أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفى محمد غريب - شر البلية ما يضحك.. ليتعرى الشعب العراقي بسبب انقطاع التيار الكهربائي والحر الشديد














المزيد.....

شر البلية ما يضحك.. ليتعرى الشعب العراقي بسبب انقطاع التيار الكهربائي والحر الشديد


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 11:19
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


الأطفال براءة الحياة الطبيعية من كل التعقيدات وهم شتلات الحدائق البشرية، يحضون باهتمام مضاعف في المجتمعات الإنسانية التي ترى فيهم بناة المستقبل وتجديد الحياة المادية والروحية، وفي المجتمعات المتحضرة يتصاعد الاهتمام بهم وبمؤسساتهم التربوية والتعليمية والثقافية حيث تقدم لهم كل التسهيلات من اجل أن تكون نشأتهم وفق معايير صحيحة وصحية كي يكونوا نافعين للمجتمع ومنتجين يقدمون ما يستطيعون عليه من اجل البناء والتقدم ويخصص لهم قطاع واسع من الخدمات وبمختلف المراتب الاجتماعية والثقافية والطبية والأكاديمية بما فيها أماكن الحضانة وروضات الأطفال والمدارس الابتدائية، وتحاسب العائلة المقصرة تجاه أطفالها اشد الحساب يصل الأمر في بعض الأحيان وبعد محاولات عديدة للإصلاح إلى اخذ الأطفال الذين لا يلقون رعاية إنسانية أو تربوية أو صحية أو غذائية من قبل عائلاتهم إلى أماكن مخصصة لهم وبإشراف صارم من قبل الدولة .
هذه مقدمة صغيرة لما نريد أن نعرج عليه وهو فضيحة دار الأيتام "الفجر" لقد شعرت بالحزن والقهر والألم حتى البكاء وقد أرعبتني صور الأطفال التي نشرت في وسائل الإعلام وهي بالتأكيد قد أرعبت وأبكت كل من رآها وقرأ عنها على الرغم من الرعب الذي يسيطر على عقول الأكثرية من أبناء شعبنا العراقي بسبب هذا الوضع البائس من جميع النواحي الحياتية، لكن المصيبة وهي الأعظم جاءت على لسان فخامة!! وزير العمل والشؤون الاجتماعية محمود الشيخ راضي " أسباب تعري الأطفال في دار الأيتام انقطاع التيار الكهربائي وشدة الحر" ثم ينبري فخامته باتهام وسائل الإعلام بفبركة قصة الميتم وكأن الصور والأطفال المربوطين والمعذبين والهياكل العظمية بسبب الجوع والأمراض واعتقال البعض وهروب البعض من مسؤولي الميتم وما ذكره الجنود الأمريكان الذين دخلوا الميتم وأكداس الأطعمة والفرش والملابس الجديدة المخبأة عبارة عن فبركة لكي تلطخ سمعة حكومة سيادة فخامة الوزير ووزارته بالذات وقد يعتبرها مؤامرة خارجية لإفشال العملية السياسية!!.. وبدورنا نسأل فخامة الوزير محمود الشيخ راضي لماذا لا يتعرى موظفي سعادته في الوزارة من شدة الحر ؟ ولماذا لا يتعرى الشعب العراقي من انقطاع التيار الكهربائي الذي أصبح ظلاً ملازما له من شدة الحر؟ وهل استجابت الحكومة العراقية بسبب إنساني أو بسبب الضغط المحلي والعالمي أم من شدة الحر أيضا؟..
وكما يقال " شر البلية ما يضحك " وهنا بيت الداء فكل الأمور تقلب على رأسها بدلاً من جعلها واقفة على أقدامها وبدلاً من قول الحقيقة ومعالجة هذه الظاهرة وظواهر فاسدة أخرى بطريقة صارمة ومحاسبة المقصرين وتقديمهم للعدالة يجري تبرير الظاهرة الفاسدة وتمريرها على أساس أنها طبيعية وتحدث في كل مكان وزمان وتتكرر بما فيها الإساءة لكرامة الإنسان والتجاوز على حقوقه.
