أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الإنسان: حيوان بن حيوان














المزيد.....

الإنسان: حيوان بن حيوان


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 11:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يبدأ عمل الفيلسوف من النقطة التي إنتهى منها المؤرخ.,وكان يعتقد ان الإنسان أصله إنسان إبن إنسان غير أن العلم أثبت أنه :حيوان بن حيوان
وقد انتهى عمل المؤرخين القدامى على أوهام الخلق حين كان الإنسان عاجزا عن تفسير الظواهر
والعلم أضاف كارثة حقيقية بظهور الداروينية ككارثة جاليليو وكوبرنيق.
وكانت الأوهام المتعلقة بدوران الأرض تحل محل العلم في اسفار العهد القديم وكذلك حلت النظرية العلمية محل إسطورة العهد القديم والقرآن حول حقيقة خلق الإنسان المنحدر من الطين وحلت محلها حقيقة علمية تثبت أن الإنسان أصله حيوان بن حيوان
وهذا بخلاف عمل المؤرخ العادي حيث يهتم المؤرخ العادي بسرد الأخبار العادية وغير العادية ويهتم بشرح مطول لحياة الحكام والأدباء والفلاسفة .
أما عمل الفيلسوف فهو عمل إضافي إلى عمل المؤرخ فالفيلسوف لا يقتنع بسرد الأخبار لوحدها ولكنه يحلل المواضيع والأسباب والنتائج.
وهذا ما جعلنا نعد مؤرخا مثل إبن خلدون مثلا في قائمة المؤرخين والفلاسفة.
أما آرنولد توينبي المؤرخ الإنكليزي الشهير فإننا لانعده مؤرخا فقط لا غير ولكننا نعده فيلسوف وصاحب مقولات تاريخية ونظريات إجتماعية أهمها :إثارة البلدان الجامدة .
وهذا ما جعل من توينبي مؤرخا وفيلسوفا بخلاف :ول ديورانت الذي نعده صاحب سرد تاريخي ومع أن ول ديورانت لم يكن سرده سردا عاديا إلا أننا لا نستطيع أن نحمله عملا إضافيا مثل توينبي .
ومنذ ظهور كارل ماركس بدأنا نشعر أن العلم حل محل الإسطورة والخيال والكذب والأوهام وقد تأثر بماركس ليس الماركسيون وحدهم وإنما الليبراليون أيضا والمجتمع الليبرالي معا .
فقد كانت هنالك أوهام قديمة عن الشعب مثل :أنه تافه وعديم الفائدة ولا حول له ولا قوة ومع ظهور العلم تبدلت مثل تلك الأوهام وسرعان ما أصبح للشعوب العالمية قدرة على مقاومة قمعها وإستبداد الحكام بها .
والفضل في ذلك أيضا يعود إلى العلم الذي عمل على تحسين حياة الناس شيئا فشيئا فأراحت الآلة البخارية العمال والشغيلة من القهر اليومي والإسبوعي والسنوي في إسلوب العمل وأصبحت المرأة بفضل التقدم التكنولوجي قادرةا على العمل بعد أن كان العمل مقصورا على الرجال من العبيد فقط لا غير وقد كان عوام الناس من النبلاء تترفع عن ممارسة الأعمال المهنية لما بها من بعد ومشقة وطول سفر وبال ولما تجتاج أيضا لكثير من الصبر والعنت والرضوخ .
ولم يكن العمل بذلك يصلح إلا للعبيد والمغلوبين ولمجتمع المساكين والدراويش .
والذي نعده اليوم فينا من أنه فضيلة إنسانية يبدو أنه أوهام فما زال الإنسان يحاول إستغلال وقتل إخيه الإنسان وإن التقدم الهائل في علوم الإنسان لا يعود فضله من الناحية الإجتماعية إلا للآلة وليس للإنسان أو لأي مخلوق آخر .
الفضل كل الفضل للآلة والشكر كل الشكر للآلة وليس للإنسان فالإنسان المنحدر من القرد ما زال يصر على أن أصله من غير القرد ويبرهن على ذلك من أن الله قد فضله على كثير ممن خلق وأولهم هم الملائكة !
وهذا غير صحيح لأن صفات الملائكة أفضل من صفات الإنسان فلو كان الإنسان أفضل من الملائكة لكانت أعماله أفضل منهم لأن خسة ودناءة الإنسان تشير إلى أن أصله دنيء!
فالقتل صفة من صفات الحيوان وهذه أيضا من صفات الإنسان وكذلك الصراع على الأرض صفة من صفات الحيوان وهي أكبر ميزة مشتركة بين الحيوان وأخيه الإنسان.
وعمل الفيلسوف الإضافي الذي كان وما زال يضطلع به هو الذي حل العلم محل تلك الأوهام فأصل الإنسان حيوان وقرد إبن قرد.
وقد مشت الأوهام التاريخية محل العلم والمنطق ردحا طويلا من الزمن بكل ما بالأوهام من تناقض وعدم وضوح فهل: يجوز أن يكون الإنسان أفضل من الملائكة نظريا وأن يكون حسب سلوكه حيوانا عمليا ؟
إن الدلائل تشير إلى أن أعمال الإنسان مازالت حيوانية ومستهجنة فالإنسان في كل يوم يقوم بتقطيع بعض اللحوم كما نلاحظ ذلك في عالم الأدغال وعالم أفريقيا المهجور

