أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أبو عمار ليس وحده















المزيد.....

أبو عمار ليس وحده


نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 04:42
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

من عادة الإسرائيليين أن يقوموا بتعميم خبر أو توزيع قضية ما على الأعلام وذلك من اجل الخروج  بفهم أدق وأعمق لردود فعل المعنيين بالقضية،إن كان من بعيد أو من قريب.
 ثم وبعد أم تصبح القضية مملة ومتكررة،أي من الأشياء العادية التي تظل طاغية على الأخبار اليومية،ويسمع بها ويراها الإنسان كل يوم وكل ساعة، وبعد أن يعتاد العالم على الأمر ويظن بأن القضية انتهت بفعل تقادمها ومرور الوقت عليها،وبأن شيئا لن يحدث من تلك القضية،يقوم الكيان الإسرائيلي فعلا بمفاجئة الجميع بفعلته التي كان قد نوى فعلها أو هدد بها وتوعد بتنفيذها، وقد أثبت هذه الطريقة الإسرائيلية المتبعة نجاحها في التعامل مع الفلسطينيين والعرب على مر العقود،و في النهاية هي مأخوذة من النظرية الكيسنجرية المعروفة،التي لا تعطي الطرف الآخر وقتا للراحة وطول التفكير،بل تواصل رجمه بالمبادرات والاقتراحات الجديدة،فما يكاد ينتهي من واحدة حتى يأتوه بأخرى جديدة وهكذا حتى يقطعوا أنفاسه ويأخذوا منه ما يريدون.
 هكذا جاءت تهديداتهم بإبعاد الرئيس عرفات أو قتله أن تطلب الأمر ذلك،وهذا الكلام ليس من نسج الخيال ولا من بنات أفكارنا لكنه من وحي العقيدة الصهيونية التي تتحكم بالسياسة الإسرائيلية.
فقضية قتل الرئيس الفلسطيني طرحت في جلسة خاصة لمجلس الوزراء الإسرائيلي بقيادة رئيسه شارون، وبعد البحث والتداول والنقاش تمت الموافقة بالأغلبية الساحقة على القرار المذكور.
ومن الطريف في القضية أيضا أن أحد الوزراء من لصوص الأرض ومصاصي الدماء الفلسطينية،عارض قرار طرد عرفات،ولما سُئِل لماذا ؟
 أجاب : لأنه يريد قتله لا طرده.
 كما أن الوزير أولمبرت قال بصريح العبارة أن عرفات إرهابي ويجب قتله،لذا لم تعد تنفع تصريحات شالوم سيلفان وزير خارجية الحكومة الإسرائيلية، فقد قال الوزير إياه  يوم الاثنين الماضي( 15 الشهر الجاري) أن إسرائيل لا تخطط لقتل عرفات،وجاء كلامه قبيل انعقاد جلسة مجلس الأمن الدولي لمناقشة هذه القضية،حيث ظن الوزير انه بهذا يحمي سمعة دولته وكيانه وحكومته.
نحن بدورنا نقول له لا تخف أيها الوزير فالعالم نائم من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب،ومن يقبل بحصار عرفات وحبسه ومحاولات قتله لمدة سنتين كاملتين لن يأبه بتهديداتكم ولن يقوم بفعل أي شيء جدي لوقفكم. لكن الذي بالتأكيد سيوقفكم هو الشعب الفلسطيني،هذا الذي لا يسمح لأي كان بالتعدي على شرفه وكرامته وعزته الوطنية.
و لسوء حظ شالوم فليس هناك ما يمكن حمايته في سمعة دولة إسرائيل،لأنها دولة عدوانية تلتزم طريقة مميزة في القهر والعدوان والعنصرية، ليس أقلها التصرف وكأنها عصابة أو مافيا تقود جيش ودولة ومؤسسات وأجهزة وقتلة من كل الأشكال والأصناف.
 كما أن التاريخ الإسرائيلي الطويل مع الاغتيالات والتصفيات والاقتلاع والترانسفير وتدمير المساكن والبيوت واقتلاع الشجر والحجر ومحاربة الخبر وقتل البشر، لا يمكن محوه بكلمات قليلة أو بضع كذبات وزارية تصدر عن هذا أو ذاك الوزير من وزراء حكومة شارون.
أما الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وأن اختلفنا أو اتفقنا معه ومع نهجه القيادي والسياسي والتفاوضي،إلا أنه الرئيس الفلسطيني الذي انتخب ديمقراطيا في انتخابات أشرف عليها مراقبون دوليون ومحليون وإقليميون من إسرائيل وأمريكا والاتحاد الأوروبي ودول عالمية أخرى ليست النرويج أصغرها ولا روسيا أكبرها،هذا من جهة انتخابه رئيسا للسلطة الفلسطينية التي أنجبتها اتفاقيات السلام مع إسرائيل.