استجابت الحكومة .. نعم ولكن حسبما نشر عنها لا بسبب المتابعة والتدقيق بل بسبب حملة الغضب المحلي والعالمي حول الأوضاع المأساوية التي كشفت الأضرار النفسية والجسدية التي أصيب بها أطفال الميتم وبسبب الاستنكار الواسع النطاق لإهمال الحكومة وأكثرية وزاراتها لواجباتها تجاه الجماهير الشعبية الكادحة وبسبب صم الآذان وعدم سمع الشكاوى التي تقدم بواسطة المواطنين ووسائل الإعلام وغيرها وبخاصة تلك الايجابية التي تهدف إلى إصلاح الخلل وتحسين أوضاع الكادحين..
لقد أظهرت قضية أطفال ميتم الفجر مدى الاستخفاف بحياة وحقوق الناس من قبل البعض من المسؤولين وبعض الوزارات وعدم المراقبة والمحاسبة لهم من قبل الهيئات الحكومية الأعلى لا بل تشجيع البعض للممارسة السيئ من الأعمال لخلق حالة من الإحباط واليأس أو غض النظر عن البعض بسبب الانتماءات الحزبية أو الطائفية التي تنهش في جسم المجتمع كداء السرطان.
إن فضح هذه الممارسة غير الإنسانية المنافية لجميع الأعراف تدل على أن هناك الكثير من هذه الظواهر والقضايا الفاسدة التي يجب ملاحقتها واعتبارها من أوليات القضايا التي يجب أن تعالج مثلما هو الوضع الأمني البائس الذي أصبح نشيداً يتغنى به حسب النوتات التي تؤلف وتقدم له وكل من حسب هواه ومقصده وأهدافه وتبقى الجماهير الشعبية الكادحة هي التي تدفع الثمن عاجلاً أم آجلاً بفضل الاستعلاء والركض خلف الكراسي والتضحية بالكل من أجل الحافظ عليها وعلى المواقع العليا في الدولة.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأخوة الأعداء وضياع الحقوق الضائعة
- الطبقة العاملة العراقية أشرف الطبقات وأنبلها وأكثرها وطنية
- لا حيادية في الإعلام بل مصداقية وغير مصداقية
- دفاعاً عن حقوق النساء وضد تصريحات وزير الداخلية الإيراني
- حرب الإبادة الشاملة ضد الشعب العراقي
- القضية الفلسطينية ما بين المماطلة والحلول التوفيقة والحل الع ...
- إحدى وثلاثون عاماً في بغداد والرهان الخاسرما بين الجديد والق ...
- بعض الملابسات حول إنعقاد المؤتمر التأسيسي للمجلس العراقي للث ...
- قرار خاطئ أستغل فيه المكان والزمان
- فاز نيكولا ساركوزي اليميني وماذا بعد؟
- ماذا في مقال نسرين عز الدين في ايلاف عن نهاية الصراع الطبقي ...
- أول أيار رمزاً وطنياً وأممياً للتضامن ضد الاستغلال وعدوانية ...
- قرار وزارة الداخلية المجحف يعد تجاوزاً على حقوق المرأة العرا ...
- الجريمة ضد العمال الأزيدين جريمة أخرى ضد الطبقة العاملة العر ...
- لينين
- الخطة الأمنية وتأمين الطرق الخارجية لحماية أرواح المواطنين
- متى يدرك أهل العراق من كل الطوائف حجم الجريمة؟
- علماء دين سعوديين!! يحرضون على قتل العراقيين
- إدراك ماهية حقيقة التحالفات الدولية والقضية الكردية
- الاغتراف من السقوط لكراس قديم نشره المرحوم بدر شاكر السياب


المزيد.....




- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
- مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري ...
- جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة ...
- الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - مصطفى محمد غريب - شر البلية ما يضحك.. ليتعرى الشعب العراقي بسبب انقطاع التيار الكهربائي والحر الشديد