أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - من إشكاليات مشروع الديمقراطية في العراق















المزيد.....

من إشكاليات مشروع الديمقراطية في العراق


حمزة الجواهري

الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 04:44
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    




17 9 2003
لعل من حسن الفطن أن نقرأ ونفهم ونراقب فنحلل ونستنتج، وأن لا نسيء الظن، فسوء الظن ليس من حسن الفطن. وحين رصدنا الحرب القادمة على أرض العراق من قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، لم نسيء الظن بل كان استنتاجا قد أفصح عنه الرئيس الأمريكي جورج بوش حين أعلن الأسبوع الماضي إن الجبهة الجديدة المركزية للحرب على الإرهاب هي الآن في العراق. أود أن أذكر القارئ بما استنتجنا آن ذاك من خلال اقتطاع الجزء الأخير من ذلك المقال الذي كان بعنوان ""الحرب القادمة على أرض العراق"":
إن العجيب الذي أستطيع أن أرصده ضمن هذا السياق هو السلوك الأمريكي، فهي من يمسك بكل خيوط اللعبة، وهم أيضا من يدفع الأيرانيين لإطلاق الأفغان العرب وفلول طالبان وفتح الطريق إليهم للدخول إلى العراق، وبذات الوقت يضعون السعوديين تحت ضغط هائل من أجل التخلص من السلفيين المتطرفين الذين يهاجمون الأمريكان هناك، ولكن بذات الوقت يغضون الطرف عنهم حين تفتح الحدود العراقية لهم من دون رقيب، فأين سيذهب هؤلاء السلفيين غير الذهاب إلى العراق؟ حيث هناك سيجدون الأمريكان الذين يودون محاربتهم وبذات الوقت الشعب العراقي الذي يجدون به من الشعوب الكافرة، وإن قتل العراقي جزائه ضمان قصر في الجنة.

إذا فالأمريكان يدفعون بالأفغان العرب وفلول طالبان والسلفيين في السعودية والفدائيين العرب لدخول العراق في وقت واحد، ويسكتون على كل أنواع التحريض القديم منها والجديد، ماذا الذي ينوون فعله؟! هل يخططون لأمر ما؟ هل المسألة مخطط لها بأن تستدرج أمريكا كل أعدائها ممن تسميهم بالإرهابيين إلى العراق لكي تجهز عليهم مرة واحدة، حتى لو كلف ذلك الشعب العراقي الكثير من الضحايا الأبرياء؟؟؟؟؟ إذا كان الأمر كذلك، فكيف استطاعت الولايات المتحدة أن تجد المسوغ الأخلاقي لعمل من هذا النوع؟ أنا لم أعد أستبعد شيئا على الإطلاق في هذا الزمن.

