أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - العراقيون .. الى متى ستلاحقهم اوزار العهد الاسود ؟ هل من اطفاء للديون والتعويضات ؟















المزيد.....

العراقيون .. الى متى ستلاحقهم اوزار العهد الاسود ؟ هل من اطفاء للديون والتعويضات ؟


سيار الجميل

الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 04:40
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



     كان لنا زملاء عرب في جامعة واحدة في التسعينيات بالاردن وكانوا قبل تحرير الكويت في العام 1991 يعيشون في الكويت لسنوات طوال ، وكثيرا ما كانوا يسمعوننا نحن العراقيين كلاما بذيئا جدا عن الكويت والكويتيين ويمدحون غزو صدام  فنجيبهم بما يستحقونه ولكنهم لا يفصحون ابدا عن حجم ما يتقاضونه من تعويضات مالية بدأوا  يستحصلونها من اموال العراق المحاصر على عهد صدام حسين وخصوصا بعد ان بوشر العمل ببرنامج النفط مقابل الغذاء .. لم يكن اولئك الناس يحدثوننا نحن العراقيين عما يستلمونه من الاموال وما هي الحيثيات والادلة التي اعتمدت لتوزيع التعويضات من اموالنا عليهم .. وكان الاعلام العراقي الرسمي وقت ذاك يحدّث العراقيين عن الانتصارات والبطولات ويقيم المهرجانات والاحتفالات عن ام المعارك ويستقبل الوفود العربية المتعاطفة مع الشعب العراقي !!  .. ولكنه لا يحدث العراقيين ابدا عن حجم ما يستقطع من اموالهم وثرواتهم كي تذهب هنا وهناك بملايين الدولارات .. حدثني احد الاخوة العرب من الذين عاشوا في الكويت سنوات طوال مع عائلته الكبيرة ويعمل بوظيفة بسيطة تعينه على اعالة هذه العائلة .. وجاء الغزو يقول فاستفدت كثيرا من وجود العراقيين ولما تحررت الكويت غادر الى الاردن مع عائلته وكل مقتنياته وحاجياته واكمل دراسته ثم قدم بطلب التعويض باعتباره واحد من المتضررين ، فادعى كذبا بأن حاله وماله وذهبه وقصبه قد فقدها وانتظر فاذا به يتسلم مبالغ كبيرة كتعويضات اشترى بها عمارة في قلب مدينة عمّان .. وزميل عربي آخر وهو صديق لي لم يحدثّني عما تسلمه من اموال هي تعويضات من ثروات العراقيين بحجة فقدانه كل حاجياته الثمينة في الكويت ، في حين انه نقل كل ممتلكاته وحتى مكتبته الشخصية الكبيرة عبر الاراضي العراقية الى الاردن .. ومكتبته اليوم من اكبر المكتبات الشخصية التي يفخر بها امام الجميع !
     ان الذي يحتاجه العراقيون اليوم وبشكل اساسي : الوعي بالمستقبل وملاحقات استحقاقاته من دون اقفال ذاكرة الاحزان ومن دون التفكير برأب صدع الواقع .. نعم ، ان العراقيين لابد ان يكونوا جميعا على دراية بما سيطالبهم به المستقبل خصوصا وان قضيتهم قد دوّلت منذ عهد بعيد نتيجة ما اقترفه النظام السابق بحق العراق . ان الديون والتعويضات واستحقاقات الاخرين لابد ان تشغل هموم العراقيين في اول اجندة بناء المستقبل ، ولابد ان تشغل تفكير اي عراقي يفكّر بمصلحة الاجيال القادمة .. وان يعمل النظام السياسي العراقي الجديد بكل طاقته وجهده للخلاص من تلك الاستحقاقات المؤلمة .
لقد كان الثمن غاليا !
    المشكلة ليست هنا ، بل انها كانت ولم تزل لا يعرفها العراقيون الذين الجمهم النظام السابق واخفى عليهم حقائق دامغة .. فضلا عن ان الاعلام العربي لم يتحدث ابدا بهذه المسائل والحقائق والاسباب معروفة ، ذلك لأن هذا الاعلام قد سيطرت عليه جماعات ناعقة ومافيات مارقة تروج من الاكاذيب والتلفيقات ما تريد وتخفي وتعتم على ما تريد من الحقائق ! ان ما يحزن فعلا ويقهر اصلا ان يعّوض امثال هؤلاء من اموال العراقيين وثرواتهم وان العراقيين وحدهم هم الذين كانوا يدفعون الثمن وما زالوا يدفعون الاثمان الباهضة .. والانكى من كل ذلك انهم سيدفعون في المستقبل اثمان ما فعلته سياسات النظام السابق بحق العراقيين قبل غيرهم ! وكان النظام السابق ولم يزل يحظى بتأييد العرب في مواقف مخزية سوف لن ينساها التاريخ ابدا ، ولن ينساها العراقيون من ذاكرتهم ! نعم ومع كل هذا وذاك ، لم يزل اولئك الاوغاد الذين امتصوا دماء العراقيين يروجون للنظام السابق وسياساته المقيتة ! ان كل عراقي لديه قائمة فعلية وحقيقية ليست مزيفة ولا كاذبة بما خسره وافتقده في الثلاثين سنة الماضية وخصوصا في عقدي الثمانينيات والتسعينيات من حياته وامواله وخوفه ورعبه وتشريده .. ومن دمائه والالاف المؤلفة من زهرة شبابه .. واذا كان العرب قد ساهموا رسميا وشعبيا في اذكاء الحرب العراقية – الايرانية ابان الثمانينيات ، فما هو الثمن الذي يمكننا نحن العراقيين ان نطالبهم به ؟؟
