أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - انقلاب حماس وحقيقة النوايا الإسرائيلية















المزيد.....


انقلاب حماس وحقيقة النوايا الإسرائيلية


برهوم جرايسي

الحوار المتمدن-العدد: 1955 - 2007 / 6 / 23 - 07:06
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن الموقف في إسرائيل إزاء ما جرى ويجري في قطاع غزة، وانعكاسه على مجمل الساحة الفلسطينية، بالإمكان تقسيمه إلى اتجاهين، الأول هو الأجواء العامة في الشارع الإسرائيلي، التي تتراوح ما بين اللامبالاة والشماتة على الأغلب، والثاني ليس بمعزل عن الأول، وهو في المؤسستين السياسية والعسكرية، حيث يجري البحث في كيفية الاستفادة أكثر مما يجري.
ولربما ان أفضل من عبر عن أجواء الشارع الإسرائيلي، هما الصحافي إيتان هابر، وعضو الكنيست المتطرف نيسيم زئيف، ويقول هابر في مقال له في صحيفة "يديعوت أحرنوت": "إن الميول الإسرائيلية الطبيعية تقول أمام هذه المشاهد: إن العرب يذبحون عربا فما يهمنا؟ فليقتلوا ويذبحوا بكثرة، وليذهبوا إلى جهنم".
أما النائب زئيف فإنه يشمت بأعضاء الكنيست العرب من الكتل الوطنية، ويقول من على منصة الهيئة العامة، "لقد سمعنا هنا(من النواب العرب) أن دولة إسرائيل والجيش الإسرائيلي يدمران ويحطمان الشعب الفلسطيني، ولكن لا حاجة لتحطيمه، إن الواحد منهم (الفلسطينيون) يحطم الآخر، سيأتي ذلك اليوم الذي يتوقون فيه لعودة الاحتلال الإسرائيلي، الذي يهاجمونه، فحين كان الاحتلال في غزة كانوا يعملون ويترزقون ولم ينقصهم شيء..".
وما يعزز ما سبق هو الأحاديث والتعليقات التي نسمعها عبر وسائل الإعلام المختلفة، وفي الشارع مباشرة، وهو رد فعل متوقع ويتناسق مع أجواء الغطرسة والاستعلاء التي تطغى على الغالبية في الشارع الإسرائيلي، ولهذا فلا مجال للمفاجأة.
أما على المستويين السياسي والعسكري، فهناك حالة من شبه الإجماع بين مختلف أقطاب السياسية بأن على إسرائيل أن لا تتدخل عسكريا في ما يجري في قطاع غزة، طالما ان نيران غزة لم تصل إلى إسرائيل بعد، وهذا بطبيعة الحال ليس من باب "حسن الأخلاق" الذي غرق فيه فجأة قادة إسرائيل، وإنما لأن ما يجري هو بالفعل ما تتمناه إسرائيل، وقد سعت له طوال الوقت.
وهنا أيضا فإن أفضل من عبر عن هذا الموقف غير المعلن، هو الصحافي التقدمي عقيبا إلدار، الذي كتب في صحيفة "هآرتس": "إن هذا هو حلم شارون، فلو أن شارون الغارق في غيبوبته، يكون الآن واعيا، لاتصل بكبير مستشاريه قائلا: لقد نجحت لعبتنا"، ويشرح إلدار عن سعي شارون الدائم لفصل قطاع غزة كليا عن الضفة الغربية، وأن لا تكون إسرائيل مطالبة بالربط بين المنطقتين الفلسطينيتين.
وبطبيعة الحال، أيضا، فإن ساسة إسرائيل وعساكرها لا يسارعون في ابداء مظاهر الفرح والارتياح لما يجري في قطاع غزة، ولكن رد فعلهم العملي يعكس فعليا ما يجول في داخلهم، فالعنوان العريض للرد الرسمي الإسرائيلي هو، الركض الموضعي، وعدم الحراك إلى الأمام في أي اتجاه، بل ترك الساحة الفلسطينية تغرق وحدها، تماما كما هو الجو العام في الشارع الإسرائيلي.
أكثر ما تقوم به إسرائيل الرسمية منذ وقوع انقلاب حماس في قطاع غزة هو تأجيج النيران الفلسطينية أكثر، من خلال تصريحات عناق الدببة الإسرائيلي للقيادة الفلسطينية الممثلة بالرئيس محمود عباس، أبو مازن، فساسة إسرائيل ليسوا بهذه الدرجة من الانسجام "والغرام" مع الرئيس أبو مازن، وحركة فتح.
بل هم يعلمون جيدا ان اطراءهم للرئيس أبو مازن، والظهور وكأنهم يقفون إلى جانب السلطة الفلسطينية وأذرعها الأمنية وحركة فتح، إنما يغذي النار أكثر، ويساهم في تشويه صورة هذه القيادة في الشارع الفلسطيني، الذي للأسف ينصت لهذه التصريحات، ولكن لا ينتبه لحقيقة عدم ترجمتها على ارض الواقع.
وهنا لربما نحن بحاجة للاستعانة مرّة أخرى بأقلام صناع الرأي في إسرائيل، الذين يكتبون بصراحة عن النوايا الحقيقية لرئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، مكمل الدرب السياسي لسلفه أريئيل شارون.
