فلاح علوان
الحوار المتمدن-العدد: 1954 - 2007 / 6 / 22 - 11:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن وصف الأوضاع الراهنة في العراق، أصبح يتضمن مسلمات أو بديهيات تشترك العديد من الجهات والإطراف والقوى في طرحها رغم تباعد أو اختلاف الأسس النظرية والعقائدية لها. من هذه المسلمات، انعدام الأمن، تدمير أسس الحياة المدنية، الاقتتال الطائفي، البطالة المليونية، سيطرة الجماعات المسلحة والمليشيات، وغيرها من أوصاف للأوضاع الراهنة، ويعزى سبب هذا إلى الاحتلال، وتعرض مثل هذه الآراء وتطرح حتى في الأوساط الرسمية في أمريكا وبريطانيا.
وعلى صعيد المجتمع، تطرح المسائل بوضوح اكبر، ويجري تناول عجز السلطات عن توفير ابسط مستلزمات العيش، أو توفير الأمن أو فرص العمل، والفساد المستشري، ووجوب إنهاء الاحتلال كسبب لكل هذه الماسي، بل إن الرأي العام يتناول علانية وبصورة واسعة في العديد من الأوساط، ضرورة قيام نظام علماني، كمخرج من الصراعات الدينية والطائفية، والحديث عن الماسي المعيشية التي تسبب بها رفع أسعار الوقود كجزء من سياسة صندوق النقد، وهو المؤسسة المالية الممثلة لمصالح أمريكا والرأسمال العالمي، وأصبح الحديث عن ويلات الرأسمالية موضوعا شائعا في أوساط المجتمع، وليس بين الأخصائيين الاقتصاديين، وتطرح الاشتراكية كبديل أو حل إنساني، على الرغم من تباين واتساع الآراء بهذا الخصوص.
إن طرح العلمانية بل وحتى الاشتراكية بهذه الدرجة أو تلك في أوساط الجماهير وليس بين الدعاة السياسيين هو أمر له أكثر من دلالة ومغزى سياسي، بل انه يحمل في أحشاءه ملامح مسار سياسي جديد في حال تبلوره في إطار وقالب سياسي معين يوضع كأداة بيد القوى الاجتماعية صاحبة المصلحة في إنهاء الأوضاع الراهنة ، عن طريق بديلها هي وليس من خلال المعادلات السياسية التي ترسمها قوى الاحتلال والسيناريو المظلم الذي يحيط بالمجتمع.
إن تطوير بديل سياسي ، يستند إلى حركة واقعية حية قائمة على نقد عميق وجوهري للأوضاع الراهنة، و على تبلور هذه الحركة المطلبية الواقعية في إطار سياسي، يستند إلى اشتراك وتدخل الجماهير في هذه الحركة وامتلاك أداة للتدخل السياسي في الأوضاع الراهنة.
إن جزء من مستلزمات هذا التدخل قد فرضته مسائل الحياة اليومية على العمال والجماهير، ليس بفعل التعبئة والتحريض السياسي. إن الحركة المطلبية الواسعة لعمال القطاع الصناعي، وإضرابات عمال القطاع النفطي، هي مؤشر على بدء هذا المسار الواقعي لندخل الجماهير في رسم مصيرها السياسي. وان توسيع وتقوية هذه الحركة مرهون بتقوية صفوف الحركة العمالية، كطليعة لحركة جماهير المجتمع.
#فلاح_علوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