أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - باقر الفضلي - العراق: حقوق الطفل والمسؤولية..!!؟














المزيد.....

العراق: حقوق الطفل والمسؤولية..!!؟


باقر الفضلي

الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:38
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تسمرت في مكاني، وإنعقد لسانيّ من فرط الدهشة، وتجمدت عينايّ في محجريهما من فرط ما رأيت، وليتني ما رأيت..وبئس ما رأيت..
الصورة توحي ولأول وهلة، بأنها قطعة من لوحة بيكاسو الشهيرة (كورنيكا) ؛ "كتل لحمية" متناثرة ، بعضها مربوط الى أسرة زرقاء بلون الموت.. في صالة فارغة كفراغ القلوب المنخورة..صمت كصمت المقابر.. كل شيء يوحي وكأنك داخل مشرحة بشرية في أحد أقسام الطب العدلي في بغداد في زمن "الدفء الأمريكي"..

المشهد يزداد قتامة وضبابية.. والحقيقة التي سربت نفسها الى كل أرجاء الدنيا.. جوبهت بمن حاول أن يتستر عليها، ويلقي ظلالاّ من الشك والنكران حول وجودها..!!؟

الوزير المسؤول؛ حاول، وبطريقة الهجوم أحسن وسيلة للدفاع، أن يحرف سهام الإتهام والمسؤولية عن شخصه ووزارته، فإبتدع قصة المؤامرة، والتضليل الإعلامي..!!
ولزرع الشك في نفوس المتسائلين ، قفد وضع نفسه بين عداد المتسائلين والمتشككين، وهو يطرح السؤال بعد السؤال، دون أن يجيب على الأسئلة، متهماّ الجهة التي أكتشفت الفضيحة، بأنها كانت تدبر لذلك ، والدليل حسب قوله؛ مداهمتها لمكان تواجد الأطفال في ساعة متأخرة من الليل (الثانية صباحا)، وهي جهة معروف عنها كرهها للشعب العراقي، على حد قول الوزير..!!؟؟

إنه مجرد كلام مثير للسخرية والألم، وشر البلية ما يضحك.. فالسيد وزير العمل والشؤون الإجتماعية هو جزء من كل إسمه الحكومة، والحكومة نفسها جزء من كل إسمه السلطات الرئاسية، والإثنان جزء من كل إسمه مجلس النواب، والجميع جزء من كل إسمه السلطة/ والسلطة برمتها جزء من كل إسمه الكتل السياسية الحاكمة بالمحاصصة... فلا سائل ولا مسؤول..!!؟

الدليل أيها السيد الوزير؛ هو نفسه الفضيحة؛ "الكتل اللحمية" للأطفال، المتناثرة أجسادهم في رحاب القاعة الخاوية إلا من ثمة بضع أسرة يبعث منظرها على الشؤم والقرف.. إنها صورة معبرة عن هول الكارثة التي تحيق بالعراق والعراقيين، والتي كشفت جزءّ منها المؤسسة الخبرية CBS ..!!؟*

فإن كان الفنان ( بيكاسو) قد خلد بشاعة الحرب اللاإنسانية بالألوان، في لوحته الشهيرة (كورنيكا)، فإن الطبيعة على أرض الواقع، قد رسمت هذه البشاعة بكل تجلياتها في فضيحة دار > الحكومية في بغداد، والتي إعتقدها البعض أو من سماها مجازاّ >..!!؟

لقد إستنكرنا وشجبنا وأدنّا الكثير والكثير من إنتهاكات حقوق الإنسان في العراق، شجبنا وأدنّا ممارسات الإرهاب الإجرامية، إستنكرنا وأدنّا إضطهاد ألأقليات الدينية والعرقية، شجبنا وإستنكرنا ممارسات إنتهاك حقوق الإنسان في السجون والمعتقلات ، وفي مقدمتها سجن أبي غريب.. حتى بات الإنكار والشجب والإدانة، مجرد وظيفة خاصة بالكتاب والمثقفين، يرددونها بإستمرار وكأنهم لا يحسنون غيرها، وتبدو وكأنها أعقاب سكائر في طريقها الى المنفظة..!!؟؟