ففي اليوم التالي للقاء أولمرت بالرئيس الأميركي جورج بوش، أكد ثلاثة محللين إسرائيليين بارزين، في مقالات لهم في الصحافة الإسرائيلية، إن أولمرت ليس معنيا بأي تقدم في العملية السياسية أمام الفلسطينيين.
فقد شكك المحللان ألوف بن وشموئيل روزنير في مقال مشترك لهما في صحيفة "هآرتس" بمصداقية تصريحات أولمرت، ليس فقط في ما يتعلق بالتقدم بالعملية السياسية، وإنما حتى في إطار تقديم تسهيلات للفلسطينيين ويقولان: "لقد فاخر الرئيس الأميركي جورج بوش بالقول ان اولمرت ملتزم "برؤية دولتين"، ولربما ان هذا صحيحا من الناحية النظرية، ولكننا نحن الصحافيين الإسرائيليين، سمعنا من رئيس الحكومة تحفظات كثيرة، فالتقدم الذي يتحدث عنه قد يقود إلى مفاوضات مستقبلية مع الفلسطينيين، ولكن ليس الآن، وكل ما يقوله أولمرت الآن، أنه علينا ان ننشغل بالتحضيرات، التي تستوجب تغييرات أساسية في السلطة الفلسطينية".
ويتابع بن ورزنير، "إن أولمرت يتحدث عن نقل أموال للسلطة الفلسطينية ودعم الأجهزة الأمنية التابعة لأبو مازن، ووعد آخر بإزالة حواجز عسكرية في الضفة الغربية، وبناء على تجارب الماضي، فإن هذه وعود مشكوك فيها".
ويتوافق معهما المحلل البارز في صحيفة "يديعوت أحرنوت" ناحوم بارنيع ويقول، "إن الحديث عن مفاوضات حول الحل الدائم مع حكومة أبو مازن، هو ليس أكثر من مجرد كلام، فالفجوة بين المواقف لا تزال بعينها، والمتغير هو أن الشريك يضعف من معركة إلى
أخرى، والسؤال المطروح إذا، حول ماذا ستفاوض إسرائيل أبو مازن؟".
لقد علمت التجربة في السنوات الأخيرة، وحتى منذ مؤتمر مدريد في العام 1991، وما قبل ذلك من محاولات، أن إسرائيل لا تبادر، ولا تتطوع للمبادرة، للدخول بمحض إرادتها إلى حلبة العملية السياسية، بل كان هذا دائما بواقع ضغط عليها، فقد سبق مؤتمر مدريد الانتفاضة الشعبية الفلسطينية، غير المسلحة، التي كانت السبب الرئيسي الأكبر لمحاصرة إسرائيل في الأسرة الدولية، وهذا هو نفس السبب الذي قاد إسرائيل إلى مسار أوسلو.
وبهذا فإن انشغال الساحة الفلسطينية بحالها، هو فرصة ذهبية لإسرائيل لتكون أبعد ما يكون عن أي ضغط دولي عليها لدفع العملية السياسية، فهي تدعي في "المحادثات المغلقة" في أرجاء العالم، أنها معنية بالتقدم، ولكن"لا يمكن لتقدم كهذا أن يحدث في ظل الأزمة الفلسطينية الداخلية وتهاوي السلطة الفلسطينية وضعف قيادة أبو مازن".
وقد سعت إسرائيل دائما من أجل ضرب مكانة وهيبة السلطة الفلسطينية منذ إقامتها، ولكن الآن هناك من سارع لإتمام هذه المهمة لها في قطاع غزة، فالسلطة الوطنية الفلسطينية لم تكن في أي مرحلة المفاوض الرسمي أمام إسرائيل، وإنما منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن العالم تعامل مع السلطة الفلسطينية كنموذج مستقبلي لإدارة الدولة الفلسطينية، ولهذا فإن الهدف المركزي لإسرائيل كان إجهاض هذا "النموذج"، لتثبت من وجهة نظرها، مزاعم ان الفلسطينيين "ليسوا قادرين على إدارة شؤونهم".
من غير الممكن الاعتقاد بأن إسرائيل قررت نهائيا عدم استخدام الخيار العسكري المكثف ضد الفلسطينيين، فهذا خيار مدمر مطروح بشكل دائم على الأجندة الإسرائيلية، ولكن إسرائيل ستنتظر "الفرصة المناسبة" التي تستطيع من خلال "تبرير نفسها"، أمام الأسرة الدولية، الفاقدة لأي توازن قوى منطقي.
ويخطئ من يعتقد أن أي عدوان إسرائيلي قادم سيكون دعما إسرائيليا لأحد الأطراف الفلسطينية، فالجميع مستهدف، ولكن للأسف فإن في الجانب الفلسطيني من هو معني ببث أوهام انحياز إسرائيل لطرف ما في الساحة الفلسطينية، بما يرافق هذا من خطابات التشكيك والتخوين المدمرة والقاتلة، من أجل تحقيق مكاسب سياسية ضيقة، هي ابعد ما تكون عن المصلحة الوطنية الفلسطينية، وخارج المشروع الوطني الفلسطيني.