من ذا الذي يعّوض العراقيين ؟
من الذي يعّوض من ؟ من يعّوض الارامل والثكالى والايتام والمشوهين والمعتوهين والمسحوقين والمجانين .. واولئك المعدمين واولئك الجنود المساكين ؟؟ من يعوض المفقودين واهالي المفقودين ؟ من يعوض المتشردين في المنافي ؟ من يعّوض الغرقى في لجج البحار والمحيطات ؟ من يعوض اولئك الذين اعدموا او غيبوا او عذبوا في الزنزانات الموحشة ؟ من يعوض الاطفال العراقيين الذين ساهم الجميع بحرمانهم من ابسط مستلزمات الحياة ؟ من يعّوض العراقيين عن الاحزان ودفقات البكاء وسقوط القتلى بالالاف المؤلفة ؟ من يعوضهم ما افتقدوه في التسعينيات من كل مستلزمات الحياة الكريمة عندما فرض الحصار لسنوات طوال وساهم الجميع في ابقائه ضد العراقيين ، بل وكم مورست باسم الحصار عقود تجارية بائسة بحق العراقيين ؟؟ من يعّوض العراقيين الذين بقوا سنوات طوال وخصوصا في الشمال والجنوب من دون كهرباء ولا خدمات عامة وعانوا معاناة لا يمكن لأحد ان يتخيلها ! كنت اتصل باهلي واصدقائي تلفونيا وانا خارج العراق ليعلمونني ان عشرين ساعة يدوم انقطاع الكهرباء عنهم في الموصل يوميا سواء في عز الصيف القائظ او في ايام الشتاء الباردة ! وبقت الحالة هكذا لسنوات طوال من دون ان يستطع اي مخلوق ان يفتح فمه معترضا ! ماذا يقول ابناء البصرة الذين بقوا سنوات طوال من دون ماء للشرب ، فليس لهم الا ماء مملوح اجاج ؟؟ من يعرف مآسي البصرة وابناء الجنوب ؟ من يعوضّهم عن حياة البؤس والشقاء ؟ من يعّوض العراقيين الذين فقدوا ابسط مستلزمات الحياة الصحية والخدمية والتعليمية ؟ من يعوض العراقيين عمن افتقدوه في المقابر الجماعية والاعدامات العشوائية وعمليات الاغتيالات السرية ؟ من يعوضهم عن الحرمان والمآسي وحالات النكد التي عاشها جميع العراقيين على مدى عشرات السنين ؟؟
الاستحقاقات الجديدة :
كم عانى العراقيون ايها الشرفاء في العالم على مدى سنوات طوال ؟ الا يستحقون اليوم ان ترفعوا اصواتكم عالية من اجل رفع والغاء ما يسمى بالتعويضات عنهم ؟ الا يستحقون منكم وقفة انسانية بمطالبة الدول ذات العلاقة باطفاء استحقاقاتها من الديون ؟ خصوصا وان بلدهم تقدر تكلفة اعماره قرابة 100 بليون دولار .. وان ديونه تبلغ بحسب التقديرات الاولية قرابة 130 بليون دولار ! ان اعادة مشروع اعمار العراق لابد ان يكون من اولويات ما يفكر به كل محب للعراق والعراقيين ويطمح بتأسيس علاقات متجذرة وصادقة وحقيقية معهم .. ان من اولويات كل مخلص  له انسانيته ويمتلك جملة رائعة من القيم والاخلاق ان ينادي بأعلى صوته بالوقوف الى جانب العراقيين برفع معنوياتهم وارجاع الابتسامة الى وجوه اطفالهم وتعمير مدارسهم وجامعاتهم  وبناء مؤسساتهم وتطوير حياتهم الجديدة .. بدل النفخ في اذكاء الحرب ضد ايا من كان ! وان الواقع يفرض على كل العراقيين اليوم معرفة ما عليهم من استحقاقات قبل رفع الشعارات وعليهم ان يفكروا بترتيب شؤونهم الداخلية بأن يفرضوا الامن في ربوعهم .. وعلى المسؤولين العراقيين الجدد الاهتمام بمعالجة التركة الثقيلة من المصائب والتي خلفها النظام السياسي السابق . انني اهيب بكل الشرفاء في بلداننا العربية وفي هذا العالم الفسيح ان يفكروا بكل انسانيتهم بما حصل للعراقيين الذين فتحت امامهم اليوم ابواب المستقبل على مصراعيها ، ولابد لهم ان يعيدوا بناء العراق من جديد وان يستعيد كل عراقي انفاسه ويشارك كغيره من ابناء الشعوب الاخرى في تطور الحياة البشرية .. انني اناشد كل الذين يطالبون العراق والعراقيين بجملة من التعويضات والديون ان يجعلوها منح وهدايا ، وسوف لن ينسى العراق ولا الاجيال المقبلة ذلك ابدا .



