أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - الاهمال أنجح علاج ضد النرجسية وخالف تعرف














المزيد.....

الاهمال أنجح علاج ضد النرجسية وخالف تعرف


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 595 - 2003 / 9 / 18 - 04:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


                            

منذ سنين شاهدت فلماً سينمائياً انكليزياً أسطورياً يمزج بين الفنتازيا في أقصى تطرفها وبين أحداث تاريخية استخدم الطرفين لتمرير الفكرة التي طرحها الفلم، يتناول الفلم قضية السحر وآلهة في اسطورة يونانية وتشابكها بتاريخ قرنوسطي عن الملك آرثر .. هذا الفلم الطويل المشوق الذي جزء إلى ثلاث أو أربع أقسام يتناول الصراع بين الخير والشر بتفاصيل عديدة ومتنوعة .. الخير المتمثل بالملك آرثر وصديقه الساحر الطيب الذي يرى في الشر آلة جهنمية غير انسانية بستخدمها بعض السحرة من اجل تنفيذ مآربهم..

إلا أن الصراع العام الذي حددته أحداث الفلم تتجلى في الصراع الرئيسي بين شقيقتين ساحرتين سليلتين من آلهة السماء، واحدة على الأرض بصوت أجش خشن ومتخثر وبمسحة جميلة سحرية اضيف عليها طابع السواد في كل من شعرها وملابسها حتى دهان اظافرها، وبشكل يدل على الشيطنة وبين شقيقتها البيضاء ذات العيون الجميلة والرموش الذهبية والملابس البيضاء ، كل شيء فيها ابيض في ابيض، وتعيش في البحر وليس على اليابسة.. هذه الشقيقة تقف بالضد من مخططات شقيقتها الشيطانية وتتحالف مع الساحر الطيب.

لا أريد أن اتحدث عن تقنية الفلم وامكانياته الفنية ولا عن التصوير الرائع الذي جسم التنقل ما بين الفكرة والطبيعة ما بين الحركة والفكرة ما بين السر والعلن ولا عن التمثيل الاخاذ او الاخراج الرائع وتأثير صناعة الموسيقى في تقريب دهشة المشاهد للأحداث، ولا عن نوعية الحوارات الداخلية التي تزيد من رفعة الفيلم الفنية والثقافية والتكنيكية.

بل أشير إلى مسألة في غاية الأهمية وهي مسألة ( الحسم ) فالصراع كان دامياً وطويلاً كلف الملك ومريدوه وشعبه وكذلك الاعداء عشرات الآلاف من القتلى والجرحى والمعوقين ولم يوقف تلك الساحرة الشيطانية ومخططاتها الاجرامية أي شيء.. بل بالعكس فقد قامت بمحاولة خلق ظلاً للملك من صلبه ووظفته ضد والده حتى وصل الامر ان يقتل الأبن والده وفي الوقت نفسه ان يقتل الأبن بيد ابيه.. وفي النهاية كان الخراب والدمار وخلق الضغينة والكراهية حتى أن الشقيقة البحرية استردت السيف الذي أهدته إلى الساحر الطيب والذي اهداه بدوره إلى الملك آرثر وتركت الساحة لشقيقتها بعدما عجزت في الصراع..

احد السحرة الذي كان متحالف مع الساحرة السوداء التجأ إلى الساحر الطيب وتوصل الاثنان إلى قضية مهمة طبقاها مع جميع الناس ضد الساحرة السوداء ، ففي حين كانت الأخيرة تتهيأ للقتال ضدهم بسحرها تركوها وحدها في القاعة الكبيرة وأداروا لها ظهورهم دون النظر في شكلها فصرخت بهم وبالساحر " أنظروا إلي " فقال لها الساحر الطيب والآخرين من اليوم سوف نهملك وننساك إلى الأبد.. وفي النهاية ذهبت جميع محاولاتها الهادفة إلى اهتمام الناس بها إلى الفشل وعندما تحرك الناس من دائرة الشر إلى الخارج، إلى الطبيعة بجمالها وروعتها تبخرت الساحرة إلى جزيئيات صغيرة وهي تصرخ بهم كي لا يهملوها وتطلب أن ينظروا إليها ولكن دون جدوى..

اسمحوا للإطالة، لكنني وجدت في هذا السرد هدف افضل من الحديث الطويل عن الاخلاقيات أو المضادات والمناقشات غير المسؤولة، وربما هناك من شاهد الفلم ويتذكر أكثر مني حيثياته وحوداثه وعمق هدف صانعيه.. ولا أبعد الربح من المعادلة لأنه الهدف الأول ..

لكن.....

 أليس الاهمال أكبر علاج لاولئك الذين يخلقون الشر بعدما يخلطونه بالشهد؟ اولئك المزورين المخادعين الواقفين على التل ولكن المحرضين على الفتنة واطالة زمن الاحتلال بتشجيع الفوضى والقتل بدون استثناء بطريقة الحرص والاخلاص للوطن..على عكس من عمل الساحرة العلني.. فالبعض يحتاج لهذا العلاج لأن الاهمال أكبر صفعة توجه للنرجسية والشعور بالعظمة ومن يريد أن يطبق المبدأ السيئ الصيت خالف تعرف.. أنسوهم واتركوهم وافضل علاج.. اهملوهم.

                                                                             17 / 9 / 2003  

 



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علي عقله عرسان الجميل ما زلنا أمام العلم والثقافة اقزام وأقز ...
- هل سيبقى نظام المختارية في العراق ساري المفعول؟ اليس الافضل ...
- سيدتي.. هذا الذي ترينهُ، معقول.....!
- اسس تشكيل الوزارات هل يجب ان يكون لكل طائفة او حزب أو عشيرة ...
- ليس الحل بمجيء قوات تركية أو غيرها ! العراقييون المخلصون هم ...
- الدولة والمجتمع المدني والديمقراطية
- الأخت بنت كركوك المحترمة والوزارة الجديدة
- بعض ملامح نشوء الحركة النقالبية العربية - سوريا
- الغاء الفتوى / ضرورة فصل الدين عن الدولة لايمكن الاستهانة بش ...
- الأزهر واصدار الفتاوي تحريض على الفتنة وعدم مدّ يد العون وال ...
- لكن.. من أجلي، من أجل الله، لا.. لا تصحو
- بعض ملامح نشوء الحركة النقابية العربية
- هل مقاومة المحتلين.. تخريب وتدمير ممتلكات الشعب..؟
- مالفرق بين موقف مجلس الأمن وقراره الأخير 1500 وموقف الجامعة ...
- كيف يمكن أن نكون واقعيين ومنطقيين في تحليلاتنا واستنتاجاتنا ...
- وجع الغابات المنسي
- صنمية ذاتية الحركة في الأصنام
- كيف يمكن النظر إلى قضية التضامن العربي...! يحتاج العراق وال ...
- رغد ابنة الرئيس صدام حسين كانت فرحانة متشمتة ومتشفية غير مفج ...
- الحركة النقابية العمالية العالمية والعربية- اتحاد النقابات ا ...


المزيد.....




- مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا ...
- مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب ...
- الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن ...
- بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما ...
- على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم ...
- فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
- بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت ...
- المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري ...
- سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في ...
- خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى محمد غريب - الاهمال أنجح علاج ضد النرجسية وخالف تعرف