الحديثه
- العلمانيه..والتحرر من الطائفيه
- الاسلام السياسي...وذراع الارهاب
- المرأه المعاصره.والاذاعه الالمانيه القسم العربي
- المرأه..والحريه..والمصير المجهول
- المرأه..والاداء الاجتماعي الضعيف
- كركوك..بين فكي القوميه والارهاب


المزيد.....




- رقمٌ قياسيّ لعملة فضية نادرة سُكَّت قبل الثورة الأمريكية بمز ...
- أهمية صاروخ -MIRV- الروسي ورسالة بوتين من استخدامه.. عقيد أم ...
- البرازيل.. اتهام الرئيس السابق جايير بولسونارو بالضلوع في مح ...
- اكتشاف عمل موسيقي مفقود لشوبان في مكتبة بنيويورك
- وزيرة خارجية النمسا السابقة: اليوم ردت روسيا على استفزازات - ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان الحدث وحارة حريك في ال ...
- أين اختفى دماغ الرئيس وكيف ذابت الرصاصة القاتلة في جسده كقطع ...
- شركة -رايان- للطيران الإيرلندية تمدد تعليق الرحلات الجوية إل ...
- -التايمز-: الغرب يقدم لأوكرانيا حقنة مهدئة قبل السقوط في اله ...
- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - فواز فرحان - العنصريه...في اوربا المتحضرة