أرجو أن تكون أمريكا قد تحسبت لهذا الأمر، وإن من واجبها حماية الشعب العراقي، خصوصا بعد أن جرد الشعب من سلاحه.
الآن وبعد أن تبين إن هذا التوقع حقيقة ولا يقع ضمن ما يسمونه بنظرية المؤامرة أو سوء الظن، فهل من خطة واضحة لدى الأمريكان لحماية شعبنا بعد أن استدرجت أعدائها من الإرهابيين للعراق وصار العراق الجبهة المركزية للحرب على الإرهاب؟
وكما يعلم الجميع من أن المشروع الأمريكي في العراق أيضا يهدف إلى فتح الجبهة الآسيوية الواسعة من أجل تحقيق وإقامة النظام العالمي الجديد الذي يمثل الهدف النهائي للولايات المتحدة الأمريكية في هذه المرحلة بعد تفردها بقيادة العالم 
إن نجاح المشروع الأمريكي في العراق لا شك نجاح ساحق للمشروع العراقي في بناء النظام الديمقراطي، وهذا لم نختلف عليه، ولكن.
ربما لم ينتبه البعض لمدى خطورة التداعيات التي لحقت تفجير النجف الذي استشهد به رجل الدين البارز والقائد السياسي الديني السيد محمد باقر الحكيم ومائة وخمسة وعشرين من أبناء النجف، فمنذ اللحظة الأولى بعد اقتراف هذه الجريمة البشعة نزل للشارع النجفي بضعة آلاف من فيلق بدر ليسيطروا على الشارع ويديروا بأنفسهم عملية الإمساك بالأمن والتحقيق في العملية البشعة. طبعا لم يقف بوجههم أحد كونهم فجعوا بزعيمهم وأستشهد وجرح المئات من أبناء جلدتهم وترك المجال لهم ليؤدوا مهمتهم ومازالوا يمسكون بزمام الأمور لحد الآن رغم الإعلان عن تشكيل قوة خاصة لحماية العتبات المقدسة ومدنها. المهم في الموضوع هو إن سلوك فيلق بدر كان مبررا بالقدر الكافي لدرجة إن الأمريكان وجدوه كذلك، فغضوا الطرف عن تواجدهم ونشاطهم في التحقيقات والملاحقات وحفظ الأمن في المدينة.
من هذه التجربة يمكن لنا أن نستنتج إن من تصيبهم مصيبة من العراقيين كنتيجة للأعمال الإرهابية لمجرمي القاعدة والمرتزقة العرب وفلول النظام المقبور له الحق بأن، على الأقل من الناحية الأخلاقية أن يدافع عن نفسه. اليوم شكلوا قوة من العراقيين عددهم أربعمائة لحماية النجف فقط، وفي الغد سنحتاج لمثل هذا العدد أو أكثر لحماية المدن العراقية جميعا، لأن الإرهاب سوف لن يتوقف خصوصا بعد أن أخذ هذا الشكل المخيف وأنخرطت به قوى الظلام أجمع في المنطقة العربية والإسلامية. بحساب بسيط فإننا سنحتاج إلى ما يزيد على مائة ضعف العدد أربعمائة لكي نستطيع أن نحمي أنفسنا. وهذا يعني عسكرة الشعب العراقي بأجمعه من جديد أو إنفلات مطلق للأمن على الساحة العراقية، ذلك أن الجبهة المركزية للحرب على الإرهاب قد أصبح العراق على حد تعبير الرئيس الأمريكي والذي نتفق معه على ذلك. إذا ما هي استحقاقات هذه الجبهة؟ ففيها سيموت الكثير ويتهدم ما بقي من بنيان عراقي لم يهدم. بالطبع الولايات المتحدة لا تريد لأية جهة أن تدير معركتها الحاسمة مع الإرهاب وتريد الاعتماد على نفسها، وذلك لأهمية المشروع الأمريكي من ناحية ولامتلاك الأمريكان الآلة العسكرية والجيش القوي، وهذا الأمر غير مبرر من الشريك العراقي لأنه سيكون الضحية لهذه الحرب التي قد يستفيد منها بعض الشيء ولكن الثمن باهظ جدا.
إن الإمساك بالملف الأمني من قبل العراقيين بأسرع وقت ممكن سيقلل الكثير من الخسائر لأن كما يقولون وتردد كثيرا، أن أهل مكة أدرى بشعابها، وشعاب العراق أكثر وعورة واتساعا من شعاب مكة. ولكن من أين سيأتي العراقي بكل الإمكانيات المطلوبة لحفظ الأمن ومن ثم دحر المعتدين؟
من هنا نستطيع أن نستنتج إن الأمن بيد الأمريكان لوحدهم فيه خطر على الشعب العراقي أولا ومن ثم عناصر الجيش الأمريكي وأخيرا المشروع الأمريكي برمته، ومن ناحية أخرى إن العراقيين لوحدهم غير قادرين على تحمل هذا العبء الثقيل. فالأمر إذا يحتاج إلى نوع من التكامل بين القوتين وليس التنسيق أو الدعم من كل منهما للآخر، أي أن تكون قوى الأمن مزيج متجانس من الاثنين مع الإبقاء على القوى الضاربة من الجيش الأمريكي بعيدا عن مسرح الأحداث.
العرب الذين لا يجدون في المشروع الأمريكي سوى عدوا لدودا لهم ولعروشهم، لا يدخرون جهدا ولا وسيلة لأجهض المشروعين الأمريكي والعراقي معا، بل لا يجدون ما يميز بين المشروعين وإنهما مستقلين تماما عن بعضهما البعض، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فمشروع النظام الديمقراطي في العراق سيؤلب عليهم شعوبهم ويثير لهم الكثير من المتاعب. فلا عجب إذا، أن نجد الأنظمة العربية تعادي وبشكل سافر تطلعات الشعب العراقي بإقامة نظامه. فإنهم يجدون بكل ما تقدم أسباب كافية لدعم الإرهاب في العراق بكل الوسائل حتى لو أدى ذلك لقتل الشعب العراقي بأجمعه. إن هذا المتغير، أي المتغير العربي له أكبر الأثر في الحرب على الإرهاب مما سيزيد من حدتها وتعقيداتها وتداخل المصالح فيها.
العالم الإسلامي لا يختلف أمره عن العرب ودول الجوار بشيء وإن كان أقل حساسية للمشهد من دول الجوار.
أوربا الشريك الديمقراطي للأمريكان والعدو اللدود لهم في المصالح وخصوصا بما يتعلق الأمر بالعراق الغني بثرواته، لا يروق له أمر الانتصار للمشروع الأمريكي والذي يحاول أن يضع العراقيل بكل ما يستطيع من قوة لإفشاله وبالتالي إفشال المشروع العراقي وإن كانوا يباركون إقامة نظام ديمقراطي ووضع سياسي مستقر في العراق من أجل أن تتدفق استثماراتهم بأمان والتي تنتظر على أحر من الجمر النتائج النهائية للصراع.
فما السبيل لفصل المشروعين عن بعضهما البعض لكي يتسنى للعراقي تسويق مشروعه من دون إثارة حساسية لأحد؟ وخصوصا دول الجوار من المتضررين والطامعين والمتهيبين، من قوة دولة كالعراق، والحاسدين والحاقدين والإرهابيين والسراق والعروبيين وغيرهم كثر.
الأمر يبدوا عسيرا على الشريكين العراقي والأمريكي والخسائر ستكون كبيرة جدا على الاثنين معا وربما ستكون أكبر على الشعب العراقي لاتساع رقعة الصراع واتساع جبهات القتال في هذه الحرب الضروس، ربما سيكون من السهل جدا على الأمريكان تحمل التبعات المالية لها ولكن ليس للعراق أية إمكانية لذلك، وقد يكون للأمريكان تحمل عبء الخسائر البشرية ولكن العراق الذي فقد الكثير لا يستطيع أن يفقد المزيد من هذا الشعب الذي ما فتئ يقتل منذ العهود الغابرة ولحد الآن، ففي عملين إرهابيين فقط قتل من الشعب العراقي ما يزيد على كل خسائر الجيش الأمريكي منذ انتهاء الحرب على النظام المقبور ولحد الآن.
ليس إنصافا على الإطلاق أن يتحمل العراقيون عبء حرب للولايات المتحدة على الإرهاب وتسويق مشروعها الأكبر المتمثل بالنظام العالمي الجديد، كل هذا فقط، مقابل التخلص من نظام صدام، وليس إنصافا أن تترك الولايات المتحدة العراق يتخبط بديون لا طائل لها من أجل إعادة الإعمار لما تهدم وما سيتهدم، وربما يطالبونا بفوائد ثقيلة لهذه الكلف التي لا بد منها، وليس إنصافا أن يقتل العراقي وهو مكبل دون أن يعطى الحق بالدفاع عن نفسه من الحاقدين على أمريكا، فلو كان الأمر يتعلق بفلول النظام المنهار لكان الأمر مقبولا، ولكن المسألة أكبر بكثير والمعارك الكبيرة لم تبدأ بعد.  
 