 أما على الجانب الآخر فهو قائد منظمة التحرير الفلسطينية،الكيان الوطني الفلسطيني الذي جمع معظم أبناء هذا الشعب خلال سنوات طويلة من الكفاح الشرعي والشعبي والملحمي للفلسطينيين.
صحيح أن المنظمة مغيبة ومشلولة ومعطلة وأنه كان للرئيس الفلسطيني دورا في تعطيلها وشللها،لكن المؤامرة على المنظمة أكبر من عرفات ومن الذين ينضوون تحت لوائها الوطني.
 فالذي كان في السابق مطلوبا شطبه هو الحلم الفلسطيني الواقعي، أي شطب منظمة التحرير الفلسطينية واقتربوا من ذلك الهدف كثيرا بمساعدة بعض الفلسطينيين من الجاهلين أو المتعاملين،وكذلك بفضل مشاركة بعض العرب من المتحكمين والحاكمين.
كان مطلوبا أيضا تصفية القضية الوطنية الفلسطينية واستسلام الشعب الفلسطيني أفرادا وجماعات، لذا جاءت الانتفاضة الفلسطينية المباركة لتحيي الأحياء الأموات في الساحة الفلسطينية، ولتضخ دماء جديدة في شرايين فلسطينية كانت قد جفت وأضمحلت.
استطاعت الانتفاضة أن تقلب المعادلة وتحيي القضية الفلسطينية وتعيد النور للذين أعمت بصيرتهم مسيرة أوسلو السلمية، كما أنها أعادت للنضال الوطني الفلسطيني معناه ومعاني الانتماء إليه في زمن الفضائح العربية المتتالية.
 ولم يكن لدى الانتفاضة سوى برنامج وحيد هو طرد الاحتلال والاستيطان وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة، ومن ثم إعادة ترتيب البيت الفلسطيني من جديد وبشكل لائق يليق بتضحيات شعب الشهداء والعطاء والفداء.
 أما الآن وفي هذه الأيام  ومنذ وبعد أن عصفت التفجيرات بنيويورك وواشنطن في أيلول الشهير، أصبح المطلوب شطب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات وتصفيته حتى جسديا، لأنه بنظر بوش وشارون ومن معهما من المتربصين بقضية فلسطين، أصبح فعلا عائقا، فهو الذي رفض في كمب ديفيد أن يخضع للابتزاز الأمريكي الإسرائيلي،الذي مارسه كل من كلينتون وبارك،ورفض التخلي عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين، بالرغم من التراجع الذي حصل في مواقفه لاحقا وبالذات يوم كتب مقالته الشهيرة لأحدى الصحف الأمريكية. على هامش هذه القضية فهناك البعض من المقربين والمحيطين بالرئيس عرفات ينقلون عنه النكتة التالية : الله طول عمرهم  يقولوا عني كذاب، طيب ليش صدقوني هذه المرة..
 أبو عمار الذي تتم محاصرته فعليا منذ أشهر طويلة لازال وبرغم التبدلات والعواصف التي شهدتها القضية والمنطقة، مثل سقوط العراق ووصول الأمريكان إلى قلب الوطن العربي بجيوشهم وأساطيلهم وتهديداتهم ، وانكشاف عورة الأنظمة العربية ومدى عجزها وقلة حيلتها وهشاشة بنيانها ووقاحة سياستها، لازال صامدا في وجه الذين يريدون تقديم المزيد من التنازلات وتصفية ما تبقى من حقوق وطنية للشعب الفلسطيني، وقد يبقى هكذا على موقفه لأنه يعي حجم الخطر والمؤامرة التي تعصف بالقضية الفلسطينية وبه شخصيا باعتباره رمز لهذه القضية.
نعتقد أنه لا يجوز لأي فلسطيني الوقوف في هذه المحنة وفي هذه الأوقات العصيبة ضد عرفات ، بل أصبح مطلوبا منا جميعا حمايته والعمل على لجم التهديدات التي توجه إليه في حصاره،كل من موقعه وفي مكانه،فمجالات التضامن والعمل والمناصرة عديدة ومتشعبة وكبيرة،وحصار عرفات جزء من حصار يطال ويشمل كل الشعب الفلسطيني.
 فالقضية ليست عرفات كشخص بل عرفات كرمز فلسطيني يمثل النضال الوطني الفلسطيني، وكلنا أمل أن يخرج عرفات من الحصار المميت أكثر قوة وعزم وإصرار على تحقيق الانتصار الفلسطيني على الأعداء بكل أشكالهم وأصنافهم.
كما نأمل أن تكون هذه المعركة عبرة يستفيد منها الرئيس وكافة القوى الفلسطينية، لتكون حافزا على تسريع العمل من أجل رص الصفوف الفلسطينية وبناء الجبهة الوطنية العريضة والقيادة الوطنية الموحدة والحقيقية،التي تستطيع قيادة الشعب الفلسطيني ونضاله العادل عبر الانتفاضة والتفاوض وفي الحرب والسلام.