إن الأوهام مازالت تسيطر على المؤمنين الساذجين بإيمانهم ويعتقدون أن الإنسان أنسان بطبعه منذ خلق على هيئة إنسان ولكن غير الساذجين لا يؤمنون بمثل تلك الأوهام البائسة فأعمال الإنسان ما زالت تصر على أنه من سلالة حيوانية وما التقدم الذي أحرزه الإنسان في مجال الأعمال الإنسانية إلاّ ثمرة وجهد اللآلة التي أراحت الإنسان من الأعمال الشاقة والقهر



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طز بالأقلام الجاهزة
- الطاغية :صلاح الدين الأيوبي
- المثقف السياسي
- عبادة الله
- الشعب: صاحب الجلالة
- العصف الذهني2
- العصف الذهني1
- مجتمعات الملح
- الثقافة القديمة
- سوء التخطيط
- القمع الثقافي
- التنمية والحرية
- الأديبة الأردنية الراحلة :رجاء ابو غزالة2
- شبهات حول المجتمع ألعربي
- في ذكرى موت حبيبتي
- نمط ألحياة في مكة إبان القرن السادس ألميلادي
- التطبيع ألثقافي
- الأديبة ألأردنية رجاء أبو غزالة ونظرية دارون
- المرأة والمفاهيم ألخاطئة
- الخلفاء ألعرب يعشقون ألنساء وكتاب للجاحظ عن ألنساء


المزيد.....




- الكرملين يكشف السبب وراء إطلاق الصاروخ الباليستي الجديد على ...
- روسيا تقصف أوكرانيا بصاروخ MIRV لأول مرة.. تحذير -نووي- لأمر ...
- هل تجاوز بوعلام صنصال الخطوط الحمر للجزائر؟
- الشرطة البرازيلية توجه اتهاما من -العيار الثقيل- ضد جايير بو ...
- دوار الحركة: ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن علاجه؟
- الناتو يبحث قصف روسيا لأوكرانيا بصاروخ فرط صوتي قادر على حمل ...
- عرض جوي مذهل أثناء حفل افتتاح معرض للأسلحة في كوريا الشمالية ...
- إخلاء مطار بريطاني بعد ساعات من العثور على -طرد مشبوه- خارج ...
- ما مواصفات الأسلاف السوفيتية لصاروخ -أوريشنيك- الباليستي الر ...
- خطأ شائع في محلات الحلاقة قد يصيب الرجال بعدوى فطرية


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - الإنسان: حيوان بن حيوان