#سيار_الجميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأمل في المرجعيات : استكشاف سر خلود العراق والعراقيين
- هراطقة وليسوا بمثقفين
- العراق : متى سترسو السفينة عند الشطآن ؟
- الراحل الكبير المجاهد الامام السيد آية الله محمد باقرالحكيم ...
- ردا على د. محمد الدوري مندوب العراق في الامم المتحدة سابقا - ...
- كيف يرى ابن الموصل .... ابن النجف ؟
- مشكلات المجتمع العراقي دعوة للعراقيين فقط من اجل فهم واقعي ب ...
- ما الذي عرفته في الامام الراحل محمد باقر الحكيم ؟
- ردا على د. محمد الدوري مندوب العراق في الامم المتحدة سابقا - ...
- انتحار دولة العراق المعاصر - مكاشفات تاريخ سريالي مسكوت عنه ...
- انطباعات مرسلة الى الاخ الفاضل الاستاذ القاضي زهير كاظم عبود ...
- مزامنات دستور العراق الدائم افكار من اجل مستقبل أفضل للعراق ...
- يا ترى من هو الخاسر ؟ العرب لم يعترفوا بمجلس الحكم الانتقالي ...
- احتضار جامعة الدول العربية !! البديل : مشروع بناء منظومة حيو ...
- مزامنات - شيخوخة الزمن العربي: هل من استعادة بنيوية لكل من ا ...
- ابعدوا العراق عن دوائر الاوهام العربية
- العراق في قلب العالم 2003 أكبر رصيد من المنشورات والادبيات ا ...
- ردا على جميل مطر : ماذا لو كنت عراقيا حمّالا للأسية ؟؟
- المثقفون العرب: أرتال وراء التخلف
- مناقشة لآراء منشورة لمحمد الدوري- سفير العراق السابق في الأ ...


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سيار الجميل - العراقيون .. الى متى ستلاحقهم اوزار العهد الاسود ؟ هل من اطفاء للديون والتعويضات ؟