النفايات النووية الإسرائيلية و النفايات البشرية الحية

جورج المصري

الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 01:23
المحور: الصحافة والاعلام
    

في أولي ساعات صباح يوم الخميس 21 يونيو 07 أذاعت أحدي الفضائيات برنامجا صور في صحراء جنوب الضفة الغربية، وبعد أن ضلت سيارة الفضائية الطريق وتعذر عليهم الوصول إلي القرية أتصل مراسل الفضائية بتليفونه المحمول البلدية التي دلتهم علي وجود تلك المنطقة الوهمية و التي زعم احد القائمين علي البلدية العربية في الضفة أن إسرائيل تدفن فيها المخلفات النووية الناتجة من مفاعل يشمونه الإسرائيلي. و طلب موظف البلدية من مراسل الفضائية أن ينتظره علي الطريق السريع وسيقوم هو بإرشاده إلي مكان القرية.

وصل السيد موظف البلدية راكبا سيارة فاخرة عليها لوحات معدنية إسرائيلية و بالطبع مكيفة. واصطحب مراسل الفضائية إلي مكان ما زعم أنه مكان القرية التي تخفي إسرائيل فيها المخلفات النووية. و ضلوا جميعا الطريق للمرة الثانية و أثناء التوهان وصل الموكب إلي قرية أخري صغيرة ولحسن الحظ وجدوا شخص أخر يدلهم علي الموقع المزعوم.

أثناء مضيعة الوقت في البحث عن القرية المزعومة ، دارت بعض الأحاديث توضح للمشاهد مدي حقارة المستعمر الإسرائيلي .
- أولا دليلهم علي حقارة المستعمر أن المستعمر شق طريق سريع ممهد علي مستوي عالمي مخطط بعلامات الطرق الدولية . فعلا اليهود أغبياء أنهم يشقون طريق سريع يسهل الوصول إلي جنوب الضفة. تعلمنا في تاريخ الأمم أن شق الطرق و أنشاء الجسور و مد خطوط السكك الحديدية ينعش اقتصاد أي منطقة. ألا إذا من شق الطريق كافر ابن كافر يهودي. بكل صراحة الطريق كان ممهدا بصورة أتحدي أن نري مثلها في دولة عربية بما فيهم دول الجاز.
- الدليل الثاني علي حقارة إسرائيل و انها تدفن المخلفات النووية في هذه المنطقة بالذات أن عدد المصابين بالإعاقة مرتفعة جدا . وهنا حلف موظف البلدية أن كل الحالات الأبوين غير أقارب. تصدقوها أن كل المعوقين إبائهم وأمهاتهم غير أقارب في دولة يكاد أن يتزوج الأخ من أخته. ما علينا وأيضا نسبة ارتفاع الإصابة بالسرطان بين أطفال تلك القرية. كل هذا وهم مازالوا يبحثون عن هذه القرية الوهمية .
- الدليل الثالث انهم شاهدوا سيارات إسرائيلية عسكرية تأتي في جنح الظلام تمكث عدة ساعات ثم تختفي.

أخيرا وصلوا إلي شبة قطعة من الأرض لا يتراوح مساحتها عن 200 متر مربع وقالوا هنا يدفن الإسرائيليين النفايات النووية و التي تأتي في سيارات عجيبة الشكل ومحصنة تحصين عجيب !! ورأينا أشباه حفر تنقيبيه لا تدل علي أن الإسرائيليين المشهود لهم بالذكاء سيتركون خلفهم دليل علي حفر او دفن شيء في هذا المكان. وفجأة قرر مندوب الفضائية و المرافق له من البلدية ترك المنطقة لأنهم راو طائرتين مروحيتين في تشكيل حربي يطيرون علي بعد 5 كليومترات منهم في أنجاه معاكس لهم. وقالوا فلنذهب بسرعة من هنا لان الإسرائيليين الهبل يراقبون هذه المنطقة رقابة شديدة.

لم ينتهي الحدث إلي هذا الحد في طريقهم الي مكان الجريمة النووية تقابلت سيارة الفضائية مع أطفال عرب مشردين يلبسون ملابس رثة و في منتهي القذارة . شغلتهم تنقيب القمامة لكي يجدوا فيها الغالي و الثمين ليبيعوه ويقتاتوا به ؟ عدد الأطفال والكبار الذين يجمعون وينقبون القمامة لم يتجاوز 25 بأي حال من الأحوال. جمعوهم أمام الكاميرا بطريقة أخراج درامي في منتهي السذاجة لكي يصوروهم علي أنهم قوم غفير.

الصورة المؤسفة التي اهتزت الفضائية الخطيرة العظيمة الكبيرة لكي تصور عدد 25 طفل مشرد في جنوب الضفة الغربية يمر بجوارهم طريق سريع... صورة مؤسفة ومحزنة ولكن الحقيقة أن المنطقة محتلة شيء مؤسف حقا. ووصمة عار في جبين المستعمر الإسرائيلي.

عزيزي مخرج ومنتج البرنامج الكتاب المقدس علمنا أن لا نخرج القشة من عين الآخرين قبل أن نخرج الخشبة من أعيننا أولا.

أتحداكم أن تصوروا قرية الزبالين في المقطم أو قرية الزبالين في عين شمس وان تقولوا للحكومة الوطنية المصرية كيف لا يوجد طريق ممهد إلي هذه المناطق ولماذا يموت السكان في عمر الزهور و متوسط عمر الفرد في هذه المنطقة 36 عام. وعدد السكان المشردين 2500000 نعم أنت تقرا الرقم صحيحا اثنان مليون ونصف فقير معدم. و المحتل حكومة مصر الوطنية الوهابية. بالمناسبة الغير سعيدة أعلي معدلات الإصابة بالسرطان بين الأطفال في العالم هي بين أطفال مصر.

أتحداكم أن أعطتكم لكم الحكومة المصرية نفس القدر من الحرية لتصوير 10 بالمائه مما صورته عدسة كاميراتكم في جنوب الضفة الغربية. أتحداكم أن كانت أجهزة المحمول التي ستحملونها معكم ستعمل أو لا تتجسس عليها الحكومة المصرية. أسمحوا لي النفايات لا وجود لها ألا في عقولكم. إسرائيل لا ترمي أي شيء من النفايات النووية لا تندهشوا أن لم تكن إسرائيل تبيع نفايتها النووية لإيران .
يا عرب اللي أختشـــــــــــوا ماتوا

#جورج_المصري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات