أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - ديانة مكافحة الإرهاب... الكاذبة














المزيد.....

ديانة مكافحة الإرهاب... الكاذبة


حازم صاغيّة

الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 04:57
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


     الحياة     2003/09/17
عبد الله غل، وزير خارجية تركيا، يطالب أميركا بالحزم مع الارهاب في شمال العراق. لا يفهم التباين بين النظر إلى الارهاب ضد أميركا والنظر الى الارهاب ضد بلاده. أرييل شارون فعل ويفعل الشيء نفسه. حكام الهند كذلك. وأيضاً فلاديمير بوتين في روسيا. الأخير رفع المماثلة إلى شعار: "التفاوض مع مسخادوف أشبه بالتفاوض مع ابن لادن". سياسيون وحكومات لا حصر لهم اعتنقوا ديانة مكافحة الارهاب. تحت طبقة تأثيرها السحري والمخدّر، راحوا يرفعون أسعارهم.

هذا ليس للقول، كما يفعل بعض العرب: ما من ارهاب. او أن الارهاب لا يقيم إلا بين مزدوجين، ولا يرد إلا مسبوقاً بـ"ما يُسمى الارهاب". لكنه، في المقابل، ليس الشر المطلق الأوحد الذي لا يقبل أي تعليل فيما ترقى مكافحته الى ديانة.

وأميركا لم تترك أي شك في أنها ديانة: فهي تظن أن الله يباركها في حربها ضد الشر، حتى لو كانت حرباً وقائية. وبين الخير والشر لا وسط: الاستراتيجية الجديدة للأمن القومي الأميركي لم تترك خياراً آخر إذ "من لن يقف معنا، يكون ضدنا". وهل يمكن للحيرة ان تقوم بين خير مطلق وشر مطلق؟

وحيال الديانات تغيب التفاصيل: الفراغ إما أن يملأه الدين أو أن يملأه الضلال. لا توجد دول أو مجتمعات إلا بوصفها تجسيدات للخير والشر والمروق. أما وسائل التبادل بين النمط الخيّر والنمط الشرير فالأمن الغائم قبل السياسة الواضحة (الشيطانية روح قبل أن تكون جسماً). لماذا؟ جذرية الخير نابعة من جذرية الحرص على مصلحة البشر، كل البشر، الأخيار. والبشر في أكثريتهم الساحقة، أي ما خلا قبضة من الارهابيين الأشرار، أخيار.

لكن أحد التفاصيل التي تغيب: البشر. فالمدنيون لا يُحسب حسابهم في الحروب الأمنية على الشيطان. شارون، بهذا المعنى، أبرع معتنقي الديانة.

بوتين اعتنقها بعد 11 أيلول فتقرّب من الولايات المتحدة ودخل في "الاطار الاستراتيجي الجديد" كما حدده بوش. هكذا رفع وتيرة ارتكاباته في الشيشان وهرب من الاستحقاقات الديموقراطية التي اختُزلت، في روسيا، إلى تقنية انتخابية.

الحال أن التكافؤ الذي طالب به غل وشارون وبوتين يعمل هنا، على جبهة الديموقراطية: قانون مكافحة الارهاب الأميركي حرر المكافحين من القيود القانونية التي امتازت بها الديموقراطية الاميركية. أباح، مثلاً، اعتقال "الغرباء" المشتبه بهم ومحاكمتهم وطردهم بناء على معطيات سرية لا تخرج إلى العلن. 1200 شخص اعتقلوا بموجبه مدة أكثر من عام!

من يطالب بوتين إذاً بتطوير الديموقراطية في روسيا؟ من يسيء إلى الديموقراطية في أميركا حتى لو قال إنه ينصرها في العراق؟

ما هو أبعد في ديانة مكافحة الارهاب ليس طيّها لمواضيع التقدم والتحرر، فضلاً عن الفقر والمرض. إنه في إثارتها هذه المواضيع بطريقة تخدم أصحاب الديانة. تخدم رفع أسعارهم. آخر الأمثلة ما حصل في كنكون بالمكسيك: السيد جورج بوش صاحب مساهمة في موضوع الدعم للمزارعين الأميركيين تشبه مساهماته في أمور البيئة والمحكمة الدولية وغير ذلك. إنه مهتم بالدعم عموماً، وهو أكثر اهتماماً عشية الانتخابات الرئاسية.

في الطريق لا تحظى "التفاصيل" بأي اهتمام. من هذه التفاصيل أن الاحتكارات الزراعية الكبرى هي التي تجتذب معظم الدعم. منها أن "منظمة التجارة العالمية"، وهي الحصن الأول لرأسمالية العولمة، قد تنهار. ومنها، خصوصاً، أن ملايين المرازعين في "العالم الثالث"، لا سيما في أفريقيا، قد يموتون جوعاً لأن "الرأسمالية الخيّرة" دفقت عليهم سلعها الزراعية الرخيصة المدعومة. هذا كله لمصلحة البشرية ولمصلحة التقدم... بالطبع ضد الشيطان. تلك ديانة كاذبة. "وعي زائف وغشاوة تحجب الواقع" الذي تزعم أنها تكشفه، على ما كتب كارل ماركس ذات مرة في وصف الايديولوجيا.



#حازم_صاغيّة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوم بكت نيويورك وواشنطن قال -المحافظون الجدد-: وجدناها، هذه ...
- -بالروح بالدم- نفدي من؟
- خريطة طريق إلى أبو مازن ومجلس الحكم
- نظرة الى مصاعب أن يكون المرء ليبرالياً في العالم العربي
- لماذا لم ينتفض الجنوب؟
- بؤس الاخوان, بؤس مصر, بؤسنا
- بماذا تردّ المنطقة؟
- خمس ملاحظات حول صدام الثورتين
- إلى أميركا الأخرى
- بوش وإيران والفرص المفوّتة
- تركيا : من التحديث إلى الحداثة
- نهاية الأصولية و . . . الدعوتان
- ليس لدينا ما نقول
- عفن في أميركا
- أميركا وأوروبا و... الآخر
- إنه الخليج لا الشرق الأوسط
- فصل عنصري ووصل موتي
- في عدم جواز رد الانتحار و/ أو الشهادة إلي صراع الحضارات
- أول أيار : توقعوا الأسوأ في واشنطن ، وفي شوارع العالم وساحات ...
- نحن وأميركا : الكراهية السهلة - الصعبة


المزيد.....




- قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد ...
- حدود العراق الغربية.. تحركات لرفع جاهزية القطعات العسكرية
- وقف الحرب في لبنان.. فرص الاتفاق قبل دخول ترامب البيت الأبيض ...
- أرامكو ديجيتال السعودية تبحث استثمار مليار دولار في مافينير ...
- ترامب يرشح أليكس وونغ لمنصب نائب مستشار الأمن القومي
- بالفيديو.. منصات عبرية تنشر لقطات لاشتباكات طاحنة بين الجيش ...
- Rolls-Royce تخطط لتطوير مفاعلات نووية فضائية صغيرة الحجم
- -القاتل الصامت-.. عوامل الخطر وكيفية الوقاية
- -المغذيات الهوائية-.. مصادر غذائية من نوع آخر!
- إعلام ألماني يكشف عن خرق أمني خطير استهدف حاملة طائرات بريطا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حازم صاغيّة - ديانة مكافحة الإرهاب... الكاذبة