#برهوم_جرايسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عودة براك.. عودة الجنرالات
- عمير بيرتس يخسر معركته في بيت العناكب
- المناورة الإسرائيلية في الملف السوري
- انتخابات -العمل- الإسرائيلي: أزمة قيادة وشلل سياسي
- إيلان بابي نصير فوق العادة لحق العودة
- قبضايات في غزة
- مدن فلسطين الساحلية تعيش النكبة من جديد
- فترة حاسمة لمصير -العمل- و-كديما-
- دورة برلمانية إسرائيلية مصيرية
- إسرائيل: عاصفة مع وقف التنفيذ
- عام على حكومة أولمرت: حروب وفساد وثبات
- ارتفاع قيمة الشيكل أمام الدولار يخلق جدلا اقتصاديا في إسرائي ...
- فلسطينيو 48 مسيرة وتاريخ
- هجمة متصاعدة على فلسطينيي 48
- عن -انهيار اسرائيل الوشيك-
- الكنيست الإسرائيلي بين دورة شتوية -باردة- ودورة صيفية -ساخنة ...
- أولمرت وثرثرة السلام
- الإعلام الإسرائيلي والرجل القوي
- المشهد الحزبي الإسرائيلي عشية فينوغراد
- الانتخابات الإسرائيلية المبكرة: الواقع والبديل


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - برهوم جرايسي - انقلاب حماس وحقيقة النوايا الإسرائيلية