 



#حمزة_الجواهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق الجديد والجامعة العربية
- الحرب القادمة على أرض العراق
- مصر ترى إن مجلس الحكم ليس شرعيا وصدام هو الرئيس الشرعي للعرا ...
- الجامعة العربية - كيان منافق مشروع سياسي قومي يحمي الأنظمة ع ...
- التظاهر حق للجميع أين الأحزاب الوطنية مما يجري في العراق؟!
- حقيقة ما يسمى بالمقاومة في العراق
- للديمقراطية لسانها الطويل وصوتها المسموع، أما التكتم فأمه مر ...
- إلى الدكتور كاظم حبيب، أزيدك من الشعر بيتا
- صفحات الإنترنت هي الساحة الإعلامية الوحيدة لنا في المهجر
- لم يكن البرلمانيون العرب وحدهم من أهان الشعب العراقي
- حتى أنت يا عبد الله النفيسي؟!متابعات لإعلام فضائية الجزيرة
- على لجنة التنسيق والمتابع تحمل مسؤولياتها - العراق لكل العرا ...
- الديمقراطية تعني إنهاء البعث
- النوايا الأمريكية إزاء النفط العراقي
- الخروج من الأوبك أمر سابق لأوانه وليس من مصلحة العراق
- فضائية الجزيرة - نموذج لثقافة الانحطاط
- الديون الكريهة- 385 مليار دولار، لنفكر معا بكيفية التخلص منه ...
- لقد ماتوا وهم يرقصون بعيد الملك الضحاك
- كفى أيها العرب، فنحن شعب أقوى مما تتصورون - ردا على نضال حمد
- الكبيسي يريد من المحتلين الجلاء فورا وإلا………..


المزيد.....




- هوت من السماء وانفجرت.. كاميرا مراقبة ترصد لحظة تحطم طائرة ش ...
- القوات الروسية تعتقل جنديا بريطانيا سابقا أثناء قتاله لصالح ...
- للمحافظة على سلامة التلامذة والهيئات التعليمية.. لبنان يعلق ...
- لبنان ـ تجدد الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت ...
- مسؤول طبي: مستشفى -كمال عدوان- في غزة محاصر منذ 40 يوما وننا ...
- رحالة روسي شهير يستعد لرحلة بحثية جديدة إلى الأنتاركتيكا
- الإمارات تكشف هوية وصور قتلة الحاخام الإسرائيلي كوغان وتؤكد ...
- بيسكوف تعليقا على القصف الإسرائيلي لجنوب لبنان: نطالب بوقف ق ...
- فيديو مأسوي لطفل في مصر يثير ضجة واسعة
- العثور على جثة حاخام إسرائيلي بالإمارات


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - حمزة الجواهري - من إشكاليات مشروع الديمقراطية في العراق