 



#نضال_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في يوم صبرا وشاتيلا
- من يحاسب سري نسيبة ؟
- آننا ليند سلام عليك
- تفجير المقاهي والباصات مثل قصف المنازل والحارات
- نصائح مجانية للسيد احمد قريع
- أخيرا جاء الرد الفلسطيني قويا ومدويا
- الاتحاد الأوروبي موظف عند شارون
- عن محاولة اغتيال الشيخ احمد ياسين
- العرب في الوقت الضائع
- رحلة ألى المخيم - الحلقة الثانية
- في ذكرى رحيل الفنان الكبير ناجي العلي..
- الله ينجينا من أشباه السادات
- رحلة إلى المخيم 1
- للحرية مهر وللمقاومة النصر ..
- إسرائيل تفتح أبواب جهنم السبعة
- الحاكم الظالم أخطر من النمر المفترس
- سيرجيو دي ميلو ضحية السلام المفقود
- شهداء الصحافة بين نارين
- صبيان الفلوجة وعجز أعداء العوجة
- الضحك على الذقون


المزيد.....




- مدفيديف: الناتو منخرط بشكل كامل في الصراع الأوكراني
- السعودية.. إحباط 5 محاولات لتهريب مئات آلاف حبوب -الكبتاغون- ...
- مصر.. الداخلية تكشف تفاصيل واقعة مصرع عامل دليفري بعد تداوله ...
- اليونيفيل: إصابة 4 جنود إيطاليين من قوات حفظ السلام في جنوب ...
- محمود الهباش: وجود إسرائيل في غزة لن يكتسب شرعية مهما طال
- مشاركة عزاء للرفيق رؤوف الحباشنة بوفاة جدته
- من هو الكاتب بوعلام صنصال وما مصيره منذ وصوله للجزائر؟
- خبير عسكري: الاحتلال يستهدف مربعات سكنية بسبب تعثر عمليته ال ...
- هل اكتشفت أم محمد هوية الواشي بنصر الله؟
- قوات الاحتلال تقتحم جنين ونابلس واعتداءات للمستوطنين في الخل ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - نضال حمد - أبو عمار ليس وحده