أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - إلى قادة حزب الدعوة














المزيد.....

إلى قادة حزب الدعوة


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 1953 - 2007 / 6 / 21 - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كان العمل الذي قام به الرعيل الأوّل في تأسيس الحزب عملاً ضخماً ، سبقه عملٌ فكري ّ وفقهي جبار لوضع اللبنات الأساسية لتنظيم حزب إسلامي يختلف عن الحركات الإسلامية التي كانت متواجدة في الساحة العراقية . لقد تطلّب العمل الفكري إستقراء الحاجات الضرورية والملحة من واقع المجتمع العراقي ، وعلى هذا الأساس تمّ وضع المبادئ والأهداف التي تلبي حاجات المجتمع . كان هذا العمل الفكري والفقهي الذي سبق تأسيس الحزب عملاً جباراً من المناضلين الأوائل ولولاه لما كان بالإمكان كسب الآلاف من أبناء الشعب للإنتماء إليه أو دعمه أو الإلتفاف حوله مؤيّدين ومناصرين .

كانت مبادئ الحزب مبنية على أساس الوطنية من جهة والإسلامية الطائفية المعتدلة من جهة ثانية ، ولذلك لم تكن للحزب إمتدادات أو إنتماءات إلى جهات أخرى وحافظ الحزب على وطنيته وإنتمائه العراقي الصرف ؛ العنصر الذي أكسبه عطف ومساندة الجماهير الواسعة بإعتباره تياراً وطنياً قام بتربية كوادره وأعضائه تربية وطنية مناضلة من أجل التحرر والديمقراطية طوال الفترات المظلمة من الدكتاتورية ، ومن جهة ثانية قام بتربية كوادره وأعضائه على روح التمسك بمبادئ الدين الحنيف بدون تعصّب أو رفض الآخرين ، وبذلك أصبح يمثل التيار العقلاني الأول بين التيارات الإسلامية في الساحة السياسية .

ما كان بالإمكان تأسيس حزب ضمن خضم التيارات الإسلامية المتواجدة حينذاك عملاً سهلاً . فقد كان للمناضلين الأوائل الفضل في إكتشاف الفروقات بين حاجات المجتمع مما لم تكن تلك التيارات السياسية مؤهّلة لتلبيتها . فكان بناء الحزب على مبادئ الوطنية والدينية الأساس المتين الذي مكّن الحزب من الترعرع وكسب الشعبية والتحوّل إلى أحد الكيانات السياسة الأساسية وذات الثقل في العراق .

إن مبادئ الحزب المذكورة تجعل الحزب أقرب الحركات الدينية إلى التيار الوطني العام الممثل بالأحزاب الوطنية والديمقراطية واليسارية والعلمانية ، وأبعد ما يكون من التيارين الديني والقومي المتعصّب والمتصلب العنصري الطائفي .

لقد كان لإنجراف الحزب بعد التغييرات السياسية في 2003 إلى التحالف مع التيارات الدينية الأخرى على حساب إبتعاده عن التيارات الوطنية ضرراً بالغاً على موقع الحزب في ضمير الشعب . فلا شك أن الشعب العراقي شعبٌ غيورٌ ومحبّ لحريته وتقرير مصيره بنفسه ومن هنا ياتي دعمه وإسناده للأحزاب والتيارات الوطنية .

إن إنجراف الحزب إلى ذلك التحالف قد وضعه في وضع لا يحسدُ عليه من الضغوط والإبتزاز السياسيين وأفقده الكثير من التأييد الجماهيري ، فإن كان الحزب قد حصل على بعض الإستحقاقات المتواضعة في الإنتخابات السابقة فليس من المؤمل أن يحصل على مثلها إذا لم يتدارك وضعه ضمن هذا التحالف ويعود إلى أحضان الشعب ويصطفّ مع قواه الوطنية الحقيقية . لقد إرتكب الحزب خطاً ستراتيجياً كبيراً كانت نتائجه ليس الإضرار بالحزب فقط بل على العراق ككل ، شعباً ووطناً ، حاضراً ومستقبلاً ، مما يتطلّب من قيادته إعادة النظر في موقفه بجدية وتصحيح مساره بإعادته إلى مسيرة الشعب و إلى الأمام .




#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالةٌ على المكشوف
- آخرُ الدواءِ الكيّ
- دورُ الحركات الدينية بعد الحركات القومية
- الإستعمار بين الديمقراطي والجمهوري
- عقوبةُ الإعدام
- رثاءٌ وعزاءٌ
- كُحلة لعيونكم
- الذكرى الرابعة
- اليوم والبارحة
- نداءان
- لتعش ذكرى الحادي عشر من آذار
- نمور ورقية
- ! ! . . . مبدأ التوافق
- مبادئُ الإنسانيةِ أوّلاً
- الكَذب .. والإفلاسُ السياسي
- الأسوَدُ والأبيضُ فَحَسب
- صدّامٌ ... أشهر شخصية في العالم
- البحثُ عن الشرعيّة
- عودةٌ لقراءة أورول
- عَودةٌ اقراءة أورول


المزيد.....




- ماذا نعرف عن الاتفاق النووي المتوقع بين واشنطن والرياض؟
- أردوغان: لن نسمح بتقسيم سوريا وسنقف إلى جانب حكومتها في مواج ...
- أبو عبيدة يُعلن فقدان الاتصال بالمجموعة الآسرة للجندي عيدان ...
- عشرات الغارات الأمريكية الجديدة على اليمن
- ماذا يحدث في الأردن؟ ومن هي الجماعة التي تلقت تدريبات في لبن ...
- تونس .. أرقام قياسية لاكتظاظ السجون ورؤية لإصلاح المنظومة
- فيتسو ردا على كالاس: لن يمنعني أحد من حضور احتفالات النصر في ...
- السلطات الأردنية تحبط محاولة تهريب أكثر من نصف طن من الحشيش ...
- وزارة الخارجية الأمريكية تلغي منحاً لدول أجنبية بـ215 مليون ...
- الجيش المصري ينفذ بحثا عسكريا يرسم مستقبل أمن الطاقة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ييلماز جاويد - إلى قادة حزب الدعوة