أما المسؤولون؛ فتشكل حالة إنتهاكات حقوق الإنسان ،التي تجري في نطاق مسؤولياتهم ، ضروبا من ردود الفعل الشديدة؛ ليس من الحدث نفسه، ولكن من حالة المجابهة الإعلامية التي تواجههم بحقيقة الحدث..!؟ وليس طريقة التعامل مع حدث دار << شديدي العوق>> طبقاّ لتسمية السيد الوزير، إلا مثالاّ صارخاّ على ذلك..!!؟

أما تبرير الأمر؛ بأن دار الأطفال لم يكن داراّ للأيتام بل داراّ لشديدي العوق، فذلك أدهى وأمر..!!؟؟

كما وبدلا من التأكيد على أهمية القيام بالإجراءات المناسبة للتحقيق بالأمر وتحسين ظروف الأطفال الصحية والسكنية ومحاسبة المسؤولين، جرى الرد وبإنفعال ظاهر، خارج إطار الحدث نفسه، وكأن شريط الفديو الذي نشرته الوكالة الإخبارية لم يكن حقيقة قد وصل صداها كل أرجاء المعمورة وأصبحت في متناول الجميع ..!!

إن تحميل وسائل الإعلام مسؤولية نشر الأحداث التي تتعلق بإنتهاكات حقوق الإنسان، لا يلغي من حيث المبدأ وجود هذه الأحداث على أرض الواقع، ومعرفتها من قبل الآخرين، حتى ولو كانت في بروج مشيدة..!!؟

أما توظيف كل شيء بما فيه إنتهاكات حقوق الإنسان لأغراض المصالح الخاصة، من خلال التستر عليها ، وعلى المسؤولين المباشرين عن إرتكابها ، فلا يخدم مسيرة العدالة، بقدر ما يزيد الشكوك حول جدية القائمين على متن السلطة، ويضعهم في وارد تحمل المسؤولية القانونية والمحاسبة..!!؟
_________________________________________________
* http://www.cbsnews.com/sections/i_video/main500251.shtml?id=2946323n



#باقر_الفضلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غزة والتحرير..!؟
- العراق : مقومات مسلسل الجريمة..!!
- فلسطين: هل سيتوقف نزيف الدم..؟؟!
- تركيا : اللعبة القديمة...!؟
- المحكمة الدولية الخاصة للبنان: لماذا..؟
- اللقاء الأمريكي- الإيراني : الصحوة العربية..!!
- الجريمة النكراء..!!
- آفاق مستقبل الحكومة العراقية..!؟2-2
- الشيوعيون العراقيون..تحية إكبار وإعتزاز..!
- العراق :المسؤولية الحكومية وحقوق المواطن...!؟
- على عتبة اللقاء الأمريكي - الإيراني...!!(*)
- من الذي يرتهن العراق...؟؟ (2-2)
- القتل غسلا للعار...!!؟
- على ابواب شرم الشيخ..!
- إشكالية خطاب المقاومة: ملاحظات أولية...!؟
- النفط مصدر ثراء أم لعنة للعراق..؟
- المثلث الساخن والصراع الخفي...!!
- ألأعلام ألألكتروني: حرية النشر..؟
- من يزرع الريح يحصد العاصفة..!!
- مطلب الإنسحاب من العراق وآفاق تطبيق خطة بيكر..!


المزيد.....




- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...
- محمد المناعي: اليوم العالمي للإعاقة فرصة لتعزيز حقوق ذوي الا ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام 3 مصريين وتكشف عن أسمائهم وما ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - باقر الفضلي - العراق: حقوق الطفل والمسؤولية..!!؟