أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي














المزيد.....

توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 04:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


 
كاتب أردني
تنشر بالتزامن مع الدستور الأردنية 
 
   
من المؤكد أن احتلال العراق كدولة وأرض وموارد وشعب هو كارثة قومية للعالم العربي، ولكن هذا الاحتلال لم يأت من فراغ، بل سبقته كارثة على صعيد الفكر والممارسة القومية تسبب بها حزب البعث الحاكم في العراق مهدت الطريق أمام الاحتلال.
السنوات الخمس وثلاثين التي حكم بها حزب البعث، شهدت انهيارا تاما للفكر البعثي الذي طوره ميشيل عفلق وغيره من قيادات الحزب، وتحول التنظيم من حزب قومي منضبط إلى تنظيم خاص للمقربين من الرئيس صدام، وتم طرد، وقتل، ونفي وتعذيب كل القيادات البعثية المخالفة في التوجهات. وحاول حزب البعث توفير شرعيته وزعامته القومية للعالم العربي، لا من خلال الديمقراطية والتنمية والتنوير وتقديم نموذج حضاري خاص بل من خلال الحروب، فلم يكد الرئيس صدام يصل إلى السلطة عام 1979 حتى بحث عن »حربه القومية الخاصة« التي تجعله خليفة عبد الناصر في الشارع العربي، فكانت حرب ايران التي خدمت الأهداف الأميركية. وبعدها جاءت عملية غزو الكويت والتي مثلت أول سابقة لاجتياح دولة عربية لأخرى وضمها بالقوة، وهي الحرب التي جاءت بالجيش الأميركي إلى منابع النفط في الكويت وأعادت العراق عشرات السنين إلى الوراء.
واستمرت الحكاية »القومية« الدامية، فتم تدمير الأسلحة العراقية تحت ناظري الحزب والرئيس حتى يبقيا في السلطة تحت تصفيق الميليشيات الإعلامية القومية التي رأت في بقاء الرئيس القائد الملهم نصرا عظيما، بينما يتم تدمير كل مقومات القوة العراقية. وشن المحافظون الجدد في البيت الأبيض حلم حياتهم من خلال الحملة الأخيرة التي هدفت إلى تحقيق الاحتلال الكامل للعراق وموارده، ولكن الرئيس القائد لم يتنازل عن السلطة وينقذ بلاده من الاحتلال، ولم يستجب لنداءات ترك العراق، فبقي »صامدا« حتى وصول القوات الأميركية إلى بغداد وبداية عهد الاحتلال الذي نشهده الآن.
ولا ننسى أيضا كيف تسبب حزب البعث في تفريغ فكرة القومية من كل أبعادها الأخلاقية والإنسانية من خلال القمع الوحشي الذي مارسه على الشعب العراقي، وانتهاك كل القيم الدينية والأخلاقية والإنسانية حتى باتت فكرة القومية لدى العراقيين فكرة بائسة لا رجعة إليها في القريب العاجل على الأقل.
ولكن في الجانب المليء من الكأس، فان سقوط نظام صدام قد يكون فيه منفعة طويلة الأمد لفكرة القومية، إذ أن هذا السقوط يمثل الفشل الحقيقي لأنظمة القمع العسكرية، وهو جرس إنذار لبقية الأنظمة العربية لتي ترفع شعارات القومية وتدوس الحريات العامة وتقمع شعوبها، بأن التغيير ضروري حتى لا تسقط هذه الأنظمة وسوف تستفيد الشعوب العربية من هذا التغيير.
فكرة القومية بالحديد والنار والطغيان انتهت إلى غير رجعة، وعلى القوميين العرب الآن مراجعة كل خطابهم وتجربة نصف القرن الماضية، وأن لا يكذبوا على أنفسهم بوضع كل الملامة على المؤامرات الخارجية والصهيونية والولايات المتحدة، فسقوط الأنظمة القومية الأخلاقي يسبق سقوطها المادي ويمهد له، فكيف يدافع شعب عن نظام أذاقه الويل والعذاب؟
لم يكن الأردن يوما من الداعين لقومية على الطراز الناصري والبعثي بالضم والقوة وإلغاء الخصوصيات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للدول، وكانت دعوة الأردن موجهة للتكامل العربي والوحدة على النمط الأوروبي والآسيوي وهي الوحدة التي تحقق المكاسب للشعوب ولا تذيب دولا في أخرى ولا تعمل على حياكة مؤامرات لقلب الأنظمة. ومن هذا المنطلق فإن الأردن يجب أن يبدأ ببناء علاقة تكاملية مستدامة مع العراق، كما على الدول العربية كلها أن تستعيد العراق إلى الساحة العربية، لأن العراق يبقى الذخر القومي الكبير بحضارته وتاريخه وإمكانياته. واستعادة العراق لا تأتي من خلال إنكار حريات الشعب العراقي، ولا في تمجيد نظام بائد لا عودة له، ولا في التعالي عليهم بل يأتي من خلال دعم اية مؤسسات سياسية تمثل الشعب العراقي وتعمل على تحسين مستقبله وخروجه من الاحتلال بأمان وهدوء وبدون أن تجعل الشعب العراقي يدفع ثمن تصفيات الحسابات الدولية والإقليمية، وفي هذا المعيار فإن التعامل مع مجلس الحكم العراقي باعتباره الصيغة السياسية الأكثر تمثيلا للشعب العراقي سيساهم في نضوج هذا المجلس وتحوله إلى حكومة عراقية منتخبة لا تشكل تهديدا على جيرانها ونظام سياسي متطور ودستور ومؤسسات عراقية مستقلة، وهذا ليس مستحيلا بالرغم من الاحتلال العراقي لإن ايماننا بقوة الشعب العراقي وحضارته أقوى من تسليمنا بسطوة الدبابات الأميركية.
 



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- توجهات الموقف الأردني من العراق ( 2 من 3): المعيار الوطني
- الموقف الأردني من العراق ( 1 من 3)- المعيار الأخلاقي
- لو كانت أنا ليند عربية!
- شركة القاعدة-الموساد المتحدة للعمليات الإرهابية!
- جولة بن لادن السياحية، وثقافة الكراهية!
- العالم العربي...قوة طاردة للعقول!
- العرب والعراقيين بين ذهب صدام وسيفه
- النزعة الإنعزالية للمثقفين العراقيين
- أدوية الايدز ومخرجات العولمة: أرباح الشركات أهم من حياة المل ...
- تحليل تاريخي لفكرة -حاكمية الله
- جوهر العلمانية: شرعية النص الديني يجب أن تخضع للعقل الإنساني
- لم يحكم المسلمون بما أمر الله طوال التاريخ
- مانفستو العلمانية الإنسانية
- الولايات المتحدة تدمر مصداقية التيار الديمقراطي العربي!
- بين القدس وبغداد...تفجيرات بلا معنى!
- إحبسوا أنفاسكم...هذه ليلة السوبر ستار!
- 51 شركة و49 دولة يشكلون أكبر 100 اقتصاد في العالم
- اعتبار المياه سلعة تجارية انتهاك لحقوق الإنسان
- ابتزاز أميركي جديد للعالم الثالث: إما أغذية معدلة وراثيا وإم ...
- التجربة الناصرية والتجربة -الصدامية- نقيضان!


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - باتر محمد علي وردم - توجهات الموقف الأردني من العراق ( 3 من 3): المعيار القومي