مؤنس الرزاز، مساحة مضيئة من الإبداع ، في فن الرواية ، والصحافة ، والقول الصحيح.
مؤنس الرزاز، كان صوتا ً مجبولا ً بحبر الصراحة وروح المكاشفة ، لا يعلوه لا مهادنة سلطة ، مهما زمجرت بقيود الدساتير، ونفوذ القبيلة ، ولا استمال يوماً لنعومة كراسي النفوذ ، ولا لتوافه الأمور والمطامع ، وكان كما هو ، بسيطا في البيت، والشارع والديوان، والجريدة ، وفي المكتب،هو المؤنس .
عرفناه كأبطال وشخوص رواياته قويا ًفي تشخيص الأمراض المستوطنة في بنية المجتمع ووطنيا ً حد العظم ، فتشربت الأصالة في كل كتاباته الإبداعية ، منذ أن عرف أبجدية الحروف ، وسارت في عروقه كل مبادئ الصلابة ، والرفض ، فكان صوتا ً عاليا ً هو من واقعنا المرّ ،فحُلمه كان كبيرا ً كبر الوطن ، والقضية ، فلا يسعه ليل الأفكار ، في الساحة الشرقية ، المبلطة بجرارات عربة السلام نحو الدَرك والهاوية .
مؤنس ... كان وهجا ً ، وشعلة ً في كلمات ، تنبض بشفافية روح ناسك ، لا يحسن فن اقتناء زخارف العيش ، بقدر سعيه الدؤوب في إسعاد محبي أدبه وأسلوبه الشيق في مجال العمود الصحفي .
فمثل هذه النفس الطّرية ، لا تبلى بثرى الزمن ، فيبقى اسما ً خالد الحضور ، في الرواية والقصة ، والشعر ، والصحافة ، ولا يزول من الذاكرة ، مهما اتسعت بعد رحيله ، فواصل الأيام ، فيتقد كقنديل أخضر في العيون ، والقلوب ، وكقصيدة محبة أصيلة ، بدفاتر أطفال الحجارة ، وعلامة بيضاء ، فوق سرايا موكب شهداء الانتفاضة .
دمعة وفاء ، لصاحب القول الجميل ، الرزاز مؤنس ، كلما قرأنا له رواية، أو قصة، أو عمودا يوميا ً ،فذكرناه كمبدع في فكره ، ورهافة الشعور فيه كإنسان ، فتركناه على أمل أن نقرأ روحنا القلقة في ضوء أعماله الأدبية الخالدة....
• عبـد الحكيم نـديم *
• شاعر وفنان تشكيلي السويد